إنفوغراف (24)
إنفوغراف (24)
الأحد 10 مايو 2020 / 14:09

إنفوغراف: مواقف كرمان الداعمة للإرهاب

شهد اليومان الماضيان موجة من الغضب والصدمة والحيرة، إزاء القرار المفاجئ والصادم باختيار شركة "فيس بوك" للناشطة اليمنية توكل كرمان ضمن فريق مراقبة محتوى ما ينشر على منصتها وانستغرام.

وتساءل البعض حول كيف لناشطة مثل توكل كرمان أن تعتلي منصة مجلس حكماء فيس بوك، ومعروف عنها توجهاتها الداعمة للإرهاب والساعية للفوضى منذ 2011، مع ولائها لتنظيمات إرهابية مثل الإخوان، والتمويلات التي تحصل عليها من النظامين القطري والتركي؟.

ويرى مراقبون أن شركة فيس بوك قد تكون مضطرة لمراجعة قرارها بشأن اختيار اليمنية توكل كرمان، نظراً للدلائل القوية والمؤشرات التي تثبت أيدولوجية كرمان الداعمة للإرهاب والبعيدة عن الاعتدال.

ونستعرض أبرز المواقف السياسية التي تبرز مدى اعتماد الناشطة اليمنية لأيدولوجيتها الداعمة للإرهاب، وهي كالآتي:



الولاء لتنظيم الإخوان الإرهابي
توكل كرمان هي عضو بارز في حزب التجمع اليمني للإصلاح، وهو الذراع اليمني لتنظيم الإخوان، ولا تزال آراؤها تعكس توجهها السياسي، وهي معروفة بتوجهاتها وانتمائها وولائها لجماعة لإخوان المصنّفة في كثير من الدول كتنظيم إرهابي يبث الكراهية والفتن في دول مختلفة.

وسبق لكرمان أن اتخذت مواقف داعمة للإخوان في مصر، ومناهضة للتحالف العربي في اليمن، والذي يقاتل من أجل دعم الحكومة الشرعية للبلاد لاستعادة السلطة من الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران.

وسهّل النظام القطري حصول كرمان على جائزة نوبل، من خلال الرشاوي المالية، حيث تستغل الإخوانية حصولها على الجائزة عام 2011 للتنقل في عدد من دول العالم لجمع الأموال وتحويلها من وإلى الجماعات الإرهابية في اليمن ودول أخرى برعاية قطرية.

ويؤكد حصول كرمان على منصب في مجلس الإشراف على فيس بوك، عن الاختراق الإخواني بدعم قطري وتركي لمؤسسات إعلامية ومراكز دراسات ومنظمات حقوق إنسان.

وليس سراً أن أن تكون توكل كرمان قيادية في حزب الإصلاح اليمني الإخواني، الذي كشفت مؤخراً علاقته بتنظيمي؛ القاعدة وداعش الإرهابيين.



استغلال "ربيع الفوضى"
توكل كرمان المقيمة في تركيا أحد معاقل تنظيم الإخوان الإرهابي، وملجأ الفارين من المحكومين في جرائم الإرهاب والعنف معروفة بالتحريض على الثورات والفوضى، وأعمال العنف وإراقة الدماء في الدول العربية.

فالناشطة الإخوانية باتت أكبر المستفيدين مما يسمى بالربيع العربي، وبواسطة الأموال القطرية التي تلقتها لدعم ساحات الاعتصام، تمكنت توكل كرمان من تكوين إمبراطورية خاصة بها في الخارج، تاركة أحلام الشباب اليمنيين تتبخر بحرب وفوضى ما زالت متصاعدة حتى منتصف 2019.

وبواسطة أموال الربيع، أسست كرمان قناة "بلقيس" التي تبث من تركيا، بجانب مؤسسة توكل كرمان الدولية المدعومة من الدوحة.
ولم تكتف الناشطة اليمنية الإخوانية بإغراق اليمن في مستنقع الفوضي منذ 2011، لكنها تعمل وبتمويل قطري على نقل تجربة الفوض وسموم الإرهاب إلى عدد من الدول العربية وآخرها تونس.

وخلال الأشهر الماضية، عجزت كرمان عن إيجاد موطئ قدم وتأييد وسط الاحتجاجات التي شهدتها الجزائر والسودان مؤخراً، لتلقي بسنارتها خلال اليومين الماضيين في تونس، من أجل استئناف نشاطها الفوضوي المدعوم من قطر وتركيا.

فالمشروع الفوضوي الجديد لكرمان في تونس جاء عبر ما يسمي بـ"مبادرة حماية الربيع"، وضمت إليها عدداً من الهاربين في إسطنبول على رأسهم المصري الإخواني أيمن نور.

وتهدف كرمان ومجموعة الهاربين إلى إثارة الفوضى مجدداً في دول المنطقة، بعد فشل مشروعهم في الجزائر والسودان، بفعل اليقظة التي ظهر بها الجيشان الجزائري والسوداني في إحباط المؤامرات التي يتم تدبيرها في الدوحة وإخراجها إلى النور في إسطنبول.



