الخميس 4 يونيو 2020 / 17:22

الزيودي: الإمارات تحقق قفزة نوعية في الاهتمام بالمحميات الطبيعية وتنميتها

أكد وزير التغير المناخي والبيئة الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، أن دولة الإمارات سطرت إنجازات رائدة في العديد من القضايا والملفات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية الهامة والتي كان من أبرزها الاهتمام بالبيئة وتنمية مواردها الطبيعية وتبني استراتيجيات تقوم على خلق مستقبل مستدام للحفاظ على البيئة والتوسع بإنشاء المحميات الطبيعية لتحقيق منهجية الاقتصاد الأخضر، بوصفها أحد أبرز ملامح التنمية المستدامة.

وقال ثاني الزيودي في تصريح بمناسبة يوم البيئة العالمي الذي يصادف 5 يونيو (حزيران) من كل عام، إنه "منذ أكثر من خمسة عقود نجحت الرؤية الثاقبة للوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في غرس مفهوم الاستدامة وثقافة حماية البيئة في نفوس وعقول أبناء الوطن، ووضع مبادرات طموحة لتحويل أجزاء كبيرة من أراضي الدولة إلى مناطق بيئة مستدامة تضم أشكالاً وأنواعاً عدة من الكائنات الحية، لتشكل دولتنا اليوم نموذجاً عالمياً فريداً في حماية البيئة والحفاظ على مواردها الطبيعية".

المحميات الطبيعية
وأضاف أن "الاهتمام بالمحميات الطبيعية في دولة الإمارات يتزايد بشكل مُطرد، حيث ارتفع عدد المحميات الطبيعية المعلنة في الدولة نتيجة للجهود المبذولة في هذا الشأن من 44 محمية في 2019 إلى 49 محمية في 2020، وقد شهد عدد المحميات الطبيعية خلال عام واحد، زيادة 5 محميات في إمارة الشارقة، وزادت إمارة أبوظبي مساحة محمية الدلفاوية الطبيعية بما يقارب 45 كيلومتراً مربعا تزخر بالتنوع البيولوجي".

وأوضح أنه نتيجة لذلك ارتفعت نسبة المساحة الإجمالية للمحميات الطبيعية في الدولة من 14.8% في 2019، إلى 15.5% في2020، إضافة إلى ارتفاع مساحة المحميات البرية من 17.1% إلى 18.4% 2020، فيما وصلت نسبة مساحة المحميات البحرية إلى 12.01%، ما مكن الإمارات من تحقيق قفزة نوعية مهمة على الصعيدين الإقليمي والدولي في الاهتمام بالمحميات الطبيعية وتنميتها.

إنجازات دولية
وقال إنه "بالتزامن مع احتفاء المجتمع الدولي بيوم البيئة العالمي هذا العام تحت شعار (التنوع البيولوجي)، نستذكر تلك الإنجازات الرائدة التي وصلنا إليها على المستوى الدولي في العمل البيئي والمحافظة على المحميات الطبيعة وزيادة مساحاتها، حيث احتلت الإمارات المرتبة الأولى في معيار المحميات الطبيعية البحرية، في مؤشر الاستدامة البيئية، وهو مؤشر عالمي يقيس تقدم الدول في هذا المجال، إضافة إلى النجاحات، التي تحققت في مجال المحافظة على الأنواع المهددة بالإنقراض مثل اليمامة، السلحفاة الأوروبية، والبومة الصغيرة، والنسر ذو الوجه المتدلي، وصقر الغروب، وطير الرفراف المطوق وغيرها، وبرامج إكثار وإعادة تأهيل حيوانات المها والنمر والطهر العربي، وطيور الحبارى، والسلاحف البحرية، وإطلاق الصقور".

وأكد الدكتور الزيودي أن وزارة التغيّر المناخي والبيئة إلى جانب جهود مؤسسات الدولة المختلفة تقوم بدور ريادي في إطلاق مجموعة واسعة من البرامج والمبادرات الخاصة بحماية البيئة والحفاظ على تنوعها البيولوجي، وذلك من خلال سعيها إلى المحافظة على البيئة المستدامة عبر الاهتمام بالمحميات الطبيعية حرصاً منها على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة الأخرى، ومن هذه البرامج، تطوير خارطة الإمارات الذكية لرأس المال الطبيعي، تحديث خارطة المواقع الهامة للطيور في الدولة، تطوير الخطة الوطنية للمحافظة على السلاحف البحرية وأسماك القرش وإطلاق مشروع السياحة البيئية "كنوز الطبيعة في الإمارات".

تنوع الموائل الطبيعية
وقال إن "دولة الإمارات تتمتع اليوم بتنوع فريد في الموائل الطبيعية، حيث تضم أكثر من 50 نوعاً من الموائل، تشمل موائل الشعاب المرجانية، والأعشاب البحرية، وأشجار القرم، والسبخات، والكثبان الرملية، وعليه فقد تم تسجيل أنواعٍ هامة وفريدة من النباتات والحيوانات واللافقاريات البرية والبحرية، وتوثيق أكثر من 3787 نوعاً في الدولة".

وعلى الصعيد العالمي، يأتي صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، كأحد أهم المنظمات المانحة للمساعدات الصغيرة للحفاظ على أنواع الكائنات الحية المهددة بالانقراض في العالم، إذ بادر الصندوق بتقديم أكثر من 20 مليون دولار لتوفير الحماية لنحو 1350 كائناً حياً مهدداً بالانقراض في 160 دولة على مستوى العالم إلى جانب أن الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى لعب دوراً هاماً لضمان مستقبل مستدام لطيور الحبارى من خلال تواصله الدائم مع أكثر من 22 دولة، فالجهود التي يبذلها الصندوق على صعيد التعاون الدولي، تعزز من ثقة الدولة السير في الاتجاه الصحيح نحو مستقبل واعد للحفاظ على الحبارى،مما يزيد التفاؤل في حماية كوكب الأرض بشكل عام.

وأكد أن الجهود التي تبذلها دولة الإمارات على الصعيدين المحلي والعالمي ومساهمتها في استدامة البيئة والمحافظة على تنوعها البيولوجي تأتي إيماناً بأهمية توفير كافة الأسباب لينعم الإنسان بالأمن والأمان وتحقيق المجتمعات المستدامة.

وقال الزيودي إن "الظروف التي يمر بها العالم جراء تفشي فيروس (كوفيد-19) وما أحدثه الوباء من نتائج مؤلمة على الإنسانية تدعو المجتمع الدولي إلى الاهتمام باليوم العالمي للبيئة الذي بات يشكل منصة عالمية كبرى، لتعزيز الوعي البيئي في جميع أنحاء العالم وتقليل مخاطر التغيّر المناخي حفاظاً على الإنسان ومستقبله على هذا الكوكب واستدامته".

وأعرب عن تطلع دولة الإمارات بأن يساهم يوم البيئة العالمي في زيادة وعي كافة شرائح وأفراد المجتمع والقطاعين الحكومي والخاص، حيث أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع بأهمية البيئة واستدامة مواردها الطبيعية، وكذلك تمكين الشباب بشكل خاص وتعزيز دورهم الفاعل في دفع عجلة العمل لضمان استدامة التنوع البيولوجي.