شعار قناة الجزيرة بالمقلوب (أرشيف)
شعار قناة الجزيرة بالمقلوب (أرشيف)
السبت 6 يونيو 2020 / 13:08

الجزيرة القطرية.. معول الهدم والتخريب

24 - أحمد إسكندر

دأبت قناة "الجزيرة" القطرية على بث الأكاذيب والشائعات وتضليل المشاهد العربي منذ انطلاقتها، والترويج لكل ما يخدم الأجندة القطرية التي تسعى للهدم والتخريب والعبث في المنطقة.

مصداقية ضائعة وفبركة مستمرة لتنفيذ أجندة تخريبية، واليوم ندخل عاماً رابعاً من المقاطعة العربية لقطر بسبب دعم الإرهاب وبث الفوضى ونشر الأخبار الكاذبة لزعزعة أمن دول الجوار وشق الصف العربي وأبرز شروط الدول المقاطعة إغلاق بوق الفتنة قناة الجزيرة.

الأجندة التخريبية
"فرق تسد".. قاعدة قطرية أسسها تنظيم الحمدين عام 1995، بانطلاق بوق الدوحة المسموم الجزيرة، شعارات زائفة أطلقتها المنصة الإعلامية القطرية لتشتيت المواطن العربي والتخطيط للفوضى.

تطبيع مع الاحتلال، وتلميع لإرهاب إيران، ودعم جماعات الظلام، وتلفيق للتهم وتحريف للحقائق خارطة طريق تنفذها القناة بحذافيرها.

وبحسب مراقبين، فإن قطر عملت منذ التسعينيات وعقب انقلاب الشيخ حمد بن خلفية على والده على استغلال الإعلام لغسل عقول الشعوب وابتزاز الأنظمة السياسية وقلب الحقائق.

استمرت سموم الإعلام القطري لمدة سنوات، حتى انكشف وجهه الحقيقي خلال الفوضى التي دبت في العالم العربي وعرفت باسم "الربيع العربي" والسبب الشحن الإعلامي القطري، ظهور قيادات إرهابية بثوب المعارضة على شاشات الجزيرة ومنصاتها.

استهداف الخليج
لم يسلم الخليج العربي من سموم الجارة القطرية، التي تخلت عن عروبتها وعن حسن الجوار، حيث وجه إعلام الدوحة فبركاته وسمومه لجيرانه بهدف التفريق.

وأكد الباحث في العلاقات الدولية محمد حامد، أن الذباب الإلكتروني الذي تجنده الدوحة هدفه النيل من القيادات السياسية لدول المقاطعة وتزوير تصريحات المسؤولين السياسيين.

وأضاف حامد، متحدثاً لمعهد الشرق الأوسط للبحوث الاستراتيجية أن الإعلام القطري يعمل بكل قوة على قلب الحقائق وبث الأكاذيب بعد فشل النظام في الدوحة إلى العودة مرة أخرى للصف الخليجي، وانكشاف وجهه الحقيقي في تخريب الوطن العربي.

الخليج العربي كان له النصيب الأكبر من الفبركة القطرية، حيث تصدرت السعودية قائمة الأخبار التحريضية التي نشرتها وسائل الإعلام القطرية تلتها الإمارات ثم مملكة البحرين والكويت.

حول السعودية نسجت الجزيرة خيوط التحريض والفبركة، حيث تصدر ولي العهد السعودي الهجمات القطرية الإعلامية على القيادة السياسية السعودية، وسوقت أبواق الدوحة الأكاذيب حول موسم الحج، وادعت منع السعودية حجاج قطر من الدخول، حتى وصل حد الفبركة إلى سخرية القطريين أنفسهم من إعلامهم المسيس.

وفيما يتعلق بدولة الإمارات، عملت منصات الدوحة المأجورة على فبركة تصريحات مسيئة لرئيس الوزراء الإثيوبي لتعكير علاقات أديس أبابا وأبوظبي المحمية بتناغم قيادتي البلدين. واستمراراً لمسلسل التزييف نشر الإعلام صوراً ومقطع فيديو لتظاهرات وقعت أمام مقر رئاسة وزراء بريطانيا في لندن للمطالبة باستقالة تيريزا ماي، وادعت أنها من أمام سفارة الإمارات في لندن.

مملكة البحرين عانت كثيراً من إعلام تنظيم الحمدين، وجه الإعلام القطري العديد من برامجه وتقاريره المشبوهة من أجل دعم العناصر التخريبية فيها.

ولم تسلم الكويت من الأكاذيب حيث تم إغلاق مكتب قناة الجزيرة بعد رفض القناة إلغاء استضافة أحد النواب في مجلس الأمة الكويتي على خلفية تغطية أحداث ديوانية الحربش.

خيانة اليمن
لم تخجل الجزيرة من خيانة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بل دأبت على نشر الأكاذيب وفتح منصاتها لميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران.

ولم ينته دعم الإعلام القطري لميليشيا الحوثي عند حد الاستضافة لهم وتشويه التحالف العربي، بل وصل إلى حد فبركة تصريحات المسؤولين الدوليين حول اليمن وغيرها الكثير.

