الأحد 19 أبريل 2020 / 13:34

هذه هي أذرع آلة إيران الدعائية في الخارج

24- زياد الأشقر

كتب الباحثان سعيد جسمي نجاد وعلي رضا نادر، في موقع "راديو فاردا، أنه في سياق جهودها لمحاربة فيروس كورونا المستجد، أصرت الديكتاتورية الدينية في طهران على الإنكار وتجاهل كل المؤشرات. مع ذلك، أظهر النظام حماسة للزعم بأنه يستحق إعفاءً فورياً من العقوبات ليتمكن من مكافحة الفيروس بفاعلية.

قسم الديبلوماسية في وزارة الخارجية وإذاعة الجمهورية الإسلامية إلى جانب جامعة المصطفى الدولية ومكتب الدعاية الإسلامية في قم، كلها تلعب دوراً مركزياً في التأثير الإيراني في الخارج

وأشار وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى هذا التناقض في أواخر مارس (آذار) عندما عرض شريطاً للرئيس حسن روحاني يقول فيه لمسؤولين وضعوا كمامات طبية، إن وزارة الخارجية الإيرانية أطلقت "جهوداً منسقة للتأثير على الرأي العام كي يقول لا للعقوبات"، وذلك بهدف "استعادة أموالنا المصادرة في دول أخرى".

رفض عروض
ولاحظت وزارة الخارجية الأمريكية أن النظام الإيراني يريد أموالاً نقدية، ولذلك رفض عروضاً لمساعدته طبياً من الولايات المتحدة ومن منظمات إنسانية مثل أطباء بلا حدود.

وأضاف الباحثان أن المشهد يكشف الدور الأساسي الذي تلعبه الدعاية في استراتيجية إيران للتخلص من حملة الضغوط الأقصى التي تمارسها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على طهران.

الآلة الدعائية
ومنذ تأسيسه، قبل أربعة عقود، يوظف النظام الإيراني بشكل واسع في الآلة الدعائية سواء في الداخل أو في الخارج. وتعتبر الدول الغربية، وخصوصاً الولايات المتحدة، هي هدف الرسائل التي توجه من الوكالات الحكومية المختلفة ومن المؤسسات "غير الحكومية" الواقعة تحت سيطرة النظام. وعلى صانعي السياسات والمحللين في الولايات المتحدة أن يولوا عناية خاصة لمحاولات النظام تشكيل الرأي العام في أمريكا وأوروبا.

 وزارة الخارجية
وأشار الباحثان إلى أن المؤسسات التي تمارس عمليات الضغط تركز كل منها على مهمة محددة، لكن دائماً ثمة تداخل في ما بينها. وفي طليعة هذه المؤسسات وزارة الخارجية وإذاعة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي تعتبر الذراع الإعلامية للحرس الثوري الإيراني، وعدد من المنظمات الدينية، بينها منظمة التنمية الإسلامية وجامعة المصطفى الدولية، ومكتب الدعاية الإسلامية في قم.

وأوضح الكاتبان أن وزارة الخارجية، بما فيها قسم الديبلوماسية العامة، هي ركيزة الجهود التي تبذلها طهران للتأثير على الرأي العام الأمريكي. واكتسب وزير الخارجية محمد جواد ظريف سمعة جيدة، وإن تكن مضللة، بوصفه ديبلوماسياً عقلانياً وآراؤه جديرة بالنقاش أكثر منها فورات الغضب التي يطلقها المتشددون الدينيون في النظام.

وبعدما تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، أمضى ظريف عقوداً أقام خلالها علاقات شخصية مع صحافيين وسياسيين ومدراء شركات في الولايات المتحدة، بغية التأثير في الرأي العام الأمريكي وسياسات واشنطن.

وأوضح الكاتبان أن قسم الديبلوماسية العامة برئاسة سيد عباس موسوي، يلعب دوراً مهماً في حملة التضليل الإعلامي إلى جانب المسؤول عن قسم المغتربين الإيرانيين حسين جابر أنصاري. وتحاول هاتان الهيئتان التأثير على ملايين المغتربين الإيرانيين، الذين يقيم الجزء الأكبر منهم في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية.

إذاعة الجمهورية الإسلامية

وقال الكاتبان إن إذاعة الجمهورية الإسلامية، بهيمنتها على هيئتي الإذاعة والتلفزيون، تلعب دوراً حاسماً في الداخل والخارج. ومن أجل تشكيل حوار في الخارج، تدير الإذاعة قنوات تلفزيونية بالإنكليزية "برس تي في" والإسبانية "هيسبان تي في"، ولغات أخرى أساسية. وقد ظهر زعماء سياسيون مثل جيمي كوربن الزعيم السابق لحزب العمال البريطاني وبابلو إيغليسياس زعيم حزب بوديميوس الإسباني، على شبكة التلفزة التابعة لإذاعة الجمهورية الإسلامية. وعلى رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، فإن هذه الهيئة ستحصل هذا العام على مليار دولار كموازنة بزيادة 448 مليون دولار عن العام الماضي.

وخلص الكاتبان إلى أن قسم الديبلوماسية في وزارة الخارجية وإذاعة الجمهورية الإسلامية إلى جانب جامعة المصطفى الدولية ومكتب الدعاية الإسلامية في قم، كلها تلعب دوراً مركزياً في التأثير الإيراني في الخارج.