الأحد 10 مايو 2020 / 00:42

الشيخ زايد للكتاب تستضيف ميهوب في "الملتقى الأدبي"

حل الكاتب والمترجم التونسي الدكتور محمد آيت ميهوب، ضيفاً في الجلسة الثالثة، ضمن سلسلة الجلسات الحوارية الافتراضية المباشرة، التي تنظمها جائزة الشيخ زايد للكتاب بالتعاون مع صالون الملتقى الأدبي، لتكريم الفائزين في دورتها الرابعة عشر لعام 2020.

قدمت الجلسة أسماء صديق المطوع، مؤسسة ورئيسة صالون الملتقى الأدبي. وأدارتها الدكتورة هناء صبحي، المترجمة وأستاذة اللغة والأدب الفرنسي في جامعة السوربون بأبوظبي، التي وصفت هذا الحوار الافتراضي بالعابر للحدود والقادر على مواصلة بناء جسور الترابط المعرفي متجاوزاً تحديات العزل بكل مظاهرة، بحسب بيان تلقى 24 نسخة منه.

وفي بداية الحوار لمناقشة ترجمة د. محمد آيت ميهوب لكتاب "الإنسان الرومنطيقي" من الفرنسية إلى العربية، تحدث د. ميهوب عن بدايات ظهور الحركة الرومنطيقية حيث قال: "جاء الرومنطيقيون في ألمانيا وشكلوا تيار العاصفة والاندفاع وبدأ هذا التيار محدود الانتشار متواجداً فقط في كتابات نوفاليس والأخوين شليغل وجان باول واتخذ الطابع الفلسفي، إلى أن توسع ليصل إلى إنجلترا وفرنسا حيث اتخذ الطابع الأدبي وأصبحت الرومنطيقية تكاد تتماهى مع كل الكتابات الأدبية ثم انتشر في بقية العالم إلى أن وصل للأدب العربي مع كُتاب المهجر لاسيما مع جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وإيليا أبوماضي وفي تونس مع أبو القاسم الشابي".

وأضاف: "الرومنطيقية حسب جورج غوسدورف ليست تياراً أدبياً فحسب، وإنما هي أوسع من ذلك بكثير، فهي تيار في الأدب والفلسفة والفكر ولكن في الوجودية أيضاً - في وجود الذات الأنا في النفس والأنا في العالم. فالرومنطيقية وإن كان مؤرخو الأدب يعتبرونها قد ماتت تقريباً في أواسط القرن التاسع عشر، إلا أنها في الحقيقة قد تواصلت فيما بعد مع كل مسعى إنساني يدافع عن الفرد والذات الإنسانية و وجودها."

وعن الترجمة بشكل عام، قال د. ميهوب: "أي ترجمة جادة لابد أن تكون ثرية من ناحية الحواشي وتقاس الترجمات من هذه الزواية، زاوية ماهي المادة المعرفية التي قدمها المترجم للقارئ، فيجب أن يساعده على تيسير المعاني المطروحة ويعين غير المختص على فهم هذه المادة المعرفية، والترجمة هي أفعال عديدة في فعل واحد، هي نقل نص من لغة إلى لغة أخرى وهي تأويل وهي أيضاً نوع من نشر المعرفة خاصة إذا كان الكتاب ممتلئ بالمصطلحات والمفاهيم والإحالات الفلسفية كما التي وردت في كتاب الإنسان الرومنطيقي".

وفيما يتعلق بنهاية الرومنطيقية مع بروز العالم الافتراضي، قال د. ميهوب : " كما قال الأديب الفرنسي ميشيل بوتور كلنا رومنطيقيون، إن لم نكن رومنطيقين في أدبنا فنحن رومنطيقون في أفكارنا، وإن لم نكن كذلك في افكارنا فنحن رومنطيقيون في نمط حياتنا، لذلك في رأيي الرومنطيقية طريقة في الوجود والحضور ومادام يوجد روح في الإنسان وتوق لتغيير العالم وللإبداع فستبقى النزعة الرومنطيقية حاضرة".