التكفيري رفاعي سرور (أرشيفية)
التكفيري رفاعي سرور (أرشيفية)
السبت 9 مايو 2020 / 19:32

رفاعي سرور.. راعي ذئاب الإرهاب في مصر

24 - القاهرة - عمرو النقيب

يعتبر رفاعي سرور، المولود في مدينة الإسكندرية عام 1947، من الرعيل الأول لحركات السلفية الجهادية في مصر، دخل السجن عدة مرات، وكان من ضمن المتهمين في القضية رقم 462 لسنة 1981 حصر أمن دولة عليا المعروفة بقضية "تنظيم الجهاد"، ثم سجن مرة آخرى عام 2005.

قال عنه الكاتب الصحفي موسى صبري "انتبهوا رفاعي سرور خارج السجون" في مقدمة كتابه "السادات بين الحقيقة والأسطورة" حينما علم أن مفكر تنظيم الجهاد طليقاً خارج السجن.

بعد الإفراج عنه من قضية الجهاد، أصدر مجموعة من الكتب ومنها: التصور السياسي للحركة الإسلامية، وعندما ترعى الذئاب الغنم، وعلامات الساعة، ومفهوم الرمزية بين الإسلام والنصرانية.

كان أول كتاب نشره رفاعي سرور تحت عنوان "أصحاب الأخدود"، وكان متأثراً بخبر إعدام سيد قطب، لاسيما أنه طالع كتاب "معالم في الطريق"، وشكل جزءاً من تكوينه الفكري في تلك المرحلة.

وبسبب هذا الكتاب سعى التكفيري يحيى هاشم(رئيس نيابة سابق)، للاتصال برفاعي سرور من خلال عنوان الناشر، رغبة من هاشم في التعاون مع سرور في إطار الخلية الجهادية التي كان شكلها حديثاً مع كل من علوي مصطفى، وإسماعيل طنطاوي، ونبيل البرعي، وكان من بين أعضاء هذا التنظيم أيمن الظواهري.

تؤرخ عملية تنظيم "الفنية العسكرية"بالقاهرة، التي قادها الفلسطيني صالح سرية، عام 1974 إلى تورط رفاعي سرور بهذه المجموعة، إذ كان أحد المتهمين قد أرسل رسالة خطية إلى زوجته يطلب فيها أن تبلغ سلامه إلى (ي، ر، م) فتم ضبط الرسالة وبالضغط على الزوجة أفادت بأن "ي" هو يحيى هاشم، وأن "ر" هو رفاعي سرور ، وأن "م" هو محمد حجازي.

انكشف بذلك التنظيم بالرغم من سريته الشديدة حتى إن مذكرة الدفاع التي قدمها المحامي في القضية كان قد شارك في إعدادها يحيى هاشم، قبل أن يكتشف كونه أحد المتهمين بالقضية، حاصرت قوات الأمن أغلب أعضاء التنظيم في منطقة جبلية بأسيوط عام 1975 وجرى اشتباك عنيف بالأسلحة النارية قتل خلالها يحيى هاشم، في حين تمكن رفاعي سرور من الهرب إلى القاهرة وتحديداً في حي "بين السرايات"ثم إلى "المطرية"، إذ استقر به المقام هناك ليكون محوراً للقبض عليه في مرات عديدة بعد ذلك.

لم تمض سنوات على "الفنية العسكرية" حتى كان رفاعي ضمن المتهمين الرئيسين في القضية المعروفة باسم "قضية تنظيم الجهاد" إثر اغتيال الرئيس السادات عام 1981 وقد قضى جراء ذلك ثلاث سنوات.

وكان سرور قد تم ترشيحه لإمارة التنظيم الذي أسسه صاحب كتاب "الفريضة الغائبة"، محمد عبد السلام فرج، لكنه رفض ذلك قبل اغتيال السادات مكتفياً بأن يكون أستاذاً ومرشداً لأبرز قادة التنظيم مثل عبود الزمر، الذي ارتبط معه بعلاقة قوية، وفي تعليق له على حادثة المنصة الشهيرة أشار سرور إلى أنهم اضطروا إلى قتل السادات مبكرا بسبب انكشاف التنظيم لمباحث أمن الدولة .

رغم تنصيب رفاعي سرور نفسه كمرجع شرعي لمختلف التنظيمات المتشددة، وسيره في طريق التكفير والتوسع فيه، وشرعنة العمل المسلح للجماعات الارهابية، فإنه لم يتلق أي قدر من التعليم الشرعي أو الأزهري ، لكنه فقط تحصل على الثانوية العامة وفقا لتصريحات الدكتور كمال حبيب، أحد شهود تلك المرحلة الزمنية من تاريخ جماعات الإسلام السياسي.

وقد قال عنه الدكتور ناجح إبراهيم القيادي السابق بالجماعة الإسلامية، أن رفاعي سرور هو أحد أهم تلاميذ سيد قطب، كما أنه صاحب فكر تكفيري انقلابي .

بينما قال عنه حازم أبو إسماعيل: "كنت لا أعرف الشيخ رفاعي سرور حتى قرأت له كتاباً كان معروضاً على أحد الأرصفة، فانبهرت بما فيه وانبهرت أكثر أن هذا الشيخ يعيش بيننا".

وقال عنه أيمن الظواهري :"لقد استفدت من الشيخ رفاعي كثيرا".

ومن أبرز تلاميذه حاليا ًأحمد مولانا، وخالد سعيد، مؤسس الجبهة السلفية، وحسام أبو البخاري.

توفي رفاعي سرور في فبراير(شباط) 2012، وحضر جنازته عدد من ابناء التيارات السلفية وجماعات الاسلام السياسي، في مقدمتهم حازم صلاح أبو إسماعيل، ومحمد البلتاجي وحافظ سلامة.