الأربعاء 22 أبريل 2020 / 13:26

أبعاد عودة طهران لاستفزاز واشنطن

24- زياد الأشقر

كتب الصحافي سيث ج. فرانتزمان في صحيفة "جيروزاليم أن إيران عادت لتهدد الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط. ويأتي ذلك في سياق خطة إيرانية لدفع أمريكا إلى الانسحاب من العراق وسوريا مع استمرارها في تنفيذ تهديدات مزعجة في المياه الدولية في الخليج.

ذهبت إيران بعيداً في عطلة نهاية الأسبوع عندما أعلنت عن تصنيع صواريخ بحرية يصل مداها إلى 700 كيلومتر، وحضت "القوى الأجنبية على الرحيل"

وتمارس إيران استفزازات ضد البحرية الأمريكية منذ عقود، لكن السلوك الأخير يرمي إلى تسخين هذه الجبهة. وفي سوريا يطلق الإعلام الإيراني رسائل ضد الولايات المتحدة متهماً إياها ب"تدريب إراهابيين".

مناورات خطيرة
والأسبوع الماضي، اقترب 11 زورقاً إيرانياً سريعاً من عدد من القطع البحرية الأمريكية، بما في ذلك سفينة كانت تجري مناورات مع مدمرة. ونفذت الزوارق الإيرانية السريعة مناورات خطيرة على مسافة عشرة ياردات من البحرية الأمريكية، ونشرت الولايات المتحدة شريطاً عن الحادث.

وبعد ذلك بأيام زعم الحرس الثوري الإيراني أن "إرهابيي" الولايات المتحدة هم مصدر عدم الاستقرار في المنطقة. ثم أعلنت إيران أنها طورت طائرات مسيرة مسلحة جديدة وراداراً جديداً للمسافات البعيدة. كما أنها كشفت عن قذائف مضادة للدروع قالت إنه يمكن اسقاطها من الطائرات المسيرة. وكل ذلك بهدف زيادة الضغط.

قلق إيران
وذهبت إيران أبعد من ذلك في عطلة نهاية الأسبوع عندما أعلنت عن تصنيع صواريخ بحرية يصل مداها إلى 700 كيلومتر، وحضت "القوى الأجنبية على الرحيل". واتصل الرئيس الإيراني حسن روحاني بالزعماء الكويتيين وأبلغهم بقلق إيران من الوجود الأمريكي.

ورأى الكاتب سياقاً إعلامياً محكماً تطلقه إيران. فالحرس الثوري يهدد الولايات المتحدة وتصدر وزارة الخارجية الإيرانية بيانات ضد الوجود الأمريكي "غير الشرعي".

وقال الناطق باسم الوزارة عباس موسوي :"نريدهم أن يتركوا المنطقة في أسرع وقت ممكن". وحذر الحرس الثوري الولايات المتحدة من ارتكاب أدنى خطأ لأنه "سيكون الأخير". واتهمت البحرية التابعة للحرس الثوري الولايات المتحدة بـ"المغامرة" وزعمت إيران أن الولايات المتحدة اعترضت 550 ناقلة نفط في الخليج. ومن أجل إظهار رغبتها في مواجهة الولايات المتحدة، نشرت وكالة تسنيم الإيرانية مقاطع فيديو ظهرت فيها قطع بحرية أمريكية في 7 أبريل (نيسان) الجاري.

سوريا
ونسب فرانتزمان إلى وسائل الإعلام الإيرانية قولها إن الولايات المتحدة "تدرب إرهابيين" في قاعدة التنف حيث تنتشر القوات الأمريكية. وتؤكد هذه المزاعم نظرية المؤامرة التي روجت لها وسائل الإعلام الروسية والإيرانية في الماضي.
  
وأفادت وكالة "تسنيم" في عطلة نهاية الأسبوع أن الولايات المتحدة تدرب عناصر من تنظيم داعش. وكجزء من الحملة الدعائية الإيرانية ضد الوجود الأمريكي في سوريا، ادعت إيران أن عناصر من قوات النظام السوري عثروا على ذخائر أمريكية في ضواحي القنيطرة، لما وصفته بقايا الدعم الأمريكي للمعارضة السورية.

ظريف
وقال إنه في سياق الجهود الإيرانية لتعزيز العلاقات مع سوريا، زار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف دمشق، ووصع كمامة لإخفاء ابتسامته المعتادة عندما التقى الرئيس السوري بشار الأسد. ووصف المسؤولان العقوبات الأمريكية على إيران بأنها غير انسانية. وحدثت غارات جوية ليلية بعد مغادرة ظريف سوريا. ويشعر ظريف والأسد بأن إيران تصعد تدريجياً ضد الوجود الأمريكي في جبهة تمتد ألاف الأميال من الخليج إلى سوريا.