صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الأربعاء 3 يونيو 2020 / 09:54

صحف عربية: ترحيب دولي بقبول الأطراف المتحاربة في ليبيا للهدنة

24 - معتز أحمد إبراهيم

أبرزت صحف عربية صادرة اليوم الأربعاء أهمية التهدئة التي أقرتها الأمم المتحدة في ليبيا خلال الساعات الأخيرة، منبهة إلى أبرز التحديات التي تواجهها وعلى رأسها فرض حكومة الوفاق شروطاً تعجيزية للقبول بوقف إطلاق النار.

وأشارت تقارير صحافية إلى سعي أطراف إقليمية على رأسها الإمارات ومصر إلى عودة التهدئة في لييبا، فيما تسعى أطرافاً أخرى على رأسها تركيا إلى تأجيج القتال لحصد أي مكاسب سياسية أو عسكرية.

ترحيب إماراتي مصري
لفتت صحيفة الشرق الأوسط إلى الاتصال الهاتفي الذي أجراه وزير الخارجية المصري سامح شكري مع نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد، مشيرة إلى ترحيب مصر والإمارات بإعلان الأمم المتحدة قبول الجيش الوطني الليبي وحكومة الوفاق استئناف المباحثات السلمية، مؤكدتين مجدداً على تمسكهما بالحل السياسي الذي يدعم السلام والأمن والاستقرار في جميع أنحاء ليبيا.

ونبهت الصحيفة إلى البيان المشترك الصادر عن كل من وزارة الخارجية المصرية ووزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، الذي دعا إلى الالتزام بالعملية السياسية تحت إشراف الأمم المتحدة وعبر مسار مؤتمر برلين، مؤكدتين أن العملية السياسية هي الحل الوحيد لتحقيق السلام في ليبيا، والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها.

أمل ضعيف  
وبدورها، أشارت بوابة أفريقيا الإخبارية إلى أهمية الإعلان الأممي بدعم المباحثات الليبية، موضحة أن هذا التطور يأتي بعد فشل العديد من المحاولات سابقاً بين موسكو وبرلين والأمم المتحدة، حيث لم تنجح اتفاقات الهدنة بسبب غياب مناخ الثقة بين الأطراف المتنازعة.

وذكرت أن الأزمة تزايدت مع وجود أطراف إقليمية أصرت على حشر نفسها في الأزمة، آخرها ما قامت به تركيا من تدخل مباشر في معركة الوطية ومساهمتها في ترجيح كفة قوات الوفاق من خلال الإسناد الجوي.

وأضافت "رغم تعريج الأمم المتحدة في بيانها التوضيحي عن مشكلة التدخل الأجنبي، لكن هناك إشكالاً حول التدخل التركي المباشر، والسلبية الواضحة للمنظمة الأممية في إصدار موقف من إسطنبول باعتبارها المتسبب في تعطيل أي تقدم سياسي بسبب دعمها لأطراف الإسلام السياسي المنتفعة من حالة الفوضى في البلاد".

ولفتت البوابة إلى أن التصريحات الإيجابية للأمم المتحدة، وترحيب بعض القوى الدولية والإقليمية بالخطوة تأتي وسط أمل ضعيف في إيقاف الحرب، خاصة مع غموض الموقف من طرف المعنييْن بالاتفاق، حيث لم تصدر منهما أي تصريحات واضحة سواء بالقبول أو الرفض.

تفاؤل حذر
ومن جهتها، قالت صحيفة العرب اللندنية إن إعلان البعثة الأممية في ليبيا عن موافقة طرفي الصراع على العودة إلى المحادثات من أجل الاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار، أثار تفاؤلاً حذراً بشأن إمكانية إيقاف الحرب.

وأضافت "تأتي استجابة طرفي الصراع للعودة إلى محادثات وقف إطلاق النار بعد سلسلة من الانتكاسات التي تلقاها الجيش خلال الفترة الماضية، كان آخرها فقدان السيطرة على قاعدة الوطية العسكرية ومدن وبلدات على الساحل الغربي، على إثر التدخل التركي المباشر لصالح حكومة الوفاق".

واستبعد مصدر ليبي نجاح المحادثات المرتقبة، واعتبر أن الموافقة على العودة إلى المفاوضات خطوة سياسية من الطرفين للظهور كطرف مرن لا يعرقل التوصل إلى حلول سلمية، مقابل كسب المزيد من الوقت لترتيب الأوضاع والتحضير لمعركة كبرى تلوح في الأفق في ظل استمرار التحشيد من قبل الجانبين.

وتوقع المصدر أن تطول المعركة في محاور جنوب طرابلس في ظل الصمود الذي أبدته قوات الجيش، الأمر الذي يعيق خطط ميليشيات حكومة الوفاق ومن خلفها تركيا للسيطرة عليها في أقرب فرصة، وهو ما سيسمح للجيش بالاستعداد لهجوم أكبر على بعض الأهداف.

فوضى أردوغانية
أما الكاتب جلال عارف فقد قال في مقال له بصحيفة البيان الإماراتية "على مرأى ومسمع من العالم، يواصل الرئيس التركي أردوغان جريمته في حق ليبيا العربية وشعبها الشقيق، ولم يكن خافياً ما يقوم به من حشد للمرتزقة لكي يدعموا الميليشيات الإخوانية، وباقي فصائل الإرهاب التي تسيطر على العاصمة الليبية بقوة السلاح".

وأضاف "مثل كل الجماعات الإرهابية، يتصور أردوغان أن هذا وقته، فالعالم مشغول بمقاومة وباء كورونا وتفادي مخاطر تحول الحرب الباردة الجديدة إلى ما هو أسوأ، وأوروبا في أضعف حالاتها، والولايات المتحدة غارقة في مشاكلها، والصراع المتصاعد مع الصين يستقطب اهتمامها، والبحر المتوسط الذي كان قبل سنوات قليلة يعد بالتحول إلى بحيرة للسلام والتعاون، أصبح ساحة لتنافس يشتد، وصراع ما زال في بدايته على الثروات النفطية والنفوذ الاستراتيجي بعد أن عاد الروس بقوة".

وأشار الكاتب إلى أن العالم بات أمام حلقة جديدة من حلقات مسلسل نشر الفوضى الهدامة، وأن هناك من لا يزال يراهن على وباء الإرهاب المتأسلم، الذي يجمع أوهام العثمانيين مع ضلالات الإخوان، والأموال العربية المنهوبة، لتنفيذ مخططات هدم الدولة الوطنية وتدمير حاضرها ومستقبلها، والرهان هنا ليس على الوعي الغائب لأردوغان، الذي يسير لنهايته المحتومة في كل الأحوال.