الجمعة 5 يونيو 2020 / 11:09

صحف عربية: في ذكرى المقاطعة..قطر تعزز تبعيتها لتركيا وإيران

24 - بلال أبو كباش

في ذكرى المقاطعة الثالثة تلجأ الدوحة إلى تعزيز تبعيتها لتركيا وإيران خارجة من ثوبها العربي، ومعلنة نفسها سوقاً مفتوحاً لمنتجات البلدين، فضلاً عن وضع أراضيها في خدمة طموحات تركيا العسكرية وطموحات إيران الإرهابية.

وفي صحف عربية صادرة اليوم الجمعة، بدأ اليأس يسيطر على المواطنين القطريين من إمكانية وجود مخرج لأزمة بلادهم مع الدول العربية التي بادرت إلى مقاطعتها بسبب دعمها للإرهاب.

دعم مزمن للإرهاب
تؤكد صحيفة "العرب" اللندنية في تقرير لها، أن مواطني قطر ضاقوا ذرعاً من سياسات بلادهم وتعنتها واستمرارها في دعم الإرهاب وشق الصف العربي الذي يطيل أمد الأزمة ولا يسمح بعودة فتح الحدود وتبادل الزيارات والمصالح وصلات الرحم بين القطريين وأقاربهم في البلدان المجاورة.

وتشير الصحيفة، إلى أن قطر دأبت على تلقف أي تصريح من أي مسؤول أمريكي بشأن "ضرورة حلّ الخلاف الخليجي" للإيهام بأن واشنطن تقف في صفها، وأنها تسعى لرفع المقاطعة عنها، مع أن مختلف التصريحات الأمريكية لم تكن تحتمل "الفرح القطري" كونها تصريحات روتينية معروفة في السياسة الأمريكية.

وتؤكد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المستمرة التي يطالب الدوحة من خلالها بفك ارتباطها بالإرهاب، عدم انحياز واشنطن لرغبات قطر. وتؤكد الصحيفة، أن المطالب الأمريكية لقطر لم يتحقق منها شيء، فهي لا تزال تمول جماعات خارجية مختلفة مثل طالبان والإخوان المسلمين، وهي تستقبل عناصر تلك الجماعات على أراضيها وتفتح لهم أبواب الإعلام القطري.

تنكيل وتعذيب
تؤكد صحيفة "عكاظ"، أن الأزمة القطرية مع دخولها عامها الرابع، اليوم الجمعة، تبدو أكثر تعقيداً وزادها "تنظيم الحمدين" اختناقاً وتأزماً، كما يقول قطريون ساخطون من استمرار مقاطعة الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، فالإمارة الصغيرة دخلت إلى المجهول وأضحت رهينة الحسابات السياسية المرعبة في طهران وأنقرة، فيما اتسعت رقعة انتهاكات النظام القطري بمواطنيه حتى وصلت إلى أبناء الأسرة الحاكمة، وصار الشك بموقف أحد المواطنين كفيلاً ببدء عمليات التنكيل والسجن والتعذيب.

وتشير الصحيفة، إلى أن القطريين يحملون النتائج الوخيمة للمقاطعة العربية على كافة الأصعدة لحمد بن خليفة وحمد بن جاسم؛ رجلي الظل المتحكمين في مطبخ صنع القرار، وإن كان تميم بن حمد أميراً إلا أنه لا يمتلك الكثير من الملفات.

وقالت الصحيفة، إنه "أمام تهديدات النظام القطري بالقمع والتنكيل لمن يتذمر، يبدو أن احتمال القطريين لن يطول، فالتواجد الأجنبي العسكري على بلادهم يمثل عامل استفزاز يومي لهم، كما أن سطوة الجندي التركي في شوارع قطر ما هي إلا تجسيد رمزي لسطوة نظام أردوغان على الحمدين، والأمر يتكرر بين الدوحة وطهران، واليوم يرى القطريون أن بلادهم أضحت على خط نيران المزاج الإيراني والتركي وسياستهما الجالبة للويلات في المنطقة".

ظلم كبير
يقول الكاتب فريد أحمد حسن في مقال له نشر في صحيفة "الوطن" البحرينية، "ليس من المبالغة وصف الشعب القطري الشقيق بأنه مظلوم، فإنصاف هذا الشعب لا يمكن أن يكون بتوفير السلطة الحاكمة في قطر الألبان والأجبان والحليب والمكسرات والبضائع المستوردة من تركيا وإيران له وجعله متمكناً من شرائها في كل حين والقول بأنه يعيش كما ينبغي له أن يعيش. إنصافه ليس بتسليمه بعضاً من ثروته وجعله يعيش مرفهاً. إنصافه يكون بعدم اتخاذ القرارات المصيرية بدلاً عنه وبإشعاره بوجوده واعتباره... واحترامه".

ويضيف الكاتب، أن "الإتيان بعناصر الحرس الثوري الإيراني ونثرهم في قطر ظلم كبير للشعب القطري، والإتيان بعناصر كثيرة من الجيش التركي واعتبارهم حماة الوطن ظلم كبير للشعب القطري، هذا الشعب ليس في حاجة لا إلى هؤلاء ولا إلى أولئك لأنه من الأساس ليست له أي مشكلة مع جيرانه الذين هم أهله وناسه وهم معه على الحلوة والمرة ولأنه قادر على حماية نفسه بنفسه والقيام بهذه المهام كلها".

وصمة عار
يشكل الخامس من يونيو (حزيران) تاريخاً أسوداً لقطر، يعكس مدى ظلمها لشعبها، ويكشف مدى اعتداءها على جيرانها، وتؤكد صحيفة "الوطن"، أنه في ذكرى مقاطعة قطر للإرهاب لا بد أن نستذكر ما "بدأت به قطر من احتلال الزبارة، وتهجير أهلها قسراً، ثم الغزو العسكري واحتلال فشت الديبل الذي مازال قائماً إلى اليوم، وبعدها المطالبة السافرة بجزر حوار أمام محكمة العدل الدولية بأكثر من 80 وثيقة مزورة في خطوة باتت وصمة عار قطرية في تاريخ القضاء الدولي".

وتضيف الصحيفة "لا تتوقف السياسات العدائية القطرية عند هذا الحد، بل تجاوزت المعقول والمنطق والقيم والأخلاق بتدخلاتها في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين بدعم الجماعات الراديكالية سياسياً وإعلامياً وتمويلها لنشر الفوضى والإرهاب في المملكة".

وتابعت "مازلنا نتابع التورط القطري السافر في الدول العربية بتغذية الصراعات السياسية ودعم التطرف والإرهاب في ليبيا وسوريا والعراق وغيرها في إراقة وقحة للدم العربي".