(أرشيف)
(أرشيف)
الأحد 24 مايو 2020 / 17:38

الخمينية.. وسياسية تصدير الإرهاب في الحقائب الدبلوماسية

منذ وصول الخمينية إلى السلطة في إيران تحول العمل الديبلوماسي الإيراني من إدارة العلاقات مع الدول الأخرى إلى جزء من جهاز الاستخبارات الخاص بالنظام أو ما يعرف باسم الحرس الثوري، ليكون جزءاً من صناعة الإرهاب أو المشاركة فيه لتخريب دول العالم.


التقارير السنوية لوزارة الخارجية الأميركية نبهت منذ عام 1979 إلى أن النظام في إيران قلب "قدسية" موقع الدبلوماسيين إلى حال يرثى لها، حيث دخل عناصر "النظام" مبنى السفارة الأميركية في طهران واختطفوا الموظفين وهددوا بقتلهم، مطالبين بتسليمهم الشاه رضا بهلوي الذي خرج من إيران للعلاج في الخارج.
ويعيش الإيرانيون المعارضون في بلاد العالم بحال خوف من عمليات التهديد بالقتل، وخصوصا أن نحو 360 معارضاً قتلوا حول العالم بالرصاص أو بهجمات بالقنابل وأدت بعضها إلى تشويه المئات.
هذه الاغتيالات وغيرها من الهجمات بشكل أساسي أعدها مسؤولين في فيلق القدس التابع للحرس الثوري ووزارة الاستخبارات والأمن الوطني، ولكن أيضًا عبر أطراف اخرى ووكلاء مثل ميليشيات حزب الله اللبناني، الذي أسسه سفير إيران لدى دمشق عام 1982.

قبل أسبوع أدرجت الولايات المتحدة على قائمة العقوبات علي فلاحيان بسبب معلومات موثوقة حول تورّطه في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان أثناء ترؤسه وزارة الاستخبارات والأمن الوطني الإيرانية، المعلومات الأميركية تؤكد تورطه في اغتيال العديد من المعارضين السياسيين الإيرانيين في أوروبا. كما قدم الموارد والتوجيه للجماعات الإرهابية في الخارج، مما سهّل العمليات الإرهابية التي ترعاها إيران.، من لبنان إلى اليمن والعراق وسوريا.

من أبرز العمليات التي يتهم بها دبلوماسيين إيرانيين، عملية تفجير الجمعية الأرجنتينية-الإسرائيلية في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، الذي أودى بحياة 85 شخصا، وقادها "الدبلوماسي الإيراني محسن رباني، الملحق الثقافي بالسفارة الإيرانية في الارجنتين بدعم من أحمد رضا أصغري، العضو في الحرس، والذي تمّ تعيينه في منصب سكرتير ثالث في السفارة الإيرانية كغطاء.

وفي عام 2006، أصدرت الأرجنتين مذكرة توقيف دولية لفلاحيان بناء على أدلة موثوقة على أن عناصر من حزب الله وعملاء إيرانيين نفذوا التفجير تحت إشرافه. وفي عام 2007، أصدر الإنتربول نشرة حمراء بحقّ فلاحيان وأربعة مسؤولين إيرانيين آخرين وعضو واحد في حزب الله.

ومنذ عام 2018، يقبع أسد الله أسدي، الدبلوماسي الإيراني في النمسا، في سجن بلجيكي بانتظار المحاكمة بناء على أدلة تشير إلى أنه قدم مواد لتفجير مؤتمر للمعارضة الإيرانية في باريس.
وقبل شهرين أكدت التحقيقات أن دبلوماسيين إيرانيين اشتركوا أو أصدروا الأوامر في تركيا لتنفيذ عملية قتل المعارض الإيراني الهارب من طهران مسعود مولوي فاردنجاني في نوفمبر 2019.

إلى جانب استهداف المعارضين السياسيين وقادة ونشطاء الأقليات الإثنية والدينية ومسؤولين حكوميين أجانب عبر اغتيالهم، هدّدت إيران بشكل متزايد نشطاء المجتمع المدني والصحفيين الإيرانيين في الخارج.