الأحد 7 يونيو 2020 / 14:43

جلسة حوارية لـ "الألسكو": الإمارات سباقة في تبني استراتيجيات تحفز الصناعات الثقافية والإبداعية

شاركت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة نورة بنت محمد الكعبي في جلسة حوارية "عن بعد" بعنوان "مستقبل المهن الثقافية والإبداعية" نظمتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألسكو".

حضر الجلسة، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور محمد ولد أعمر، ووزير الثقافة الفلسطيني الأسبق رئيس المكتبة الوطنية الفلسطينية الدكتور إيهاب بسيسو، ورئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية الدكتور منصور العور، والفنان القدير لطفي بوشناق، والفنانة هبة القواس، والمنتجة السينمائية ناهد فريد شوقي.

وأشاد المشاركون بالرؤية المستشرفة لمستقبل قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية في دولة الإمارات، التي تعد من الدول السباقة في تبني استراتيجية وسياسة مخصصة للاقتصاد الإبداعي، تسهم في تحفيز نمو هذا القطاع ليصبح رافداً من روافد المنظومة الاقتصادية.

وأكدت نورة الكعبي أن القطاع الثقافي والإبداعي يمر بتحولات كبيرة بفعل التطورات التكنولوجية المتلاحقة، ومن الضروري استكشاف سبل تمكين المؤسسات الثقافية من المشاركة بصورة فعالة في معالجة التحديات العالمية، وتسخير الإبداع والتكنولوجيا لتحقيق التغيير الإيجابي.

وقالت: "أدركت الإمارات أهمية الاقتصاد الإبداعي وتأثيراته الإيجابية على مجمل المنظومة الاقتصادية، حيث استثمرت في تأسيس مجمعات إبداعية، استقطبت آلاف الشركات، ووفرت وظائف لعشرات الآلاف من المبدعين، وصاغت مفهوماً جديداً لريادة الأعمال الإبداعية في المنطقة".

وأضافت: "بدأت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في صياغة استراتيجية موحدة لقطاع الصناعات الثقافية والإبداعية بعد خلوة مستقبل الثقافة في 2018 بناء على توجيهات انائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لشيخ محمد بن راشد آل مكتوم  بإطلاق "مؤشر مساهمة الصناعات الإبداعية" في الناتج الإجمالي المحلي للدولة، لتحديد مدى إسهام قطاع الثقافة بمختلف مساراته وتخصصاته في دعم مسيرة التنمية الاقتصادية، ووجدنا أن هذا القطاع يساهم في الناتج المحلي الإجمالي بشكل فاق مساهمة بعض القطاعات الاقتصادية التقليدية، بما يعني أن هناك إمكانات ضخمة لهذا القطاع في المستقبل ينبغي توظيفها في خدمة التنمية المستدامة وتوفير فرص جديدة للفنانين والمبدعين".

وأكدت أن تنمية وتطوير هذا القطاع تتطلب وجود بيئة تشريعية قوية مدعومة بمحفزات وبرامج حكومية فعالة، من خلال تأسيس حاضنات إبداعية لتطوير الأعمال الصغيرة وإطلاق مشاريع ثقافية واعدة، حيث أسست دولة الإمارات العام الماضي مجلس الصناعات الثقافية والإبداعية، بهدف مناقشة ودراسة أهم الاحتياجات التشريعية وتبادل الخبرات ومشاركة التجارب وأفضل الممارسات.
وتابعت: "تعد المواهب أساس تنمية القطاع الثقافي والإبداعي، وعلينا أن نشجع الموهوب على أن يتبع شغفه، ونساعده على تطويره وصقله، حتى تصبح الموهبة مهنة في المستقبل، نعمل في إدارة اكتشاف المواهب بوزارة اللامستحيل على وضع خارطة طريق متكاملة وسياسات وتشريعات محفزة وفق أحدث الأسس والممارسات لاستكشاف المواهب بدءاً من مرحلة المدرسة وحتى التخرج من الجامعة في المجالات الثقافية والعلمية والتكنولوجية".

ولفتت إلى أن المواهب تلعب دوراً محورياً في دفع عجلة القطاع الإبداعي خصوصا بالقطاعات الناشئة التي باتت حاضنة للمواهب، تكسبهم الثقة بأنفسهم وتمنحهم أدورا وظيفية غير تقليدية تؤثر إيجاباً في مستقبل الدولة، بما يؤهلهم لتصبح الموهبة وظيفة شباب الدولة في اقتصاد المستقبل.

وحول توصيات تطوير مستقبل المهن الثقافية والإبداعية، قالت نورة الكعبي: "تمتلك الدول العربية مبدعين ومواهب محترفة في شتى المجالات، ينبغي إصدار السياسات والتشريعات التي تمكنهم من توظيف مواهبهم وإبداعاتهم، وتحديث منظومة التشريعات القديمة لتتناسب مع روح العصر، وتطوير أسس العمل العربي المشترك في قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، ومن خلال تعاوننا، وتكاتفنا، سنتمكن من تطويره، واستثمار قدراته لصالح شبابنا، كما ينبغي تقديم التسهيلات والبرامج الحكومية للعاملين في المهن الثقافية والإبداعية، وإطلاق المنصات الرقمية التي تساعد المبدعين على تسويق منتجهم الإبداعي إلى الأسواق العالمية".

من جانبه، أكد الفنان لطفي بوشناق أن الدعم الكبير الذي يحظى به القطاع الثقافي من القيادة الرشيدة في دولة الإمارات أسهم في تطوير الحركة الثقافية بشكل كبير، معرباً عن أمله في أن تكون التجربة الإماراتية مثالاً لبقية الدول.

من جهتها، أشادت المنتجة السينمائية ناهد فريد شوقي بالبرنامج الوطني لدعم المبدعين الذي أطلقته وزارة الثقافة وتنمية المعرفة لتقديم الدعم المادي للمبدعين المتأثرين بأزمة "كوفيد - 19"، مشيرة إلى أن الإمارات الدولة الوحيدة في المنطقة التي تطلق مثل هذا البرنامج، بما يعكس أهمية المبدعين والمثقفين والفنانين لديها، ورغبتها في مساعدتهم على تجاوز التحديات الحالية.