الأربعاء 27 مايو 2020 / 15:30

ما خطر التعاون الصاروخي بين كوريا الشمالية وإيران؟

حذر رئيس المجلس الدولي للدراسات الكورية وأستاذ العلوم السياسية في جامعة أنجيلو الأمريكية الدكتور بروس بيشتول من التعاون بين كوريا الشمالية وإيران خاصةً في مجال الصواريخ البالستية.

يمكن تتبع نشأة غالبية الأنظمة الصاروخية البالستية لدى إيران إلى نشر و/أو المساعدة الفنية التي تقدمها كوريا الشمالية لطهران

وكتب في مجلة "ذا ناشونال إنترست" أنه في 7 يناير (كانون الثاني) الماضي أطلقت إيران صواريخ بالستية على قاعدتين أمريكيتين في العراق، بعضها صواريخ "قيام" المبنية على نظام صاروخ سكود-سي المصنوع في كوريا الشمالية، والذي نُقل إلى إيران.

لكن هذا ليس سوى المثل الأحدث عن التورط العميق لكوريا الشمالية في دعم برنامج إيران الصاروخي البالستي، وهو نشاط استمر منذ الثمانينات وقيل بالخطأ إنه تقلص بعد التسعينات.

ووصف بيشتول هذا التعاون بالتهديد الحقيقي، والذي يستمر بفعل الوجود المحتمل لمستشارين وفنيين من كوريا الشمالية في إيران. لكن التهديد قد يكون أكثر إلحاحاً مما يدركه معظم المحللين.

أنظمة كورية شمالية في إيران
طورت كوريا الشمالية أو ساعدت في تطوير غالبية أنظمة الصواريخ الإيرانية التي تعمل بالوقود السائل. في الواقع، يمكن تتبع نشأة غالبية الأنظمة الصاروخية البالستية في إيران، استناداً إلى النشر أو المساعدة الفنية التي تقدمها كوريا الشمالية لطهران. تشمل أمثلة أساسية عدداً من أنظمة سكود، أنظمة نو دونغ، أنظمة موسودان التي يمكن رؤيتها في صواريخ خرمشهر، وصاروخ سفير لحمل الأقمار الاصطناعية، ومرحلة إطلاقه الأولى من نظام نو دونغ. وتقدم كوريا الشمالية أيضاً تقنية "أونها" في صاروخ سيمورغ الإيراني.

تطوير مزدوج
إن المرحلة الأولى من مقذوف "أونها" تجمع لأربعة صواريخ نو دونغ، تشكل أيضاً المرحلة الأولى من إطلاق سيمورغ.

وأشارت التقارير إلى أن فنيين إيرانيين كانوا موجودين خلال عمليات إطلاق صاروخ "أونها" في 2009 و 2012.

باختصار، وفيما تتعزز إمكانات برامج الصواريخ البالستية لدى كوريا الشمالية فإنها غالباً ما تُنقل إلى إيران. لكن هنالك المزيد، الذي يشمل الصواريخ البالستية متوسطة المدى والصواريخ البالستية العابرة للقارات في كورويا الشمالية.

محرك صواريخ بثمانين طناً
وفقاً لتقارير صحافية صدرت في 2013، كان الكوريون الشماليون يطورون ويساعدون الإيرانيين في تطوير معزز صواريخ بثمانين طناً مخصص بطريقة مفترضة لصاروخ عابر للقارات.

وفي 2015، كُشف عدد من الشحنات للمعزز المذكور إلى إيران خلال المفاوضات على الاتفاق النووي. وفي 2016، وعقب توقيع الاتفاق، فرضت وزارة الخزانة عقوبات على شركات وأفراد إيرانيين لخرقهم العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية.

تبادل المسؤولون الإيرانيون والكوريون الشماليون في البلدين الزيارات، لتتمكن إيران من الحصول على ذلك المعزز الذي كانت كوريا الشمالية تعمل على تطويره في ذلك الوقت.

وتتضمن وثيقة وزارة الخزانة الحالية الأسماء والشركات المنخرطة في هذه العملية.

صواريخ عابرة للقارات
تابع الكاتب أنه في 2017، اختبرت كوريا الشمالية ما سمته هواسونغ-12 وهو صاروخ بالستي متوسط المدى يصل إلى 4500 كليومتراً وربما أكثر.

يتمتع هذا الصاروخ بمحرك معروف باسم آر دي-250، يحظى بدعم 80 طناً من الزخم عند مستوى سطح البحر ما يجعله على الأرجح الصاروخ الذي عملت عليه كوريا الشمالية ونقلته إلى إيران.

وفي وقت لاحق من 2017، اختبرت كوريا الشمالية صاروخين بالستيين عابرين للقارات، هواسونغ-14 القادر على بلوغ ألاسكا وفقاً للتقديرات، وهواسونغ-15 القادر حسب عدد من المحللين على الوصول إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة.

ويستخدم  الصاروخان هواسونغ-12 كمرحلة أولى من الإطلاق ويعطيه الدفع محرك آر دي-250 لبأطنانه الثمانين الزخم اللازم.

ماذا يعني ذلك؟
يظهر أن كوريا الشمالية عملت على نظام نشرته في إيران بعدما اختبرته في 2017، أولاً صاروخاً بالستياً متوسط المدى، ثم على نظامين منفصلين من الصواريخ العابرة للقارات. إذا كان هذا هو الواقع، وهو المرجح حسب الكاتب، فهذا يعني أن كوريا الشمالية نقلت إلى إيران صاروخاً بالستياً متوسط المدى مبنياً على نظام آر دي-250.

 وإذا نقلت أيضاً تكنولوجيا من هواسونغ-14/15، فهذا يعني أن بيونغ يانغ أعطت إيران إمكانات متقدمة مرتبطة بصواريخ بالستية متوسطة المدى وعابرة للقارات.

وهذا يعني أيضاً أن كوريا الشمالية نقلت تقنيات صاروخية متنوعة من سكود مروراً بنو دونغ، وموسودان، وأونها وصولاً إلى هواسونغ-12/14/15، معززة القدرات الإيرانية بالتوازي مع تعزيز قدراتها الخاصة.

وتوقع بيشتول أن يرى العالم اختباراً لهذه الأنظمة أو لأنظمة قريبة منها في إيران بعد عامين إلى 5 أعوام. وحذر قراءه قائلاً إن ما يرونه اليوم في كوريا الشمالية، سيرونه غداً في إيران.