تراجع أسعار النفط (تعبيرية)
تراجع أسعار النفط (تعبيرية)
الثلاثاء 21 أبريل 2020 / 19:02

ماذا يعني أن يكون سعر النفط سلبياً؟

يُمكن أن يُعزى تراجع أسعار النفط في أمريكا الشمالية إلى المنطقة السلبية، إلى ظواهر لا تحدث في السوق سوى مرة واحدة حتى وإن كانت جائحة فيروس كورونا، وحرب الأسعار بين كبرى الدول المنتجة، تشير إلى أن الأسعار ستبقى منخفضة فترة طويلة.

يصعب للوهلة الأولى فهم الأرقام، لقد أغلق برميل النفط الإثنين في نيويورك على سعر ناقص 37.63 دولاراً. من الواضح أن البائعين اضطروا إلى أن يدفعوا للمشترين ليستلموا النفط الخام منهم.

لكن الظاهرة تستحق الشرح.

لا يمس هذا الانهيار التاريخي سوى نفط غرب تكساس الوسيط الذي يعد مرجعاً في السوق الأمريكية، مقابل نفط برنت بحر الشمال في أوروبا الذي يحدد الأسعار.
ولكن برنت، ومع تعرضه للضغط الشديد، لا يزال في الوقت الحالي يباع بنحو 20 دولاراً.

وقال جون بلاسارد من شركة ميرابو الاستثمارية في مذكرة الثلاثاء: "هناك فجوة تاريخية تفصل حالياً بين السعرين المرجعيين لأسواق النفط".

يعود سبب ذلك، بشكل رئيسي إلى ضخامة الإنتاج الأمريكي من النفط، خاصةً الصخري، ومن تراكم احتياطيات هائلة في محطة كاشينغ في أوكلاهوما والتي فاضت عن طاقتها التخزينية في ظل التباطؤ الحاد للاقتصاد الأمريكي بسبب جائحة كورونا الجديد.

من الواضح أن بائعي النفط الخام لا يواجهون فقط مشكلة في العثور على مشترين للنفط، بل في تخزين الفائض أيضاً، ومن هنا حدث التقهقر الكبير الإثنين.

علاوة على ذلك، يستدعي السعر "السلبي" استكشاف الآليات التقنية إلى حد ما لسوق النفط والتي يغفل عنها الجمهور العام في معظم الأحيان.

وفي سوق النفط نوع يسمى بسوق "العقود الآجلة"، يقوم على التفاوض على الأسعار قبل أسابيع من الموعد المحدد للتسليم. وبالتالي فإن المتداول ليس البراميل، بل عقود مدعومة بالنفط نفسه.

أصبحت هذه الآلية التي صممت في الأصل تأميناً ضد تقلبات الأسعار، موضوعاً للمضاربة.

وفي بداية الأسبوع، أي الإثنين، انتهى أجل عقود النفط الخام للتسليم في مايو (أيار) واضطر المضاربون إلى استلام النفط الذي اشتروه بالفعل.

ولكن بما أنهم عاجزين عن تخزينه، فضلوا تعويض "نظيرهم" في العقد عبر الدفع لإلغاء الشراء، ومن ثم تحول البرميل إلى السعر السلبي.

قال ستيفن إينيس من أكسي تريدر: "نظراً لأن خام غرب تكساس الوسيط يجب أن يسلم مادياً وأن كلفة الوصول إلى الخزانات باهظة الثمن، فإن كلفة التخزين في مايو (أيار) تتجاوز القيمة الجوهرية للنفط في الشهر نفسه".

ويضيف "ما لم يكن هناك تدخل منسق، قد يفقد عقد يونيو(حزيران) أيضاً كل قيمته، ومن هنا تردد صدى صيحات احتموا، في الأسواق العالمية".

واليوم الثلاثاء، بلغ سعر هذا العقد لخام غرب تكساس الوسيط المقرر تسليمه في يونيو (حزيران) المقبل حوالي 16 دولاراً، بانخفاض حاد.