صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الأربعاء 27 مايو 2020 / 11:12

صحف عربية: تركيا والسودان الجديد في ليبيا

24. إعداد: معتز أحمد إبراهيم

حذرت صحف عربية صادرة اليوم الاربعاء التحذير من سياسات تركيا في ليبيا، ورغبتها في تعويض خسارتها لحليفها السابق عمر البشير في السودان، الذي مثل سقوطه في العام الماضي صفعة قوية في وجه أنقرة.

وحذرت الصحف من مواصلة تركيا إرسال المرتزقة إلى ليبيا، مشيرة في ذات الوقت إلى تعقد الأزمة الحالية بصورة تؤثر سلبا على استقرار المنطقة والعالم.

انتهاكات واغتيالات
قال موقع "العرب مباشر"، إن ليبيا  تتخبط اليوم بين أطماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي دفع إليها آلاف المرتزقة السوريين، والميليشيات المسلحة المحلية.

وأشار الموقع في هذا السياق إلى جرائم ميليشيا رئيس حكومة الوفاق فائز السراج واغتيالها لمعارضين في طرابلس، قائلاً: "فيما اغتالت ميليشيات حكومة السراج ومرتزقة تركيا، القيادي الليبي عبدالله مخلوف، بـ5 رصاصات عقاباً له على دعم جيش بلاده، باعتباره من قيادات الأمازيغ في الجبل الغربي ورئيس المجلس التسييري لمدينة كاباو شمال غربي ليبيا، وهو الذي أعلن قبل أيام تأييده للجيش الوطني الليبي ورفضه للتدخل التركي وسطوة الإرهاب في ليبيا".

وقال المحلل السياسي الليبي أحمد بلقاسم إن "الرئيس التركي مستمر في انتهاكاته وأعماله الإجرامية بالزج بالمرتزقة ودعم الميليشيات الإرهابية، منتهكًا القرارات الدولية بحظر توريد السلاح إلى طرابلس، فضلاً عن ضربه بعرض الحائط لإرادة المجتمع الدولي ومخرجات مؤتمر برلين، لتعزيز مراقبة حظر تصدير السلاح، وتسريح ونزع سلاح الميليشيات وفرض عقوبات على الجهة التي تخرق الهدنة".

توطين الإرهاب
وبدوره، حذر محمد أبو الفضل في "العرب" اللندنية، من توطين الإرهاب في ليبيا، معتبراً أن  "أنقرة لن تنسى الضربة التي تلقتها في مصر مع سقوط نظام الإخوان منذ سبعة أعوام، وما تلاها من تداعيات قصمت ظهر التنظيم والحركات التي تدور في فلكه".

واضاف "لم تشعر أنقرة بخطورة الضربة القوية التي تلقتها في مصر لأنها كانت تحتفظ بالسودان نقطة تمركز أساسية للجماعات المتطرفة التي تدور في فلكها، ومن أراضيه أدارت ووجهت هؤلاء شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً".

وربط أبو الفضل ما يجري في ليبيا بالسودان والإطاحة بالرئيس عمر البشير قائلاً: "جاء سقوط نظام الرئيس عمر البشير منذ نحو عام ليمثل لطمة ثانية أكثر ألما، فمعه بدأت تتراجع أحلام تركيا العثمانية في السودان، والذي حوله البشير وحزب المؤتمر الوطني الحاكم آنذاك والحركة الإسلامية إلى بؤرة لجذب المتشددين والإرهابيين من كافة أصقاع الأرض، رعايةً واحتضاناً وتدريباً وتوجيهاً، إلى المناطق المطلوب أن يمارسوا فيها العنف المنظم".

على حساب الليبيين 
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي عبدالله الأيوبي، إن "حكومة السراج مصرة على تعزيز التدخل التركي في الشأن الليبي في جميع الميادين، خاصةً بعد أن وقعت اتفاقاً مع تركيا للتعاون في مختلف الميادين، وهو الاتفاق الذي ترجمته تركيا من خلال التدخل العسكري في الصراع الداخلي الليبي بإرسالها المرتزقة لاشعال المعارك في ليبيا".

ونبه الأيوبي في "أخبار الخليج" البحرينية، إلى محاولات تركيا استغلال ما يجري في ليبيا لحصد المكاسب، قائلاً: "أحدث خطوات التدخل التركي في الشأن الليبي، ما أعلنته شركة البترول التركية تباو، عن تقديمها طلبا لحكومة السراج للحصول على إذن بالتنقيب في شرق البحر الأبيض المتوسط، مثل هذه الخطوة من شأنها أن ترفع من وتيرة الصراع وكذلك الانتقادات الإقليمية والدولية للدور التركي في ليبيا، ويرفع من وتيرة التوترات مع الدول الإقليمية مثل مصر واليونان وقبرص التي أبدت من قبل معارضتها للسياسة التركية في شأن الموارد الطبيعية في شرق المتوسط".

مزيج مشتعل

ومن جهته حذر موقع "أحوال تركية" من الأطماع التركية في ليبيا، معتبراً أن ليبيا باتت ساحة للمواجهات بين الإسلاميين السياسيين والعثمانيين الجدد من جهة، ضد القوميين العرب، في مزيج قابل للاشتعال من النفط، والمرتزقة، والأيديولوجيا والطموح الجيوسياسي.

وأوضح الموقع "ضخت تركيا ما بين 8000 إلى 10000 من المرتزقة السوريين والتركمان الى ليبيا، في إطار المشروع التركي التوسعي للسيادة الجيوسياسية في شرق البحر الأبيض المتوسط".

وحذر الموقع من الانتهازية التركية لحصد أي مكاسب سياسية في ليبيا قائلاً: "تستغل تركيا  الصراع والانقسام في ليبيا لتنفيذ مخطط قديم، يتمثل في توسيع النفوذ التركي في العالم العربي من خلال بوابة المغرب العربي. ويقتضي نجاح المخطط التركي الهادف لتثبيت زعامة إسطنبول للعالم العربي والإسلامي على المدى المتوسط، تطبيق وصاية ناعمة على بعض البلدان باستغلال التفكك وترهل العمل العربي المشترك".