الأربعاء 27 مايو 2020 / 13:11

لوبوان: تركيا تجند وتمول قاصرين سوريين للقتال في ليبيا

أفادت مجلة "لوبوان" الفرنسية بأن ميليشيات تجندها وتمولها تركيا ترسل أطفالاً للقتال في ليبيا إلى جانب حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج ضد قوات المشير خليفة حفتر.

يتولى المجنِّدون تزوير وثائق هوية هؤلاء الجنود الأطفال من خلال اختراع أماكن جديدة وتواريخ الميلاد

وتقول المجلة إنها المرة الأولى التي وثق فيها خبراء معترف بهم، تجنيد قصر منذ بداية الحرب الأهلية في ليبيا في 2004. وجمعت منظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" غير الحكومية، في فرنسا والتي تمولها صناديق أوروبية، شهادات في سوريا وليبيا، كاشفة جانباً من  عمل الميليشيات السورية المدعومة من تركيا.

وفي تقريرها المؤرخ في 11 مايو (أيار)، تقدم المنظمة أدلة مدعومة بشهادات مباشرة على أن أطفالاً جنّدتهم فصائل الجيش الوطني السوري، تحالف الجماعات المعارضة المدعوم من تركيا يقاتلون إلى جانب ميليشيات الوفاق في طرابلس برئاسة فائز السراج ضد القوات التي يقودها المشير خليفة حفتر.

وتنسب مجلة "لوبوان" إلى مراقبين وديبلوماسيين أن تركيا نقلت ما بين ألفين و4 آلاف مقاتل سوري إلى الجبهة الليبية منذ مطلع السنة. ولا يزال القُصر أقلية ربما، وتتولى تجنيدهم جماعات عدة من المقاتلين السوريين.

مخيمات عسكرية
ويقول مصدر من "السوريون من أجل الحقيقة والعدالة" إنه فور تجنيدهم "يرسل الأطفال إلى مخيمات عسكرية لأسابيع قبل، أن توكل إليهم مهمات عسكرية".

وتضيف المجلة أن 25 طفلاً على الأقل دربهم "لواء المعتصم" المتحالف مع أنقرة في شمال سوريا، تمهيداً لإرسالهم للقتال في ليبيا .

وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، وقبل بضعة أيام من إرسالهم إلى الجبهة، احتجز ثلاثة مراهقين "تتراوح أعمارهم بين 15 و 16 عاماً" تاجراً من مارع في عفرين الواقعة تحت سيطرة الجيش التركي وحلفائه منذ مارس (آذار) 2017.

3 آلاف دولار شهرياً
وكان الثلاثة الذين يبقون بمرافقة قائد من "لواء المعتصم" يستعدون للمغادرة إلى ليبيا "بموافقة أسرهم" و "مقابل راتب شهري بـ 3000 دولار"، وفقاً لشهادة جمعتها "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة".

ويعتبر هذا المبلغ كبيراً عند الشبان السوريين الذين تعيش غالبيتهم العظمى في بؤس، والذين يعرفون سنوات الحرب أكثر من السلام.

وبين يناير (كانون الثاني) ويونيو (حزيران) 2019، جنّد ما يقارب 300 طفل للقتال في الصراع السوري، وفقا لصندوق الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف".

أسماء مستعارة
وتقول "لوبوان" إن الجماعات المسلحة السورية تتجنب لفت الانتباه إلى كتائب القصر. ويتولى المجنِدون تزوير وثائق هوية هؤلاء الجنود الأطفال باختراع أماكن ولادة، وتواريخ ميلاد جديدة. وبالتالي يسجلون في صفوف الجيش الوطني السوري باسماء مستعارة، وفي بعض الأحيان باسم الأشقاء الأكبرسناً.

وتنقل المجلة عن مقاتل من فرقة السلطان مراد أرسل إلى غرب ليبيا في فبراير(شباط) الماضي، أن خمسة أطفال على الأقل، جزء من مجموعته التي تضم حوالي عشرين جندياً، أب ربع هذه القوة.

وهذا الفصيل من المقاتلين التركمان، الذي وصفته مدونة "هيستوري بلوغ" بالمقربة جداً من أنقرة ، هو أحد المجنِدين الرئيسيين الثلاثة للقصر السوريين في لواء المعتصم.

والمجموعة الثالثة التي حددها الخبراء السوريون هي مجموعة السلطان سليمان شاه، التي تضم مقاتلين يحنون إلى الإمبراطورية العثمانية.

تورط تركيا
وتقول "لوبوان" إن تركيا "رسمياً" غير ضالعة في تجنيد مقاتلين سوريين لدعم قوات فائز السراج. فالعملية تمولها حكومة السراج، ولكن، بضمانها النقل الجوي للمقاتلين السوريين إلى ليبيا، لا يمكن لتركيا أن تنكر دورها، كما تظهر صورة التقطت على مدرج غازي عنتاب في شرق تركيا.

وإلى جانب التجنيد، يعتبر نقل الأطفال المقاتلين في ذاته انتهاكاً لاتفاق حقوق الطفل، وهو بروتوكول للأمم المتحدة وقعته تركيا وسوريا، وليبيا.

وقال بيتر ستانو، المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي الذي يكافح منذ شهرين لإنشاء المهمة البحرية إيرني التي يفترض أن تطبق حظر الأسلحة في ليبيا: "على جميع المشاركين في النزاع احترام القانون الدولي، ويجب معاقبة من ينتهكه".