موطنون يضعون كمامات في لوس أنجلس.(أرشيف)
موطنون يضعون كمامات في لوس أنجلس.(أرشيف)
السبت 23 مايو 2020 / 19:51

لوس أنجلس تايمز: مساعدات الإمارات أنقذت لاس فيغاس من وباء كورونا

أفادت صحيفة "لوس أنجلس تايمز" الأمريكية أن لاس فيغاس، أكبر مدن ولاية نيفادا، فتحت أحد أكبر مواقع الاختبارات لكورونا في الولاية، في خطوة تجعلها قاب قوسين من إعادة فتح اقتصادها، ولم يكن ذلك ممكناً لولا تبرع الإمارات بنحو 200 ألف اختبار تصل قيمتها إلى 20 مليون دولار.

"هدية" بن زايد كانت ثمرة محادثات مع مجموعة "جي 42" الإماراتية للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية

فبعد أسابيع من وصول فيروس كورونا إلى لاس فيغاس، بدأ المواطنون يطالبون بإخضاعهم للفحص، بينما كانت الإمدادات تنفذ من المستشفيات والمختبرات. وأغلقت عيادات طبية وطالبت سلطات الحكومة المحلية بمساعدة من الحكومة الفيدرالية.

ووصلت إلى لاس فيغاس مساعدات سمحت للمستشفيات بشراء مزيد من اختبارات كورونا، إلا أن تبرّع ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد، كان له الأثر الأكبر في إنعاش المدينة الأمريكية في ظل الجائحة، وفق أعضاء من لجنة الاستجابة والإغاثة لمواجهة الفيروس في ولاية نيفادا.

"هدية" بن زايد
وقال جيم مورين، الرئيس التنفيذي السابق لشركة "إم جي إم" الذي يرأس اللجنة، إن "هدية" محمد بن زايد كانت ثمرة محادثات مع مجموعة "جي 42" الإماراتية للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.

ومع أن المحادثات ركزت في البداية على كيفية إعادة الحفلات الموسيقية والأحداث الرياضية إلى لاس فيغاس خلال الوباء، قال مورين إن نظراءه في الإمارات أدركوا بسرعة أن ولاية نيفادا تعاني نقصاً في لوازم الاختبار الضرورية لوقف انتشار المرض.

في ذلك الوقت، لم تكن الولاية قادرة إلا على اختبار المئات، لا الآلاف، يومياً. وكان الأشخاص الذين يخضعون للاختبار ينتظرون فترات طويلة قبل معرفة النتائج؛ إذ كانت تنقل عيناتهم خارج الولاية إلى مختبرات خاصة في ولايتي كاليفورنيا أو أريزونا، الأمر الذي كان يستغرق أسبوعين. وفي الوقت الذين كان المسؤولون الصحيون يتأكدون من إصابة شخص، يكون الأوان قد فات لمنع انتشار العدوى.

200 ألف مجموع اختبار
في منتصف أبريل (الماضي)، منح ولي عهد أبوظبي نيفادا، أكثر من 200 ألف مجموعة اختبار إلى جانب مواد تقنية متقدمة من مجموعة "جي 42"، وذلك بهدف تخفيف نقص المعدات، وتوسيع نطاق الفحوص المخبرية لمكافحة كورونا، وتسريع الجدول الزمني للولاية لإعادة فتح اقتصادها.

دراسة مبتكرة
وتنقل الصحيفة عن مورين قوله إن هذه المواد التقنية من شأنها تسهيل إجراء دراسة مبتكرة حول التسلسل الجيني للفيروس المُسبب لمرض "كوفيد 19"، وتعزيز قدرات الولاية على إجراء مزيد من البحوث، بهدف تقليص أثره على مواطنيها وزائريها خلال فترة الأزمة. وأضاف: "لولا الإمارات، رُبما كنا في مكان آخر".

وقدّر قيمة التبرعات الإماراتية من 15 مليون دولار إلى 20 مليون دولار.

 ثمرة العلاقات
ورغم أن نيفادا تلقت أموالاً وإمدادات من الوكالة الفيدرالية الأمريكية لإدارة الطوارئ، اعتبرت الصحيفة أنها لا تُضاهي حجم التبرعات الإماراتية أو سرعة إرسالها.

بالنسبة لمورين وآخرين في لجنة مكافحة كورونا في نيفادا، تمثل "الهدية" الإماراتية ثمرة العلاقات التي أرساها قادة الأعمال في لاس فيغاس في الخارج. لكن خبراء الصحة العامة، الذين أشادوا بتلك التبرعات، نظروا إليها باعتبارها "إدانة لاستجابة الحكومة الأمريكية للوباء".

ورأى جيفري ليفي، أستاذ الصحة العامة في جامعة جورج واشنطن، أن التبرعات الإماراتية "تعكس فشل الحكومة الفيدرالية في تحمل مسؤوليتها للتأكد من أنه في وقت الندرة يحصل كل مجتمع على الموارد التي يحتاجها لمواجهة هذا الوباء".