الخميس 14 مايو 2020 / 13:41

روسيا تراهن على حصان إيراني خاسر

دعا الباحث البارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات علي رضا نادر الولايات المتحدة إلى استغلال الضغوط المتزايدة التي ترخي بثقلها على التحالف الروسي الإيراني، لافتاً إلى أن موسكو وطهران عدوتان تاريخيتان وتعود اختلافاتهما إلى الظهور اليوم بعد تحقيق هدفهما المشترك في حماية النظام السوري من السقوط.

حاول موسكو السيطرة على وكلاء إيران في سوريا بينما تتحدى النفوذ الإيراني في أجزاء مهمة من البلاد كما في محافظة درعا المضطربة

وقال في مقال بمجلة "ناشونال إنترست" إن سياسة فلاديمير بوتين المناهضة للأمركة تجعل تقييمه للمصالح الروسية غامضاً. لكن يجدر به رؤية أن إيران أضعف بكثير اليوم مما كانت عليه قبل خمسة أعوام. 

ويشدد نادر على أن روسيا ستواجه خسارة أكبر مما يمكنها كسبه لو استخدمت حق النقض في مجلس الأمن لحماية النظام الإيراني من حملة الضغط الأقصى، فعبر العمل معاً لضمان نجاة نظام الأسد، يمكن القول إن روسيا أصبحت القوة الأجنبية الأساسية في المشرق، بينما رسمت إيران ممر نفوذ ممتد من العراق إلى لبنان. لكن يمكن أن تبدأ إيران وروسيا في النظر إلى بعضهما على أنهما متنافستان بعدما أصبح نظام الأسد أكثر أمناً.

عداوة تاريخية
تاريخياً، رأى الإيرانيون جارتهم الشمالية الكبرى امبريالية معتدية عوضاً لا دولةً صديقة. وتاريخ العلاقات بين القوتين مليء بالنزاعات المسلحة والتدخل الروسي في السياسات الإيرانية إضافة إلى العداء الثقافي، والديني بين الشعبين. وحتى اليوم، يتحدث الإيرانيون بمرارة عن معاهدة تركمانجاي حين خسرت فيها إيران جزءاً من أراضيها للإمبراطورية الروسية. وفي الثمانينات وصفت إيران الاتحاد السوفياتي بالشيطان الأصغر بالمقارنة مع الشيطان الأكبر، الذي خصصته لواشنطن.

تحول بعد نهاية الحرب الباردة

مع انتصار الولايات المتحدة في الحرب الباردة، تقربت موسكو وطهران من بعضهما البعض. تخاف الدولتان كثيراً من الدفع الأمريكي لتغيير الأنظمة بينما تقلق روسيا تحديداً من سقوط النظام الإيراني وقيام حكم أقرب للأمريكيين وأكثر عدواة لها.

يدين التحالف الروسي الإيراني في سوريا بنشوئه إلى القائد السابق لقوة القدس قاسم سليماني الذي قتلته أخيراً القوات الأمريكية.

 أطلق سليماني الشراكة العسكرية في زيارة سرية إلى موسكو فيصيف 2015 من لإنقاذ الأسد. لم تتمكن ميليشيات سليماني الشيعية من هزيمة المتمردين السوريين إلا بمساعدة القوات الجوية الروسية.

صراع على المغانم
تحاول موسكو السيطرة على وكلاء إيران في سوريا بينما تتحدى النفوذ الإيراني في أجزاء مهمة من البلاد كما في محافظة درعا المضطربة.

تناقصت أهمية إيران عند روسيا تدريجياً بينما تتصارع الدولتان على مغانم الحرب السورية.

 وسبق أن تفوقت روسيا على إيران في الهيمنة على الموارد الأساسية مثل مناجم الفوسفات.

وأدى مقتل سليماني إلى إزالة عقدة ربط أساسية في الشراكة الروسية الإيرانية. ولا يتمتع خلفه اسماعيل قاآني بالكاريزما والمهارة والبصيرة لحماية تلك الشراكة من التفكك.

ضعف ذاتي متنامٍ

أضاف نادر أنه مع وضع الملف السوري جانباً، باتت إيران أضعف بكثير من الفترة التي سافر فيها سليماني إلى موسكو. واجه النظام الإيراني انتفاضات متتالية منذ ديسمبر(كانون الأول) 2017 مروراً بنوفمبر (تشرين الثاني) 2019 والتي هزت عميقاً أركان النظام.

غرق الاقتصاد الإيراني في سنوات الركود بسبب العقوبات الأمريكية وتفشي فيروس فيروس كورونا الجديد، بينما يواجه وكلاء النظام في لبنان والعراق انتفاضات شعبية غير مسبوقة.

تحول زلزالي
دعا نادر بوتين، إلى إدراك أن التوازن الجيوسياسي في الشرق الوسط، ربما يقترب من تحول زلزالي. ومن المرجح أن تواجه إيران المزيد من الاضطرابات في الداخل وفي المنطقة.

ولن يكون بيع الأسلحة إلى إيران المفلسة مربحاً أكثر من التعاون مع الدول الثرية في الخليج العربي أو مربحاً أكثر من تعزيز التعاون مع إسرائيل. وحتى لو حاولت ذلك، فإن قدرة روسيا على صياغة مسار الأحداث في إيران تبقى محدودة. ولجميع هذه الأسباب، فإن على روسيا دراسة إذا كانت ستنتفع من حماية إيران في مجلس الأمن وفقاً للكاتب.

لضغط بلا هوادة
وبعدما أكد أن روسيا لن تستفيد من عرقلة تمديد الحظر الأمريكي على بيع السلاح إلى إيران أو لإطلاق واشنطن آلية الزناد، حث نادر إدارة ترامب على اكتشاف وسائل جديدة لتوسيع الشرخ بين موسكو، وطهران، وعلى واشنطن توضيح أن ضغطها على إيران سيستمر بلا هوادة، لذلك لدى طهران احتمال ضئيل لاستعادة قوتها السابقة.