الثلاثاء 26 مايو 2020 / 15:48

الإمارات.. جولات افتراضية بين أروقة التاريخ وفعاليات ترفيهية عن بعد

مثلت الجولات الافتراضية التي أطلقتها المتاحف الوطنية والمؤسسات الثقافية في الإمارات فرصة مثالية للأفراد والأسر للتنقل في فضاءات المتاحف وبين أروقتها الزاخرة بالفنون والآثار والأعمال النادرة لتتواصل جسور الحضارة بين الأجيال في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها العالم أجمع.

وساهمت البنية التحتية الرقمية المتطورة في جعل الإمارات من أكثر الدول جاهزية للتعامل مع المتغيرات العالمية الطارئة التي انعكست على جميع مناحي الحياة بما فيها الصناعات الإبداعية التي تعد جزءا حيويا من مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

وتعمل دولة الامارات على إيجاد البيئة المناسبة التي تضمن استمرارية عطاء المبدعين والفنانين لمواصلة أدائهم وإيصال رسالتهم السامية إلى العالم كون الثقافة والفنون إحدى الركائز المهمة في بناء الدولة ومن القطاعات التي توليها القيادة الحكيمة الرعاية والاهتمام.

مرونة مع المتغيرات
وأظهر القطاع الثقافي والإبداعي في الدولة مرونة للتكيف مع التغيرات المفاجئة من خلال انتقاله بسلاسة إلى المنصّات الرقمية لمواصلة تقديم محتوى ثقافي ومعرفي ثري للمجتمع وتلتزم الجهات الثقافية والإبداعية في الدولة جنباً إلى جنب بمواصلة دعم الفنانين وتعميق فهم المجتمع لما توفّره الثقافة والفنون من عوالم إبداعية وفكر ابتكاري تنموي للجميع مما يقرّب بين الشعوب والأفراد.

وأثبتت دولة الامارات جدارتها في إحداث تغيير إيجابي وتدشين مرحلة مهمة من التطور والنمو غير المسبوق في دعم استمرارية الأعمال الإبداعية وتوفير تحفيز إضافي للاقتصاد الإبداعي الذي بات مكوناً رئيساً من منظومة الاقتصاد الوطني.

واستطاعت المؤسسات الثقافية في الدولة أن تتكيف بسرعة مع الواقع الحالي وأطلقت الفعاليات الفنية الافتراضية والمكتبات الرقمية والجلسات الحوارية عن بعد والتي أسهمت في توسيع انتشار الرسالة الثقافية والفنية الإماراتية إلى جمهور أكبر.

مشاركة عن بعد

وحرصت المؤسسات الثقافية في الدولة على مواصلة مواسمها الثقافية وعملت على تشجيع وحضور الجماهير من خلال مشاركتهم عن بعد من منازلهم من خلال شبكات الإنترنت وتوفير مصادر المعرفة الرقمية لمختلف فئات المجتمع أمام القراء من مختلف أنحاء العالم للاستفادة من أوقات فراغهم والتأكيد على أن الحراك الثقافي والمعرفي متواصل ويمكن أن يتضاعف في ظل الخيارات التي تتيحها التكنولوجيا الحديثة.

كما حرص أبرز النجوم من المبدعين والفنانيين والمثقفين على أن يكونوا في طليعة المشهد الثقافي خلال الشهور الأخيرة من خلال الاستفادة من شعبيتهم وارتباط الجماهير بهم على حساباتهم الشخصية في برامج وتطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي.

مكتبات رقمية
وتساهم المكتبات الرقمية في تحقيق أهداف وخطط الحكومة في التحول إلى مجتمع المعرفة التنافسي وترسيخ وتضمين القراءة في الثقافة من خلال إتاحة وتوفير الممكنات المعرفية لتعزيز وتشجيع القراءة في مجتمع الإمارات إضافة إلى تعزيز أطر المشاركة في مصادر المعرفة بين الجميع وتيسير سبل الوصول لمصادر المعلومات والمعرفة من منصة إلكترونية مبتكرة.

وفي هذا الإطار، أطلقت وزارة الثقافة وتنمية المعرفية البرنامج الوطني لدعم المبدعين العاملين بقطاع الصناعات الثقافية والإبداعية في مواجهة التحديات الراهنة ويستهدف تقديم منح مالية للأفراد المستقلين والشركات الناشئة ورواد الأعمال في مجالات قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية لمساعدتهم على الصمود وتجاوز الصعوبات الراهنة.

فعاليات افتراضية
ومن أبرز الفعاليات الثقافية الافتراضية الإعلان عن الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية 2020 حيث حرص القائمون على الجائزة على الإعلان بالتوقيت ذاته الذي كانت تعلن فيه سنويا والذي كان يفترض أن يكون من قبل 14 أبريل (نيسان) الماضي أي قبل يوم واحد من انطلاق معرض أبوظبي الدولي للكتاب.

وأطلق متحف اللوفر أبوظبي مبادرات رقمية جديدة تقدم للجمهور جولات إرشادية افتراضية ومقاطع فيديو وأخرى صوتية بجانب مجموعة من الأنشطة التي يمكن تنزيلها والاستمتاع بها في المنزل، ويشارك المتحف في مبادرة "الثقافة للجميع" لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي التي تهدف إلى إتاحة المعالم الثقافية في الإمارة إلى الجمهور للاستمتاع بها من البيت.

ونظم "صالون القراءة" في ندوة الثقافة والعلوم في دبي جلسات افتراضية لمناقشة قراءاته منها مناقشة رواية "المعطف" للروسي نيكولاي جوجول".

وأقامت مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون عدداً من الحفلات الافتراضية المتوافقة مع شهر رمضان المبارك ومن قبلها أقام رواق الفن في جامعة نيويورك أبوظبي جولات افتراضية في معرض تشكيلي.

وفي سياق متصل، نظمت دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي جلسة نقاشية افتراضية تحت عنوان "التطورات المستقبلية للكتاب الإلكتروني" بمشاركة خبراء دوليين ومسؤولين عن قطاع النشر الإلكتروني حيث تولي الدائرة الرقمنة والذكاء الاصطناعي أهمية كبيرة في عملية استشراف مستقبل المعرفة وتوظيفهما لتطوير البنية الحاضنة للإبداع والابتكار من خلال التركيز على النشر الورقي والإلكتروني بشقيه السمعي والمقروء" .