الناشط العراقي ضرغام ماجد (أرشيف)
الناشط العراقي ضرغام ماجد (أرشيف)
الأربعاء 3 يونيو 2020 / 17:04

ضرغام والمالكي.. وحكايات الميليشيا الإيرانية

يحكى أن عراقياً في زمن حكومة نوري المالكي وصل إلى مقر رئاسة الحكومة بعد واسطة من أحد الوزراء، وجلس معه ليبلغه عن اعتداء الميليشيات عليه واحتلالها لمنزله، وكان رد المالكي سريعاً حيث اتصل بالميليشيات واختفى الرجل منذ ذلك اليوم ولم يعرف ما حصل معه حتى الآن.

واليوم تتكرر قصص اعتداء الميليشيات العراقية التابعة لإيران على المدنيين وبيوتهم وعائلاتهم، وليس آخرها قصة الناشط ضرغام ماجد، الذي اشتكى ومعه عشرات آخرين من دخول ميليشيات عصائب أهل الحق إلى منازلهم وتخريبها وسرقة أغراض منها في محافظة بابل.

ويقطن الناشط ماجد في منطقة الحمزة الغربي التابعة لبابل، وظهر في مقطع فيديو تحدث فيه عن مداهمة منزله ومنازل متظاهرين آخرين، والاعتداء عليهم بالضرب، وتهديد عائلاتهم لأنهم شاركوا بالتظاهرات التي أسقطت حكومة عادل عبد المهدي.

واشتكى الناشطون من غياب قوى الأمن فجأة، وعدم تدخلها رغم قرب مقراتها، مع أن رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي أعلن أنه لن يسمح بالاعتداء على المحتجين ودعوته لوقف المعتدين عند حدودهم.

هوذه الميليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، "تنبت" مثيلاتها هذه الأيام بسرعة كبيرة، كأنما هي في سباق مع الوقت لوضع نفسها كقوة كبيرة الحجم، تحضيراً لمرحلة مقبلة يطرح فيها وضع السلاح غير الشرعي، وإمكانية إلحاقه بمؤسسات الدولة أو حله، مع ما يتبع أي قرار من تكاليف هائلة يمكن أن تتحول إلى تمويل إضافي يدفع للحرس الثوري عبر الميليشيات.

كما تعلن الميليشيات القديمة والجديدة من وقت لآخر عن عمليات كبيرة ضد القوات الأمريكية في العراق، وتهدد بتصعيد هجماتها، وفيما يبدو أنه حملات دعائية "وهمية" بدعوى الانتقام لمقتل قائد فيلق القدس في الحرس قاسم سليماني ومعه أبو مهدي المهندس، نائب قائد الحشد الشعبي.

وأعلنت مؤخراً عن إسقاط مروحيات أميركية، وزعمت ميليشيات جديدة اسمها "لواء ثائر المهندس" أنها أطلقت صاروخين مضادين للطائرات، وأصابت مروحيتين أمريكيتين من طراز شينوك، ونشرت فيديو لعملية الاستهداف المزعوم على موقع تليغرام.

ويظهر الفيديو مسلحين يحملان أنظمة دفاع جوي محمولة، يطلق أحدهما صاروخاً على السماء، ويبدو أن المصور يتبع الصاروخ في السماء، وبعد ثوانٍ تظهر طائرة هليكوبتر من طراز "شينوك" في المقطع، ولا يظهر الفيديو إصابة المروحية بالصاروخ.

وتبين التزييف عند فحص الفيديو على عدد من العاملين في تصوير الأفلام ومنتجتها، ليؤكد الخبراء أن المقطع مفبرك، وأن لقطات "شينوك" أضيفت لاحقاً إلى لقطات إطلاق الصاروخ المضاد للطائرات، كما تبين عند فحص فيديوهات أخرى لميليشيات أصحاب الكهف وقبضة المهدي وعصبة ثائرون وكتائب ثورة العشرين الثانية المدعومة من طهران.

ويرى المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية في العراق، مايكل نايتس، من معهد واشنطن، أن أنشطة هذه الميليشيات هي حملة وهمية كاذبة، مشيراً إلى أنهم يزيفون حملة مقاومة لأنهم يريدون أن يظهروا أنهم ما زالوا ينتقمون لسليماني والمهندس، فيما هم يقبضون أموالاً من اقتصاد الشعب العراقي مثل باقي الميليشيات.