صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الجمعة 29 مايو 2020 / 11:15

صحف عربية: لبنان على حافة الهاوية

24 - معتز أحمد إبراهيم

أثار قانون العفو العام اللبناني جدلاً واسعاً، بعد بدء مناقشته في البرلمان، لما تضمنه من ثغرات تسمح بالعفو عن تجار مخدرات ومجرمين، وعملاء سابقين لإسرائيل، فضلاً عن ترسيخ الطائفية والمذهبية.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم الجمعة، يواصل حزب الله مزايداته السياسية، في الوقت الذي يغرق فيه لبنان في الفوضى والفقر والجوع، بشكل خطير.


قانون العفو
انتقد حازم الأمين ف موقع "الحرة" الإخباري الطائفية التي تضمنها قانون العفو المعروض على البرلمان، قائلاً: "يناقش البرلمان اللبناني، في لحظة انهيار الدولة هذه، مشروع قانون عفوٍ عام يشمل المحكومين بقضايا المخدرات ومعظمهم من الشيعة، والموقوفين والمحكومين الإسلاميين من السنة، واللبنانيين الذين غادروا إلى إسرائيل أثناء انسحابها من لبنان، وغالبيتهم من المسيحيين"

وأضاف "لوهلة قد تبدو القسمة المذهبية لمن سيعفو عنهم القانون عادلة، إلا أنها تنطوي على حقيقة كاشفة لفشل التجربة اللبنانية في صياغة أي إجماع وطني على مختلف القضايا. فالطوائف هنا وحدها تُحدد معايير المواطنة وأشكال قبولها ورفضها التسويات".

وأشار الأمين إلى أن "لبنان في سبيله إلى التحلل فعلاً. لا أفق لأي احتمال نجاة. وفي هذا الوقت تواصل طبقته الحاكمة غطرستها بعد أن مدتها الجائحة بطاقة جديدة".

يوم القدس
وفي صحيفة العرب اللندنية، استغرب خير الله خير الله "سياسات حزب الله في التعاطي مع المشاكل الإقليمية أو الدولية، والبلاد تغرق في الفوضى" مُشيراً إلى إصرار الحزب على الانخراط في المشروع الإيراني على حساب أي مشروع وطني لبناني، أو عربي إقليمي، كما بدا ذلك جلياً في إحياء يوم القدس، الذي دعت له إيران.

واعتبار الكاتب أن أولويات عموم اللبنانيين بعيدة تماماً عن أولويات الحزب وشعاراته، خاصةً شعار الصلاة في القدس في ظل "انهيار النظام المصرفي اللبناني، وبداية انهيار النظام التعليمي الذي مكن لبنان من استعادة عافيته بعد كل الأزمات التي تعرض لها، ومن أكبر تلك الأزمات تهجير أكبر عدد ممكن من اللبنانيين من بلدهم. ومعظم هؤلاء من المسيحيين، كان ذلك في الأعوام 1988 و1989 و1990 عندما سكن ميشال عون في قصر بعبدا للمرّة الأولى بصفته رئيسا لحكومة موقتة مهمتها محصورة في انتخاب رئيس للجمهورية خلفا للرئيس أمين الجميّل الذي انتهت ولايته الدستورية" يومها، قبل أن يضيف "ينسى من يريد الصلاة في القدس أن الجوع يهدد مليون لبناني. هذا ما حذر منه المدير الإقليمي لبرنامج الغذاء العالمي وممثله في لبنان، عبدالله الوردات". 

الصلاة في القدس
في صحيفة "الشرق" اللبنانية قال محمد بركة، بعد تصريحات حسن نصر الله عن الصلاة في القدس، بفضل إيران "اللبنانيون لا يريدون أن يصلوا في القدس. معظمهم لا يملك ما يكفي من المال ثمن البنزين ليصلوا في مسجد بعيد عن بيوتهم، من قال إننا نريد أن نذهب إلى القدس؟ من قال إن شعباً جائعاً، مفلساً، متروكاً، معزولاً، مًحاصراً، مفتّتاً ومفكّكاً، من واجبه أن يحرر القدس؟ من أعطانا هذا التكليف؟ هذا الشرف؟ هذه المأساة؟"

ووجه بركات حديثه إلى نصر الله قائلاً، "بأي حق تأخذوننا كلنا إلى الجوع، وإلى مواجهات لا طاقة لنا بها. حتى حلفاؤكم رفعوا الصوت، وقالوا إن الجوع الذي يلفّ بطون أولادنا سببه سلاحكم. هذا السلاح الذي قتل وقاتل في سوريا، والعراق، واليمن، وتمدد إلى السعودية، والكويت، ومصر وغيرها".

انهيار اقتصادي
من جهتها نقلت "الجريدة" الكويتية تقريراً مترجماً من "فورين بوليسي" عن لبنان وأزمته الاقتصادية، التي يمكن اختزالها في انهيار واضمحلال الطبقة الوسطى فيه.

وأوضح التقرير كان "لبنان تاريخياً أرضاً للبحّارة والتجار في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وحافظ على مكانته بلداً ذي دخل متوسط في العصور الحديثة، لـكنّ البلد الذي يطلب مساعدات دولية لحوالي مليونَي لاجئ سوري وفلسطيني اكتشف الآن أن شعبه يحتاج إلى المساعدة".

واعتبر التقرير أن عاصمة الشمال طرابلس، أصبحت نموذجاً حياً لانهيار الطبقة الوسطى في لبنان، وتنامي الفقر والحاجة فيها، خاصةً أن "الأزمة الاقتصادية في لبنان بدأت تسحق أكثر الناس فقراً، لكنها تنهش الطبقة الوسطى أيضاً، لا يمكن رؤية تداعيات هذا الوضع مباشرةً، لكن يسهل سماعها في صيحات المحتجين المنتشرين في ساحات المدينة رغم تدابير الإقفال التام بسبب أزمة كورونا".

وأضاف التقرير "أصبح الفقراء والطبقة الوسطى في أمس الحاجة إلى الدعم المالي، فهم أكثر المتضررين من الوضع، وعلى عكس الطبقات الوسطى الاعتيادية، لا يستطيع هؤلاء الحفاظ على كرامتهم، فهم مجبرون على الانتظار في صفوف طويلة خارج مطاعم الفقراء لتلقي رغيف خبز، حيث يعجّ وسط مدينة طرابلس بمعالم العمارة المملوكية العظيمة منذ القرن الـ14، لكنه أصبح اليوم من أفقر مناطق لبنان، إذ يكسب 60% من سكان هذه المنطقة دولاراً واحداً يومياً، حتى قبل الأزمة الأخيرة، فراحوا يهتفون في ظل هذه الأزمة: نحن جائعون!"

واعتبر التقرير أن لبنان تردى في دوامة مخيفة يدفع اللبنانيون ثمنها اليوم غالياً، بعد أن "أهدرت الحكومات المتلاحقة الأموال ولم تطبق أي إصلاحات، ثم أدى خليط قاتل من الفساد والمحسوبيات إلى إعاقة النمو الاقتصادي. وللحفاظ على ثبات العملة، اتكل البنك المركزي على هندسات مالية تقدّم أسعار فائدة عالية لا يمكن أن تستمر طويلاً إلى كبار المودعين، في ما يُعرَف بـسلسلة بونزي المدعومة من الدولة" ما يمهد لانهيار واسع ومدمر.