(أرشيف)
(أرشيف)
الخميس 28 مايو 2020 / 20:15

هل تستغل ميليشيا حزب الله تخفيض أعداد "اليونيفيل" لصالحها؟

خلال حرب عام 2006 في جنوب لبنان بين الأذرع الإيرانية والقوات الإسرائيلية، وصلت الحرب إلى مستويات طاحنة اضطرت مسؤولين كبار في ميليشيات حزب الله، إلى الطلب من رئيس الوزراء اللبناني، التواصل مع الدول العربية، وصولاً إلى الرئاستين الفرنسية والأمريكية، وإبلاغهم موافقة "الميليشيات" على هدنة وفق الشروط الإسرائيلية.

يومها، خلال 24 ساعة هدأت المدافع بشروط القرار الأممي في مجلس الأمن الدولي 1701، وهو القرار الذي وصف بأنه تحت البند السابع في الأمم المتحدة بنصف درجة، أي أنه أعطى قوة السلام حق التحرك، والتنقل ومراقبة واقتحام أي مكان يتم الشك بأن فيه سلاح أو مسلحين، أو يستعمل للتحضير لاشتباكات.

تحت المجهر
هذه البنود التي سمحت بإيقاف الحرب، وضعت لبنان تحت مجهر عدد من القوات الأممية براً وبحراً وجواً، وهو ما وافقت عليه الدولة اللبنانية، بعدما طلب منها حزب الله ذلك مقابل وقف إطلاق النار، ووقف ملاحقة زعيم الميليشيات حسن نصرالله من مبنى إلى مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت.

ولكن، بعد أقل من عام على حرب يوليو (تموز) 2006، بدأ حزب الله بالاعتداء على قوات حفظ السلام، "اليونيفيل"، تحت مسمى الأهالي، وهم أفراد بالميليشيات، يهاجمون الدوريات الأممية، ويأخذون أسلحتهم أو حتى آلات التصوير التي تكشف مخازن أسلحة الحزب في قرى الشريط الحدودي.

الأمين العام للأمم المتحدة طالب الدولة اللبنانية بتوقيف العناصر برتبة "الأهالي"، ونبه في التقارير المتعلقة بـ "اليونيفيل" إلى أنه "لم يحرز أي تقدم في ما يتعلق بنزع سلاح الجماعات المسلحة".

الهجوم الأخطر كان أمنياً بعد عشرة أشهر من نهاية الحرب، حيث قتل ستة جنود من الوحدة الإسبانية التابعة لـ"اليونيفيل"، وجرح ثلاثة آخرين حين انفجرت عبوة ناسفة بآليتهم المدرعة في نقطة تبعد 300 متر عن حاجز ثابت للجيش اللبناني.

كانت رسالة حزب الله واضحة يومها، من جهة للأوروبيين للدخول في مفاوضات ترتبط بالملف النووي مع طهران، ومن جهة ثانية، تعني الجيش واليونيفيل، مفادها كل من يحاول الاقتراب من مواقعه سيتعرض للموت.

أنفاق سرية
المواقع الممنوعة على قوات "اليونيفيل" تحول جزء منها خلال السنوات الماضية إلى أنفاق يستعملها "الحزب" لتهريب المخدرات إلى إسرائيل، ومنها إلى عدد من الدول الأوروبية، عبر شبكة عصابات عالمية تهتم بتبييض الأموال وتجارة المخدرات.

إسرائيل دمرت شبكة الأنفاق، والدولة اللبنانية وقفت متفرجة كأن ما يحصل ليس موجوداً فوق أراضيها، أما حزب الله فزاد من استفزازه للقوات الدولية عبر مهاجمة دورياتها، من بلدة مجدل زون التي هاجم فيها أفراد مسلحون دورية أممية، ورغم تقديم معلومات كاملة وفيديوهات للمهاجمين، إلا الجيش اللبناني، نأى بنفسه عن توقيفهم، لأنهم من عناصر حزب الله.

الموقف في مجلس الأمن أصبح واضحاً خلال الأيام الماضية، إما توسيع عمل القوة الأممية أو تخفيض عددها، وترك نقاط عديدة، ما يعني إمكانية عودة الحدود إلى ما كانت عليه زمن الميليشيات، حروب متواصلة، وتهجير للسكان، ودمار لن يبقي لحزب الله قدرة على بناء قواعد في تلك المنطقة.