الثلاثاء 9 يونيو 2020 / 20:38

دشتي: الوباء مناسبة لتشجيع "المسؤولية الجماعية"

ترى المصوّرة الإيرانية جوهر دشتي في وباء فيروس كورونا المستجدّ الذي اجتاح العالم، مناسبةً لتشجيع فكرة المسؤولية الجماعية "لأن العالم لا ثاني له".



ابتكرت الفنانة البالغة أربعين عاماً والمولعة بالتصوير، مجموعة من الأعمال الفنية تتركز حول العلاقة بين الطبيعة والأشخاص المرغمين على العيش في المنفى وتحمل عناء الحرب والاضطرابات الاجتماعية.

وتقول دشتي في مقابلة مع من كامبريدج قرب بوسطن في الولايات المتحدة، حيث تقطن منذ سنوات، إنه ينبغي أن يجعلنا الوباء ندرك مسؤوليتنا تجاه الآخر، "فنحن جميعاً على السفينة نفسها".

وتضيف "العالم لا ثاني له. إذا قُطعت شجرة في إفريقيا، سيؤثر هذا على حياة شخص في فرنسا"، داعيةً إلى التحلي بالوعي.

وتعتبر أنه "أمر جيد أننا ندرك العلاقة بين العالم والاقتصاد والطبيعة وربما أتاح لنا هذا الوباء إعادة التفكير بكل هذه المسائل".

تستخدم المصوّرة هذه العلاقة بين الطبيعة والإنسانية منذ حوالى 15 عاماً في أعمالها الفنية التي تُعرض في كافة أنحاء العالم، وبينها مجموعات مرموقة تُعرض بشكل دائم.

في صورها وفيديوهاتها، تضع دشتي الأشخاص وسط مشهد طبيعي كبير في لقطة واسعة، لإتاحة رؤية المسائل الاجتماعية وتلك المتعلقة بالهوية بشكل أفضل.

وقد طبع الحرب حياة دشتي نفسها؛ فهي مولودة في خوزستان في جنوب غرب إيران في بداية الحرب بين طهران وبغداد (1980-1988)، التي دمّرت المنطقة وأسفرت عن حوالى 500 ألف قتيل من الجانب الإيراني، وفق المؤرخين.

وتعكس إحدى مجموعاتها بعنوان "حياة وحرب اليوم"، يوميات زوجين وفي الخلفية دبابات وجنود، ويعيد تجسيد عمل فني آخر لها بعنوان "بدون دولة" نفذته بين عامي 2014 و2015، مشاهد مألوفة من أغلفة المجلات، مع لاجئين أو مهاجرين لكن بطريقة مسرحية على خلفية مناظر طبيعية مترامية.

وعلى إثر الوباء، تأمل جوهر دشتي أن يدرك الناس، خصوصاً في الدول الغنية، أن معاناة الآخر في الجانب الآخر من العالم تعنيهم أيضاً، "أن يفهموا أنهم ليسوا منفصلين" عن ذلك.

وتقول "نرى الحرب في الإعلام ونعتقد أن ذلك لا يعنينا وأنها مشكلة أفغانستان أو اليمن فقط. لكن ما يحدث حالياً يُثبت أن ذلك يعنينا جميعاً (...) لا يمكن أن نبقى صامتين".

بحسب دشتي، فإن الإيرانيين "أثبتوا قدراً كبيراً من التضامن" في مواجهة الوباء العالمي، في ظلّ "ظروف صعبة جداً" لأنهم سبق أن "شهدوا أزمات".

وإيران هي الدولة الأكثر تضرراً من الوباء في الشرق الأوسط، بتسجيلها رسمياً أكثر من 167 ألف إصابة وأكثر من 8100 وفاة.

وترى دشتي أن "الظروف التي خلقها الوباء في كافة أنحاء العالم تعلمنا كيفية العيش مع عدم الاستقرار"، وتتابع "الفنانون والمهاجرون بامكانهم إدارة هذه الحالات بشكل أفضل" لأنهم "يعرفون كيفية العيش والعمل مع مستقبل مجهول".

رغم إلغاء وإرجاء بعض معارضها المرتبطة بمشروعها تحت عنوان "أرض/أراضٍ"، تواصل المصوّرة عملها الذي تأثرت وتيرته بسبب الوباء.

في المقابل، تمضي المصوّرة وفق قولها، "وقتاً طويلاً مع ابني البالغ أربع سنوات أعطيه دروساً. أشعر أنني لم أمضِ يوماً هذا القدر من الوقت معه".

وتلفت إلى فرصة أخرى أتاحتها فترة تفشي الوباء وهي وقت الفراغ "للقيام بنزهة في الطبيعة" مؤكدةً عزمها على تعميق الصلة بين الإنسانية وبيئتها.