المتاجرة بأزمة اليمن
دفعت توكل كرمان بآلاف الشباب إلى ساحات الاعتصام عام 2011، ثم باعت اليمن بعد أشهر من أجل تكوين إمبراطورية إعلامية خاصة بها في إسطنبول.

كما هاجمت توكل المملكة العربية السعودية عقب مشروعها التنموي في اليمن "إعادة الأمل"، حيث امتنعت عن التبرع لأهالي اليمن ضمن خطة لإعادة الإعمار، وشمتت في مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.

وفي العموم اتخذت كرمان مواقف مناهضة للتحالف العربي في اليمن، والذي يقاتل من أجل دعم الحكومة الشرعية للبلاد لاستعادة السلطة من الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران.

ولكن المثير للجدل هي الموقف الغريب الذي اتخذته بعد اغتيال الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح على أيدي ميليشيا الحوثي الانقلابية في 4 ديسمبر(كانون الأول) عام 2017.

وكتبت كرمان حينها على تويتر قائلة: "نهاية مؤسفة للمخلوع علي صالح، ما كنا في الثورة السلمية نتمناها له على هذا النحو، لكن أحاطت به خطيئته وذاق وبال أمره"، ولم تندد الناشطة الحاصلة على جائزة نوبل للسلام باغتيال صالح، كونه عملاً خارج على القانون وجريمة، وهو ما أثار جدلاً كبيراً حينها.

وبدلاً من استغلال موقعها في الدفاع عن الشعب اليمني ضد الجرائم الحوثية غير المسبوقة منذ أكثر من 5 سنوات، وجهت توكل كرمان سهامها الغادرة في ظهر الحكومة الشرعية والتحالف العربي تماشياً مع أجندة الدوحة التي لا تبث إلا الخراب والدمار.



كراهية دول الجوار
وتسلمت كرمان من قطر الملايين من الدولارات منذ حصولها على جائزة نوبل للهجوم على الدول العربية، وأيدت الانقلاب الحوثي على الحكومة الشرعية في اليمن 2015، وساعدت جهاز الموساد في تهجير اليهود اليمنيين إلى إسرائيل؛ والتقت بالناشط الإسرائيلي عوفير برانشتاين، حسب تقارير إعلامية متواترة.

فمواقف كرمان المؤيدة لتنظيم الإخوان ودعواتها المدمرة لإثارة العنف والتخريب في البلدان العربية معلنة، حيث دأبت على توجيه انتقادات ملفقة وحادة للسلطات المصرية، إضافة إلى انتقاداتها شديدة اللهجة لما تقوم به كل من الإمارات والسعودية في اليمن من دور مهم وبارز داعم للشرعية ومساند لحقوق اليمنيين، خلاف الدور الإنساني الذي يتسع المجال لتفصيله.

ولم تقف كرمان عند هذا الحد بل تجاوزته لتطالب بإسقاط حكومات عربية، في دعوة فجة للعنف تخالف مبادئ السلام التي منحت جائزته.

فتحريض كرمان على الفوضى والعنف لم يتوقف عند بلدها فقط، ولكنه امتد إلى كافة أرجاء الوطن العربي، فتونس والجزائر ومصر والإمارات والسعودية لم تسلم من سمومها التي تبثها لتفتيت عضد الأمة العربية، وجعلها لقمة سائغة أمام النظامين التركي والقطري الداعمين للإرهاب.

وتشير التقارير إلى أن علاقة توكل كرمان بالإخوان ليست وليدة اللحظة، ففي فبراير(شباط) 2013 أعلنت توجهها إلى ميدان "رابعة العدوية" في مصر للوقوف بجانب المتظاهرين، معتبرة أنهم "أبطال أحرار"، وقامت بالتحريض من خلال تواجدها على العنف وقتل الجنود دعماً لنظام الإخوان الإرهابي.

وفي الجزائر، طالبت كرمان في تغريدة عبر موقعها على تويتر، المتظاهرين الذين خرجوا بسلمية ضد نظام بوتفليقة بممارسة العنف والفوضى خلال احتجاجاتهم.

وفي تونس حاولت إفساد المشهد التونسي بما يسمي "مبادرة حماية الربيع"، وضمت إليها عدداً من الهاربين في إسطنبول، علي رأسهم المصري الإخواني أيمن نور.

وفي سوريا دعمت كرمان القوي والميليشيات الإرهابية التي تدعو إلى تقسيم سوريا إلى 3 دويلات صغيرة "سنيّة وشيعية وكردية"، وذلك وفق المخطط الغربي، بحسب مركز المرجع للدراسات والأبحاث حول الإسلام.

ولم يسلم العراق أيضاً من تغريدات كرمان التحريضية، حيث زعمت في 2014 أنّ العراق أصبح دون جيش، والتقت مسؤولين في إقليم كردستان العراق لبحث دورهم السياسي الساعي إلى انفصال الإقليم عن العراق.


موالاة تركيا ضد العرب
الإخوانية اليمنية توكل كرمان تابعة للأنظمة التي تريد أن تثير الفوضى في الشرق الأوسط بشكل عام وفي بلدها اليمن بشكل خاص، مستعينة بأذرع إرهابية تساعدها على القيام بهذا الأمر وعلى رأسها تركيا، التي استعانت بها من أجل تحقيق أجزاء من أهدافها الإرهابية المتطرفة ضد عدد من الدول.

