الأربعاء 20 مايو 2020 / 16:03

جامعة نيويورك أبوظبي تطور كمامات مستدامة باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد

في إطار جهود جامعة نيويورك أبوظبي للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، طور الدكتور أنتوني تزيس، رئيس قسم وأستاذ الهندسة الكهربائية وهندسة الكمبيوتر في الجامعة، كمامات صديقة للبيئة باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، بمواصفات مماثلة لكمامات N95.

وحسب بيان تلقى 24 نسخة منه، يأتي ذلك في الوقت الذي أصبحت خلاله كمامات N95 واحدة من مستلزمات الرعاية الصحية المهمة للعاملين في القطاع الطبي وأفراد المجتمع كافة، بهدف الوقاية من فيروس كورونا المستجد، إلا أن كمامات N95 القابلة للاستخدام مرة واحدة فقط باتت تشكل ضراراً على البيئة، بسبب ارتفاع الطلب المستمر عليها، لذلك جاء تطوير كمامات N95 باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد كحل عملي يلبي الاحتياجات المتعلقة بالسلامة والاستدامة معاً، وذلك نظراً لإمكانية إعادة تعقيمها وإعادة استخدامها.

وجرى تطوير هذه الكمامة المبتكرة بالتعاون مع مركز الصحة بجامعة نيويورك أبوظبي، وهي مصممة لتوفر الوقاية بشكل مريح ولتكون قابلة لإعادة الاستخدام، مع تقليل الأثر الضار على البيئة.

وتتم معالجة الكمامات بالحرارة ليكون لها سطح أملس، ثم تضاف إليها طبقة من مرشحات التنفس، وتُشد الأشرطة المثبتة، ثم توضع طبقة بسيطة من البولي يوريثين القابل لإعادة التدوير والصديق للبيئة، على أطراف الكمامة. ويشار إلى أن الكمامة مصنوعة من البلاستيك، وتتكون في الدرجة الأولى من حمض البوليلاكتيك، وهي مادة متوافقة حيويًا تتحلل إلى حمض اللاكتيك. وبما أن القناع قابل لإعادة التدوير، فإنه يقلل أيضًا من التلوث الناجم عن النفايات.

وبهذه المناسبة، قال تزيس: "تعتبر هذه الكمامة صديقة للبيئة لأنها تتيح إمكانية إعادة استخدامها، وهي أيضًا صديقة للبشر، إذ أنها لن تسبب لمن يرتديها بالحكة أو تهيج البشرة".

وأضاف تزيس: "أعتقد أن المسؤولية المترتبة على أفراد المجتمع تحتم علينا جميعاً التدخل وفعل ما بوسعنا لتخطي الأزمة، ولذلك قررت التوقف عن العمل على جميع مشاريعي البحثية للتركيز على تطوير هذه الكمامات، حيث كان بإمكاني استخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لتطوير أشياء أخرى، ولكني أخبرت فريقي من حملة الدكتوراه بإيقاف المشاريع الأخرى للتفكير والبدء في تطوير الكمامات، ونأمل أن تنتهي الأزمة قريبًا، ولكن في غضون ذلك يجب أن نعمل معًا لتخطيها".

ويعود أنتوني تزيس إلى أصول يونانية ويتمتع بخبرة هندسية تزيد عن 30 عامًا، وانضم إلى جامعة نيويورك أبوظبي عام 2017 كأستاذ للهندسة الكهربائية وهندسة الكمبيوتر، وأنشأ مختبراً للروبوتات والأنظمة الذكية، حيث يعمل حاليًا كباحث رئيسي فيه. وتشمل اهتمامات تزيس البحثية الأنظمة ذاتية الحركة، والروبوتات الجراحية، والأنظمة الشبكية، والأنظمة الفيزيائية السيبرانية. 

ومنذ ظهور فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، أعاد تزيس ومساعده الدكتور نيكولاوس إيفانجيليو توجيه جهودهما لتطوير الأدوات والحلول التي من شأنها أن تساعد البشرية على مواجهة التحديات التي يسببها الوباء العالمي بشكل أفضل.