مصر وليبيا
دعم الإعلام القطري التنظيمات الإرهابية التي كانت أشد على الوطن العربي والإسلامي من أي عدو، كالإخوان والقاعدة وداعش وطالبان وحماس والحوثيين وغيرها.

جاءت مصر في المرتبة الرابعة بنسبة 14% من إجمالي الفبركات الإعلامية القطرية، حيث نشرت الجزيرة فيديوهات تزعم فيها بأن جنود الجيش المصري يقومون بتصفية عدد من الشباب المدنيين في شبه جزيرة سيناء.

كما قامت بإنتاج فيلم مغرض حمل عنوان "العساكر" هدفه الأساسي تشويه صورة الجيش المصري من خلال نشر الأكاذيب عن عملية تجنيد الشباب المصري.

وأشار موقع "اليوم السابع" الإخباري إلى ان قناة الجزيرة سعت إلى إثارة الفتن بين المسلمين والأقباط، وهو ما ظهر واضحاً في أعقاب تفجير كنيسة البطرسية بمنطقة العباسية بالقاهرة، وتفجير الكنائس في طنطا والإسكندرية، حيث حاول الإعلام القطري أن يحمل الدولة المصرية مسؤولية هذه العمليات الإجرامية والتورط فيها.

أما ليبيا فحدث ولا حرج، أدوار مشبوهة ودعم متواصل للإرهاب، حيث نشرت الجزيرة العديد من البرامج المشبوهة والتقارير المفبركة التي تناولت الشأن الليبي، كما عملت على تضخيم قوة التنظيمات الإرهابية.
كما أصبحت منبراً لجماعة الإخوان الإرهابية وتنظيم القاعدة ليجدوا الملاذ الآمن، والمنبر المهيّأ، والاستضافة المرحبة بها في برامجها، ليبثوا من خلالها سمومهم، ويحرضوا ضد الدول.

التجارة بالملف الفلسطيني
نضال زائف سرعان ما انكشف للعلن، حيث تعامل إعلام تنظيم الحمدين مع الملف الفلسطيني بشكل شاذ ومريب، وسبق للسلطة الفلسطينية إغلاق مكتب الجزيرة في 2009، بعد أن زعمت أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبومازن تورط في وفاة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

وذكر محللان فلسطينيان لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن قطر وإيران سبب التصعيد في قطاع غزة بالإضافة إلى كون قناة الجزيرة الإعلامية الوحيدة التي روجت للتطبيع مع الاحتلال واستضافة متحدثين وقادة من جيش الاحتلال، وعملت بكل قوة على زيادة انشقاق الصف والوحدة الفلسطينية.

مبدأ التحريف
تحريف الإعلام القطري لم يكتفِ بمحيطه العربي فقط، بل قامت الجزيرة بتحريف تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أعقاب إعلان الرباعي العربي عن قطع العلاقات مع قطر، والذي أكد فيها ترامب أن قطر لها تاريخ طويل في تمويل الإرهاب.

كما قامت بفبركة تصريح على لسان المتحدث باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان روبرت كولفيل وبعد أقل من 24 ساعة من نشر هذه التصريحات أصدرت المفوضية بياناً أعربت فيه عن أسفها لما ورد من أخبار غير دقيقة في قناة الجزيرة.

دور المرتزقة
وأخيراً أصاب الإفلاس مذيعي قناة الجزيرة، فالقناة المشبوهة والفاقدة للمصداقية هجرها غالبية الرأي العام، الأمر الذي دفع مذيعي هذه المحطة إلى التغريد على شكل "نداء استغاثة" في محاولة لاستجداء التعاطف من خلال شبكات التواصل.

وأشار الأكاديمي والإعلامي السعودي فيصل العزام لصحيفة "المدينة" السعودية، بأن قناة الجزيرة القطرية لم تتوقف يوماً عن النيل من أمن واستقرار الدول العربية عبر علاقاتها المشبوهة مع التنظيمات الإرهابية وتجنيد أقلام مأجورة حتى ضد بلادنهم.

واضاف "تعتبر القناة منبراً إعلامياً لترويج الفكر الإرهابي المتطرف والاتصال بزعماء الإرهاب والفكر المتطرف وتبنيها للطرح الهدّام من أئمة وشيوخ الفضائيات الذين انتهجوا الفكر الإخواني، ولا ننسى حملات هذه القناة الترويجية والخفية للجحيم العربي الذى مثل خطوة في تدمير وتفريق الصف العربي".

وتابع الأكاديمي السعودي أن "المتتبع لقناة الجزيرة وتاريخ الكثير من الإرهابيين يبين لنا أن معظمهم كانت بداية ظهوره من هذه القناة المشبوهة"، وكيف "أثارت جدلاً كثيفاً حول الأهداف الحقيقة لإنشاء هذه القناة التي تمردت على القيم والمفاهيم السائدة في المجتمعات الخليجية والعربية، وخلقت هذه القناة فجوة كبيرة بين الشعوب والحكومات".