صحف (24)
صحف (24)
السبت 6 يونيو 2020 / 10:06

صحف عربية: الحرس القديم "معسكر التأزيم" في الدوحة

24 - أحمد إسكندر

حالة الارتياح الشكلية التي تعمل قطر على إظهارها في تعاملها مع أزمتها، تخفي حالة من القلق الشديد جرّاء العزلة وطول أمدها وانسداد آفاق الخروج منها، وتغطّي على حالة من عدم الرضا الداخلي على نهج التأزيم وسياسة الهروب إلى الأمام.

وبحسب صحف عربية صادرة، اليوم السبت، ستستمر المقاطعة العربية لقطر طالما بقيت تغرد خارج السرب وتعمل بشكل يؤثر سلباً على الوحدة الخليجية والمصير المشترك لدول مجلس التعاون ولا تراعي تعهداتها والتزاماتها والثوابت الخليجية والعربية.

"معسكر التأزيم"
وأشارت مصادر لصحيفة العرب اللندنية بأن رئيس وزراء قطر الأسبق الشيخ حمد بن جاسم يجد في موضوع مقاطعة أربع دول عربية لبلاده بسبب دعمها للإرهاب والتشدّد وتهديدها لأمن المنطقة، مدخلاً مناسباً، يكاد يكون الوحيد، لتسجيل حضوره في المشهد القطري.

وتابعت المصادر أنّ "بعض الشخصيات القطرية من داخل الأسرة الحاكمة نفسها تنظر إلى تدخّلات الشيخ حمد بن جاسم باعتبارها التعبير المعلن عن إرادة معسكر التأزيم الذي يعمل في الخفاء على إدامة الأزمة مع دول الخليج ومصر، وقطع الطريق أمام أي محاولة لحلّها ما يكلّف البلد المزيد من الغرق في العزلة عن محيطه المباشر والارتهان لقوى خارجية طامعة في الثروة القطرية وتحديداً إيران وتركيا".

وتؤكّد أنّ بعض الدوائر القطرية المبعدة من عملية صنع القرار تعبّر في مجالسها الخاصّة عن حالة من عدم الرضا على ما تصفه بضعف طاقم الحكم الحالي بقيادة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وعدم قدرته على إنجاز أي تعديل في المسار السياسي الذي رسمه والده الأمير الشيخ حمد بن خليفة ورئيس وزرائه آنذاك الشيخ حمد بن جاسم والذي أدخل قطر في متاهة دعم التنظيمات الإرهابية المتشدّدة والانخراط في ضرب استقرار المنطقة وتهديد أمن دولها والتحالف مع دول معادية لبلدان الخليج وطامعة في الثروة القطرية.

تدخلات قطرية
وذكر الكاتب عبد الرحمن الراشد في مقال له بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن الحكومة القطرية سعت بكل الوسائل لإغراء النظام الإيراني بإطلاق سراح سجين أمريكي وآخر إيراني في الولايات المتحدة، وفتح خط بين واشنطن وطهران، بهدف إخراج الأخيرة من أزمتها.

ويرى الراشد أن الدوحة بهذه الأفعال تسعى للتقرب من الإدارة الأمريكية، وإقناعها بالتوسط من جديد، هذه هي المرة الثالثة، لإعادة العلاقات مع السعودية والإمارات ومصر والبحرين. وحقيقة الأمر أن هذه الدول تدرك أن عودة العلاقات مع قطر لن تدوم وستعود الخلافات وبالتالي من الأفضل أن تبقى المقاطعة.

وأشار الكاتب إلى أن الدول الأربع قاطعت قطر رفضاً لممارساتها وليست سياساتها فقط. طوال مدى ربع قرن لم تتوقف قطر عن تمويل المعارضين والمستهدفين للسعودية في الداخل والخارج من حكومات وأفراد، واليوم قطر تسهم في تمويل ضرب الحدود والمدن السعودية بدعمها للجماعات المتمردة في اليمن، ناهيك عن دعمها لجماعات مصنفة "إرهابية" منها جماعة الإخوان التي تتخذ تركيا مقراً لمهاجمة الدول العربية، وهذه الأمور تقود إلى أن نظام القطري "حالة مرضية مزمنة غير قابلة للعلاج"، وبالتالي المقاطعة هي أقل الضرر.

حلفاء المنفعة
وقال الباحث في الشأن الإيراني هشام البقلي لصحيفة الرؤية الإماراتية إن النظام القطري لجأ خلال سنوات المقاطعة إلى توطيد علاقاته مع نظامَي إيران وتركيا اللذين وجدا في أموال الدوحة "طوق نجاة" من أزماتهما الاقتصادية وفرصة لمواصلة مخططات الشر في المنطقة.

وأشار البقلي إلى أن طهران تجيد الاصطياد في "الماء العكر"، واستغلت الفجوة بين السعودية وقطر وطرحت نفسها بديلاً للمملكة، مُشيراً إلى أن النظام القطري ابتلع الطعم ودخل في تحالف معلن مع نظام الملالي.

من جانبه قال المحلل السياسي التركي جودت كامل، إن بلاده ليست في حال أفضل من إيران، مُشيراً إلى أن تهور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتدخله في شؤون الدول العربية عاد بالوبال على الاقتصاد، وتسببت سياساته العدائية لدول المنطقة في تهاوي الليرة التركية أكثر من مرة.

وأضاف أن ما يربط أنقرة بقطر هو في الحقيقة مصالح أحادية الجانب، لأردوغان وحزبه، ومحاولة إنقاذ اقتصاده المنهار، مؤكداً أن الوضع في تركيا على الأرض بالغ التدهور، وأن الحكومة الحالية تعيش آخر فترات حكمها، وأن الشعب سيسقطها في الانتخابات المقبلة.

خسائر الدوحة
وتساءل الكاتب فريد أحمد حسن في مقال له بصحيفة الوطن البحرينية عن خسائر الدوحة من استمرارها في نهجها وتغريدها خارج السرب وعملها بشكل يؤثر سلباً على الوحدة الخليجية والمصير المشترك لدول مجلس التعاون الخليجي.

وأشار الكاتب إلى أن النظام القطري استمر في موقفه السالبه واختار الوقوع في الحضنين الفارسي والتركي معتقداً أن إيران وتركيا قادرتان على حمايته في كل الأحوال، غير عابئة بأن هاتين الدولتين لهما "مآرب خاصة" في المنطقة وفي قطر نفسها.

وأضاف الكاتب "ما قامت به قطر يبدو واضحاً أنها لا تدرك حتى الآن مخاطره وأنها دون القدرة على قراءة الساحة وتطوراتها جيداً، والعناد القطري لن يوصل قطر إلى ما تطمح إليه ولا يؤدي بها إلى أن يكون لها دوراً في المنطقة والعالم كما تأمل وتحلم". وحتى الآن خسرت 3 دول خليجية شقيقة ودولة عربية مهمة ومؤثرة لها وزنها ومكانتها، وخسائر أخرى كثيرة لعل أبرزها فقدانها ثقة دول العالم التي باتت تعتبرها من الدول المؤذية وغير المستقرة والتي لا يمكن الاعتماد عليها.