الثلاثاء 26 مايو 2020 / 15:59

عودة داعش في بدايتها...إحباطها لا يزال ممكناً

24-زياد الأشقر

كتب الباحث حسن حسن في صحيفة "غارديان" البريطانية أن تنظيم داعش نفذ في الشهرين الماضيين سلسلة من الهجمات المنسقة في أجزاء من سوريا والعراق، الأمر الذي جدد المخاوف من عودة التنظيم، بعد عام من انهيار دولته المزعزمة في شرق سوريا، وستة أشهر من مقتل زعيمه السابق أبو بكر البغدادي.

مما لا شك فيه أن داعش استفاد من الفراغ الأمني ومن تدني الضغط العسكري عليه

ولفت الكاتب إلى أن النشاط المتجدد لداعش يثير القلق، خاصةً أن الظروف التي أتاحت ذلك قد تسوء أكثر في الأشهر المقبلة.

وأضاف أن داعش لم يوقف هجماته قط في العراق وسوريا منذ خسارته الأراضي التي سيطر عليها، لكن الهجمات الأخيرة تنطوي على أنباء سيئة. 

تحركات ميدانية
وإلى جانب الهجمات، تفيد التقارير الميدانية بشكل متواتر عن تحركات في القرى والضواحي في أنحاء العراق وسوريا.

كما أن طريقة تنفيذ بعض الهجمات، توحي بأن التنظيم يملك معلومات عن تحركات الذين يسعى إلى مهاجمتهم، ما يدل على أنه أنشأ جذوراً وأوجد لنفسه مساحات وشيد بنى تحتية ضرورية لشن هجمات.

مقتل البغدادي
وأوضح الكاتب أن هذا النشاط المتجدد لداعش، يأتي بعد عام من الضعف في كلا البلدين، نتيجة خسارة التنظيم مركزيه في الموصل والرقة والحملات العسكرية التي طاولته. وبلغ هذا الضعف ذروته مع مقتل البغدادي في أكتوبر (تشرين الأول). ويبدو أن التنظيم لم يكن قادراً على شن هجمات انتقامية لمقتل زعيمه، أو استغلال إعلان الانسحاب الأمريكي من سوريا عقب التوغل العسكري التركي في شرق الفرات.

ولفت حسن إلى أن المخاوف من أن تفتح هذه الأحداث الباب أمام عودة التنظيم لم تكن جدية. ولكن بعد أشهر، بنى التنظيم قدراته وبات أكثر نشاطاً.

وتكتسب هذه الفترة الفاصلة بين تراجع الضغط والقدرة على العودة، أهمية، لأنها تكشف بدقة كيف يمكن إعادة تحجيم داعش.

إعادة التعبئة
واستغرق داعش بعض الوقت لإعادة التعبئة لأن الضغط العسكري المتواصل عليه منعه من الاسراع باستغلال الثغرات على غرار الفوضى التي تلت انسحاب الأمريكيين، قبل التراجع عنه لاحقاً، ثم الغزو التركي لشرق الفرات.

ومعلوم أن الضغط العسكري كان يتصاعد على داعش منذ استعادة الموصل في 2017 والرقة في 2018، وركزت عمليات التحالف بقيادة واشنطن على تطهير القرى والجبال والصحارى لضمان هزيمة دائمة للتنظيم. 

الانسحاب الأمريكي
ورأى حسن أن الضغط المتواصل تعطل بفعل سلسلة من الأحداث في البلدين، ما مهد الطريق لعودة التنظيم. فالانسحاب الأمريكي الأولي من سوريا تسبب في طلب الأكراد، حلفاء أمريكا،  المساعدة من روسيا ودمشق لمنع تركيا من السيطرة على مناطقهم.

وحتى بعد تراجع أمريكا عن الانسحاب، فإن جزءاً من ثلث الأراضي السورية الذي كان تحت سيطرة التحالف الدولي، بات تحت سيطرة روسيا. فالضرر قد حصل فعلاً، بعد تراجع التفويض الدولي ضد داعش في سوريا والعراق.

احتجاجات العراق
ورفعت الاحتجاجات في العراق في أكتوبر(تشربن الأول) الماضي، التوتر السياسي في البلاد، التي دخلت في ركود سياسي، استمر حتى اتفاق الأحزاب قبل قبل أسبوعين على تولي مصطفى الكاظمي رئاسة الحكومة.

ومما لا شك فيه أن داعش استفاد من الفراغ الأمني ومن تدني الضغط العسكري عليه. ومع ذلك، فإن عودة التنظيم لا تزال جديدة وهشة، وبالامكان التصدي لها إذ تجدد الضغط عليه.