الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمندوبة الأمريكية السابقة في مجلس الامن نيكي هايلي.(أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمندوبة الأمريكية السابقة في مجلس الامن نيكي هايلي.(أرشيف)
الثلاثاء 19 مايو 2020 / 13:07

بين بنس وهايلي وبومبيو.. من سيكون الأوفر حظاً في الانتخابات 2024؟

رأى الباحث البارز في "مركز ناشونال إنترست" كريستشن ويتون أن التكهن حول انتخابات 2024 الرئاسية منذ الآن قد يبدو سابقاً لأوانه بما أن الأمريكيين بدأوا للتو دخول المرحلة الضاغطة من الحملة الحالية. كذلك، لا يزال العديد من المحللين يشككون بحظوظ ترامب في كسب ولاية ثانية وسط كارثة اقتصادية غير مسبوقة. إن إخفاقاً لترامب سيؤدي إلى سباق تمهيدي مختلف تماماً عن ذاك الذي يؤدي فيه دور صانع الملوك.

تقول الشائعات إن وزير الخارجية مايك بومبيو وضع نصب عينيه جدياً الترشح إلى الرئاسة. ولكن يجب أن يكون بومبيو بطلاً أكبر مما هو عليه بين المحافظين

يرجح ويتون ألا يحجب الناخبون أصواتهم عن الرئيس الذي أعاد الاقتصاد إلى توسع صحي وأجور سريعة النمو قبل تفشي جائحة كورونا. إن قدرته المرجحة في تكرار مآثره الاقتصادية السابقة ستكون مقنعة خصوصاً أنها ستكون على نقيض ما يطرحه مرشح ديموقراطي باهت آت من إدارة تخصصُها هو الركود الاقتصادي. من جهة أخرى، هنالك السؤال عما إذا تمكن ترامب من الفوز بشهادة تاريخية كرئيس أمريكي عظيم حقاً: إعادة الانتخاب مرة أخرى والتمتع بالقدرة على تأمين الفوز لخلفه.

حدث نادر
يشير ويتون إلى أن هذا الحدث نادر جداً وقد حصل مع تيودور روزفلت الذي مرر الشعلة إلى وليام تافت، وكالفين كوليدج إلى هيربرت هوفر وفرنكلين روزفيلت إلى نفسه ورونالد ريغان إلى جورج بوش الأب. لم يحدد هؤلاء الرؤساء أحزابهم لكن أيضاً سياسات زمنهم. الغالب في التاريخ هو خيار الناخبين نحو تغيير الحزب المسيطر على السلطة التنفيذية لمدة ثماني سنوات كما حصل خلال الرئاسات الثلاث الماضية. لكن نادراً ما بالإمكان التنبؤ بالسياسات الأمريكية لفترة طويلة. علاوة على ذلك، إن تراجع الحزب الديموقراطي إلى التقدمية وسياسات الهوية البغيضة سيبقى لفترة طويلة في الحياة السياسية المستقطبة كي يتم قلبه بطريقة سريعة.

مايك بنس
إن أول فكرة عن الخلف ستخطر على البال هي نائب الرئيس. مايك بنس الذي يقترب من عمر 61 عاماً، هو حاكم سابق ناجح ويواجه دوماً تحدي تحويل زوابع ترامب إلى آلية حوكمة. يعيش أي نائب رئيس في ظل الرئيس مما يمكن أن يؤدي إلى تضاؤل موقعه. ومع جدية بنس العلنية يمكن أن تزداد هذه الصعوبة. كذلك، يصعب رؤيته وهو يدخل متبختراً إلى المسرح أو إلى تجمع كما يفعل ترامب أو يهاجم الصحافيين ويناقش الإعلاميين بقوة.

لكن هذه المزايا قد لا تكون أساسية سنة 2024 كما كانت في 2016 كما يكتب ويتون. بعد إصابة المؤسسة بثماني سنوات من الصدمة قد يكون من الأفضل انتهاج أسلوب أكثر تحفظاً مبني على قوة تمردية غير حادة. يمكن أن يكون بنس هو الرجل الذي يعزز الثورة.

الأزمة الحالية مفيدة لبنس. إن إشرافه على مجموعة العمل لمواجهة كورونا كان فعالاً فيما ذكريات التعافي من الانهيار الاقتصادي الذي تسبب به الفيروس ستظل موجودة في 2024. إن الحجة المدافعة عن أن التصويت لبنس سيؤدي إلى استمرار الدورة المالية قد تكون مقنعة. وإذا دعمه ترامب فسيكون صعباً على المنافسين أن يتخطوه.

نيكي هالي
سيحب العديد من الجمهوريين التصويت لامرأة من الأقليات مثل الحاكمة السابقة لكارولاينا الجنوبية والسفيرة السابقة إلى الأمم المتحدة نيكي هايلي خصوصاً أنها تناصر الفرص المتساوية عوضاً عن اعتناق التظلم. إذا تم انتخابها، ستكون هايلي في الثالثة والخمسين من عمرها، مما يجعلها أول رئيسة من الجيل أكس الذي يشمل مواليد أوائل الستينات إلى أوائل الثمانينات. قد تكون هايلي قريبة من ترامب من حيث الشخصية، إذ إنها تحب القتال. بحسب ويتون، يمكن أن يكون أكبر تحد بالنسبة إليها البقاء تحت الأضواء خلال السنوات الأربع المقبلة إذا لم تحصل على منصب بارز.

مايك بومبيو
تقول الشائعات إن وزير الخارجية مايك بومبيو وضع نصب عينيه جدياً الترشح إلى الرئاسة. ولكن يجب أن يكون بومبيو بطلاً أكبر مما هو عليه بين المحافظين. إنه بسهولة أبرز ديبلوماسي على مستوى الفاعلية والفكر المحافظ المنتمي إلى ما مازح ترامب بشأن كونه "وزارة الخارجية العميقة" منذ جيم بيرنز في ولاية ترومان أو جون فوستر دولز في ولاية أيزنهاور. إذا استمر في منصبه خلال ولاية ترامب الثانية فسيكون قد أجرى تحولاً جوهرياً في السياسة الأمريكية الخارجية من أجل التركيز على الصين.

الأنباء السارة لبومبيو هي أن بعض وزراء الخارجية أصبحوا رؤساء جمهورية بدءاً بتوماس جيفرسون. الأنباء السيئة هي أن آخر وزير خارجية وصل إلى الرئاسة كان جايمس بوشانان الذي سبق أبراهام لينكولن، أي أواسط القرن التاسع عشر. إن الفطنة في السياسة الخارجية غالباً ما تكون ذات جاذبية سياسية ثانوية بالنسبة إلى الأمريكيين.

قتال العقدة الإعلامية-التقدمية
بعدما سرد ويتون عدداً من أعضاء مجلس الشيوخ الذين قد يترشحون إما مجدداً مثل ماركو روبيو وتيد كروز وإما للمرة الأولى مثل توم كوتون وراند بول، شدد على أن السؤال الأساسي للناخبين سيدور على الأرجح حول الشخصية القادرة على توسيع العناصر الأكثر جاذبية في سياسة ترامب. بالنسبة إلى الناخبين التمهيديين في الحزب الجمهوري سيرتبط الموضوع بالجماليات الشكلية أكثر من ارتباطه برزمة من السياسات – إنّه إرادة قتال وإيقاف الحرب الثقافية للعقدة الإعلامية-التقدمية. بالنسبة إلى المقترعين في الانتخابات العامة، ستكون المسائل الاقتصادية هي الأهم على الأرجح.