احتجاجات على مقتل فلويد في أمريكا (أرشيف)
احتجاجات على مقتل فلويد في أمريكا (أرشيف)
الأحد 31 مايو 2020 / 22:31

الإعلام الصيني يستغل اضطرابات أمريكا لانتقاد موقفها بشأن هونغ كونغ

استهدفت وسائل الإعلام الصينية الحكومة الأمريكية فيما تهزّ صدامات مدن أمريكية كبرى على خلفية العنف الذي تمارسه الشرطة ضد مواطنين سود، وقارنت هذه الاضطرابات بالحركة المدافعة عن الديموقراطية في هونغ كونغ.

ووجهت دول غربية، خصوصاً واشنطن، انتقادات لاذعة لبكين حول طريقة تعاملها مع التظاهرات المدافعة عن الديموقراطية التي شهدتها هونغ كونغ العام الماضي.

هجوم صيني 
وفيما اندلعت اضطرابات في أرجاء الولايات المتحدة بسبب عدم المساواة وعنف الشرطة بعد مقتل رجل أسود غير مسلح خلال توقيف شرطيين له في مدينة مينيابوليس في ولاية ميناسوتا، شن متحدثون حكوميون ووسائل إعلام حكومية في الصين هجوماً لاذعاً على السلطات الأمريكية.

ونشرت وسائل إعلام صينية مقاطع فيديو تظهر أن عناصر الشرطة في هونغ كونغ مارسوا "ضبط النفس" مقارنة بسلوك عناصر الأمن الأمريكيين.

وكتب رئيس تحرير صحيفة التابلويد القومية "غلوبال تايمز" هو شي جين السبت، "وصفت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي يوماً ما الاحتجاجات العنيفة في هونغ كونغ بأنها (مشهد جميل يجب أن تنظر إليه) ... يمكن للسياسيين الأمريكيين الآن الاستمتاع بهذا المشهد من نوافذهم الخاصة".

وأضاف، "يبدو الأمر كأن المتظاهرين المتطرفين في هونغ كونغ تسللوا بطريقة ما إلى الولايات المتحدة وأحدثوا فوضى مثلما فعلوا العام الماضي".

وأصرت الصين على أن "قوى أجنبية" هي المسؤولة عن الاضطرابات في هونغ كونغ، حيث تظاهر المحتجون المؤيدون للديموقراطية الذين وصفتهم بكين بأنهم "مثيرو شغب"، وكثيرا ما اشتبكوا مع عناصر الشرطة.

وأثارت بكين الغضب والقلق في وقت سابق من هذا الشهر بخطة لفرض قانون على هونغ كونغ قالت إنه ضروري لحماية الأمن القومي وكبح "الإرهاب"، وهو ما ندّد به نشطاء مؤيدون للديموقراطية ودول غربية معتبرين أنه محاولة جديدة لقمع الحريات في المستعمرة البريطانية السابقة.

وعقب إعلان الرئيس دونالد ترامب نيته تجريد هونغ كونغ من امتيازاتها، ذكرت صحيفة "تشاينا ديلي" الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم اليوم الأحد، أن السياسيين الأمريكيين يحلمون "بإيذاء" الصين.

وتابعت، "من الأفضل التخلي عن هذا الحلم والعودة إلى الواقع". وأضافت "ينتشر العنف في أنحاء الولايات المتحدة ... ينبغي على الساسة الأمريكيين القيام بعملهم والمساعدة في حل المشكلات في الولايات المتحدة عوض محاولة خلق مشاكل ومتاعب جديدة في دول أخرى".

توتر
فاقم الجدل بشأن هونغ كونغ التوتر بين الولايات المتحدة والصين، والذي كان موجوداً أصلاً على خلفية عدد من القضايا بينها التجارة العالمية وجائحة "كوفيد-19"، وخصوصاً بعد اتهام ترامب لبكين بانعدام الشفافية في الملف الأخير.

ومع اندلاع أعمال عنف في الولايات المتحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع، هاجمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونينغ واشنطن.

وكتبت على تويتر، "لا يمكنني التنفس"، مع نسخة من تغريدة للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية مورغان أورتاغوس انتقدت فيها الحكومة الصينية بسبب سياستها في هونغ كونغ.

واستشهدت هوا بالكلمات التي سُمع الضحية جورج فلويد يقولها مراراً قبل مقتله، بعد أن وضع شرطي ركبته على رقبته لنحو 9 دقائق، ما أثار الاضطرابات الحالية في الولايات المتحدة.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، قامت وسائل الإعلام الصينية أيضاً بنشر مقاطع فيديو عن العنف الأمريكي مع عبارة "كم تضبط شرطة هونغ كونغ نفسها" وذلك على منصة ويبو الصينية الشبيهة بتويتر.

وقارن مقطع مصور نشرته صحيفة الشعب اليومية اليوم الأحد، بين اعتقال الشرطة الأمريكية لمراسل محطة "سي إن إن" عمر خيمينيز، الذي كان يغطي الاضطرابات في مدينة مينيابوليس الأمريكية الجمعة، ومشاهد لعناصر شرطة هونغ كونغ يتراجعون أمام وسائل الإعلام في المدينة العام الماضي.

وجاء في التعليق المرفق "استخدم الصحافيون صفتهم المهنية لعرقلة إنفاذ القانون".

واتهمت جماعات حقوقية الشرطة في هونغ كونغ باستخدام القوة المفرطة خلال الاحتجاجات المؤيدة للديموقراطية العام الماضي.