وتوكل كرمان أو كما يطلق عليها اليمنيون "بائعة دماء اليمنيين"، تعتبر أحد الأذرع التي باعت شعبها من أجل الترويج لأفكار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لتنفيذ أفكاره في الشرق الأوسط تجاه دول بعينها ومساعدته للترويج لما يطلق عليها الرئيس التركي "الإمبراطورية العثمانية".

واختارت كرمان التوجه التركي المدعوم بالأموال القطرية من أجل محاولة إثارة الفوضى، من خلال تكوين إمبراطورية إعلامية خاصة بها في إسطنبول، حيث قامت بإنشاء قناة "بلقيس" التي تبث من تركيا إلى جانب مؤسسة توكل كرمان الدولية المدعومة من قطر بشكل مباشر.

وكانت بداية تعاون كرمان مع تركيا بشكل رسمي وواضح للعيان، حيث التقت بأردوغان من أجل التدخل في اليمن، كما التقت في إطار زيارتها بزعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض بتركيا، وتباحثا معاً أوجه التعاون والعمل المشترك ومستقبل الديمقراطية ومشاركة المرأة في دول الربيع العربي.

والتقت أيضاً بوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في 28 يوليو(تموز) 2016، وأطلع جاويش أوغلو كرمان على تفاصيل محاولة الانقلاب الزائف التي وقعت بالبلاد منتصف يوليو(تموز)، وما تلاها من مستجدات.
وكانت كرمان ضمن الصفوف الأولى التي ناهضت هذا الانقلاب الزائف، بل وشاركت الشعب التركي في مظاهرات "صون الديمقراطية"، ودعمها لقيم الحرية والسلام.



مباركات ومجاهرة
وتعتبر كرمان الاسم الأبرز بين نساء الجماعة الإرهابية التي أعلنت ولاءها الكامل لقيادات التنظيم الدولي للإخوان والداعمين لهم: تركيا، وقطر.

وفي 2018، كانت كرمان أول المهنئين للرئيس التركي بفوزه بالانتخابات الرئاسية، حيث تعتبر كرمان صنيعة المخابرات التركية، فقناة بلقيس التي تديرها ما هي إلا أداة إعلامية تابعة للمخابرات التركية وتديرها كرمان بتوجهات من الجهاز الأمني التركي.

كما كان لكرمان دور بارز عندما أرادت تركيا تأجيج الخلافات وإنقاذ ما تبقى من إخوان اليمن عن طريق تأجيج الخلافات وبث الفوضى هناك.

وكُشفت علاقتها مع قطر من خلال مؤسس جهاز الاستخبارات العامة القطرية، اللواء محمود منصور، الذي أعلن أن بلاده تستخدم السيدة كبوق تابع لها من أجل بث الكراهية والفوضى في دول المنطقة العربية، مشيراً إلى أنها لعبت دوراً مشبوها لإثارة القلاقل والاضطرابات في بلدها اليمن.

في حين أكدت صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، أن كرمان لديها صندوق بريد مسجل في بنك قطر الوطني برقم ،"PO.BOX 23123" وهو عنوان بريد مشترك تابع لجهاز الاستخبارات القطرية، ولديها حساب بنكي فيه رصيد يبلغ أكثر من 35 مليون ريال قطري.

وذكر موقع "أحوال" التركي في تقرير أن النشاط التركي في اليمن تزايد من خلال تدفق عملاء الاستخبارات التركية عبر منافذ محافظة المهرة، تحت غطاء هيئة الإغاثة الإنسانية إلى بعض المحافظات اليمنية المحررة، وتأجيج الخطاب السياسي والإعلامي المعادي للتحالف العربي بقيادة السعودية، عبر قنوات إعلامية تبث من مدينة إسطنبول التركية التي تحولت إلى وجهة مفضلة لدى الكثير من القيادات السياسية والإعلامية اليمنية المنتمية لحزب الإصلاح، وكان لكرمان اليد العليا في هذا الأمر.



وفي هذا الوقت أيضاً، عقدت كرمان ندوة بمدينة إسطنبول تحت عنوان "يمن ما بعد الحرب" لتوضيح دور الإعلام القطري والتركي حول انتهاء الحرب في اليمن لصالح الميليشيات الحوثية، والهجوم على التحالف العربي ضد المملكة وكانت تلك الندوة بعد استقبال أردوغان لها.

ومع كل هذه الأدلة وأصابع الاتهام لتوكل كرمان، يطالب المتابعون شركة فيس بوك في إعادة النظر في قرارها والتراجع عنه، لافتين إلى أن حصول كرمان على نوبل للسلام على دماء اليمنيين في ظروف استثنائية مرت بها المنطقة كلها ولا تزال تعاني آثارها فيما عرف بالربيع العربي، لا يمكن بأي حال أن يكون مسوغاً لمنحها سلاح ومنصات في غاية الأهمية لنشر أفكارها وأيدلوجيتها لتسميم عقول الملايين من مرتادي تلك المواقع.