سفينة كوناراك المتضررة.(أرشيف)
سفينة كوناراك المتضررة.(أرشيف)
الأربعاء 20 مايو 2020 / 14:05

الصيادون أنقذوا كوناراك... لماذا أخفقت البحرية الإيرانية بهذا الشكل؟

تساءل الخبير في شؤون الحرس الثوري مراد فيسي عن السبب الذي جعل البحرية الإيرانية غير مدركة لوضع فرقاطة كوناراك بعد حوالي ثلاث ساعات على إصابتها بصاروخ من سفينة إيرانية أخرى في العاشر من مايو الحالي. وأضاف أن الكثير من الأسئلة البارزة المرتبطة بالموضوع أثيرت خلال الأسبوع الماضي، لكن لم يزعج أحد من القوات المسلحة الإيرانية نفسه للإجابة على أي منها. وكتب في موقع "راديو فاردا" عن وجود فرضيتين.

فريق الإنقاذ التابع للجيش وصل إلى موقع الحادث بعد ساعتين! لقد أصابوا فرقاطتهم الخاصة ولم يلاحظ تصاعد الدخان سوى الصيادين وسارعوا إلى إنقاذ البحارة

تم نشر فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل صيادي أسماك ذهبوا إلى الفرقاطة المتضررة، وتظهر أن كوناراك أصيبت بصاروخ حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي. لكن لم يُرسل أي فريق لإنقاذ البحارة الجرحى قبل وصول الصيادين. يقول هؤلاء إنهم شاهدوا الدخان يتصاعد من الفرقاطة عن بعد 10 أميال. وصلوا إلى موقع الحادث بعد حوالي ساعة ونصف وحاولوا إنقاذ الجرحى الذين كانوا لا يزالون على متن السفينة. في نهاية المطاف، أرسلوا بعض المصابين إلى الشاطئ في أحد الزوارق وأخبروا المسؤولين بالحادث عن بعد 12 ميلاً من الشاطئ، حين أصبح التواصل عبر الهاتف متوفراً. وهذا يعني أن الحرية الإيرانية لم تعلم بالحادث حتى الساعة السادسة والنصف مساء على الأقل، وفقاً للتوقيت المحلي.

30 دقيقة
 جاء ذلك مع العلم أن المروحيات كانت تحتاج لثلاثين دقيقة فقط كي تصل إلى الموقع.
كتب إحسان سلطاني، أحد المغردين الإيرانيين، أن "فريق الإنقاذ التابع للجيش وصل إلى موقع الحادث بعد ساعتين! لقد أصابوا فرقاطتهم الخاصة ولم يلاحظ تصاعد الدخان سوى الصيادين وسارعوا إلى إنقاذ البحارة". ثمة سؤال عن السبب الذي دفع البحرية إلى عدم إرسال المنقذين في وقت أبكر. ذكرت تقارير غير مؤكدة أن كوناراك أصيبت حين كانت تنقل هدفاً لفرقاطة جاماران التي كانت تجري تدريباً عسكرياً. توجب على كوناراك أن تكون على تواصل مع القادة في القوة البحرية قبل الحادث، وهذا يعني أنه كان عليهم أن يعرفوا مسبقاً موقعها. بناء على الأدلة، إما أن القادة لم يعلموا ماذا جرى وإما أنهم عجزوا عن العثور على فرقاطتهم.

أسئلة
بإمكان قادة القوة البحرية الادعاء بأنهم علموا وضع ومكان السفينة المتضررة. في هذه الحالة، تابع فيسي، هنالك أسئلة أهم يجدر طرحها. لو علموا بالحادث ومكانه، لماذا لم يهبوا للمساعدة بين الساعة الثالثة والسادسة والنصف مساء؟ ألم يكن بإمكان الطوافات أن تعبر مسافة 60 كيلومتراً في غضون ثلاث ساعات ونصف لمساعدة البحارة الذين كانوا يصارعون للبقاء على قيد الحياة؟ ما الشيء الذي كانوا يفعلونه والذي كان أهم من إنقاذ السفينة ومن على متنها؟ هل احتاجوا إلى ثلاث ساعات ونصف لتدبير وتنسيق جهد الإنقاذ؟ يجيب الكاتب على الأسئلة التي طرحها، بأنه لو احتاجت القيادة فعلاً إلى كل هذا الوقت، فمعنى هذا أنه كارثة.

في فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، قال صيادون إنهم أنقذوا 13 بحاراً. لقد وصلوا إلى مكان الحادث بعد ساعة ونصف على رؤيتهم الدخان. لكن حين وصلوا إلى وجهتهم، لم تكن فرق الإنقاذ العسكرية قد وصلت إلى هناك. وطرح فيسي سؤالاً آخر. أي نوع من التدريبات العسكرية كان ذلك؟

"قوة استراتيجية"
أوضح الكاتب أن هذه الأسئلة والفرضيتين تظهر أنه على الأغلب، لم تعلم القيادة البحرية الإيرانية بما حصل لإحدى سفنهم، طوال ثلاث ساعات ونصف. أو حتى لو علموا بالحادث وأرادوا المساعدة، فإنهم لم يعلموا مكانها.

وفقاً للمرشد الإيراني الأعلى ورئيس هيئة الأركان العسكرية، إن القوة البحرية الإيرانية هي "قوة استراتيجية". وتساءل فيسي: "كيف بإمكان هذه القوة الاستراتيجية عدم إيجاد سفينتها الخاصة التي أرسلتها في مهمة؟ وإذا عثرت عليها في نهاية المطاف، فلمَ استغرق الأمر 3.5 ساعات؟" وختم أن كل ثانية من هذه الفترة كانت حيوية للبحارة الجرحى المعلقين بين الحياة اليوم.