الأربعاء 3 يونيو 2020 / 14:38

ووهان أحد معاقل ثقافة البانك في الصين تفقد صوتها خلال العزل

في زمن ليس ببعيد، كانت ووهان تعتبر عاصمة الصخب الصينية وتضج بمشهد موسيقي نابض بالحياة... كان ذلك قبل فيروس كورونا المستجد الذي رسم صورة جديدة للمدينة البالغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، وووجه ضربة قوية للعاملين في هذا القطاع.

ولا تزال المدينة التي "صدّرت" وباء كوفيد-19 للعالم خائفة من تفش جديد للمرض، فمنعت إقامة العروض الحية ما أجبر الفنانين على اللجوء إلى الانترنت لتنظيم العروض الافتراضية لأجل غير محدد.

وقال تشو نينغ العضو المؤسس لفرقة بانك شهيرة ومالك قاعة "فوكس" لموسيقى الإندي الحية "مستقبلنا لا يزال مجهولاً. لكن الشيء الأهم هو إبقاء المشهد الموسيقي على قيد الحياة".

ورفعت إجراءات الإغلاق في ووهان التي استمرت 11 أسبوعا، في أبريل (نيسان) بشكل كامل مع تراجع الإصابات الجديدة ما أعاد الحياة إلى المدينة، لكن العروض الحية ما زالت محظورة.

وأوضح تشو (48 عاماً) من داخل ناديه الخالي بعد ساعات من منعه من قبل الشرطة إقامة حفلة "مع غياب العروض يغيب الزبائن ما يعني عدم وجود إيرادات".

وكان "فوكس" يخطط لبث عرض مباشر لفرقة الروك "كوين سي بيغ شارك" ومقرها في بكين، وتابع تشو "كنا مستعدين واضطررنا للتوقف فجأة. ما الخطب؟".

تقع ووهان في وسط الصين وهي ملتقى طرق قديمة وساحة لانتفاضة في العام 1911 أدت إلى انهيار الحكم الإمبراطوري الذي استمر لآلاف السنين، كما أنها موطن للعديد من الجامعات والطلاب والشركات المتعددة الجنسيات، وهي معروفة بانفتاحها على الأفكار الجديدة.

تشو هو عازف درامز سابق في فرقة "إس إم زي بي" الموسيقية في ووهان والتي ظهرت في أواخر التسعينات إلى جانب العديد من الفرق المحلية الأخرى، ما أكسب ووهان سمعة كأحد معاقل ثقافة البانك في الصين، إلى جانب بكين.

ويعرف وو وي قائد هذه الفرقة وعازف الغيتار المولود في ووهان، بأنه عرّاب البانك الصيني ويكتب كلمات استفزازية تنتقد السلطات أحياناً.

كذلك أسس "ووهان بريزن" وهي قاعة أخرى قبل عقد، وقالت إنغمار ليو المغنية البالغة من العمر 21 عاماً في فرقة محلية وموظفة في "ووهان بريزن"، "هذا مكان يجتمع فيه الكثير من الأشخاص ويحررون طاقاتهم".

لكن ليو أوضحت أن المكان يكافح لدفع إيجاره مع عدم مجيء الزبائنن وفي منتصف مايو (أيار)، أحبطت الشرطة محاولة لإعادة افتتاحه بسبب مخاوف مرتبطة بانتقال عدوى وباء كوفيد-19، وأضافت "لقد أثر الوباء على صناعة الحفلات الموسيقية والحفلات الموسيقية بكاملها وليس علينا فقط".

وفرّق فيروس كورونا المستجد أعضاء فرقة "سكاي كينغ جاك" المحلية، ومن بينهم الأجانب، وهم يجتمهون حالياً في مكان خاص لإجراء بعض التدريبات في انتظار أن يعودوا إلى خشبة المسرح.

وقال عازف الغيتار ليو جيا بعد اجتماعه مع أعضاء الفرقة للتدرب في كوخ مستأجر "لا يمكن الفرقة كسب المال والآن نعزف الموسيقى من أجل المتعة فقط".

ويبقى السؤال حول ما إذا كانت الصراحة التي يشتهر بها سكان ووهان ستنعكس في الأغاني المستقبلية التي تتكلم عن الوباء، وختمت إنغمار ليو "كنت غاضبة جداً من تعامل الحكومة مع فيروس كورونا في البداية، لكنني الآن استوعبت الأمر".