الباحثان ماركو ويليامز يسار ومايكل دايسون في لقاء بالمعهد القطري الأمريكي (تويتر)
الباحثان ماركو ويليامز يسار ومايكل دايسون في لقاء بالمعهد القطري الأمريكي (تويتر)
الأربعاء 10 يونيو 2020 / 12:32

نيوزويك: هكذا تحاول قطر استمالة صناع القرار في واشنطن...بالرشوة

قال الكاتب دايفيد رابوي في تقرير بمجلة "نيوزويك" إن الإمارة الخليجية الصغيرة أطلقت في السنوات الماضية معركة واسعة ومكلفة جديدة للتغلغل في المشهد السياسي الأمريكي.

وأضاف الكاتب، رغم أنها الراعي الرسمي لتنظيم الإخوان المسلمين المتطرف، إلا أن امتلاكها لثروات النفط والغاز الطبيعي سمح لها باكتساب أصدقاء في أماكن مفاجئة.

ويؤكد التقرير أن استخدام حكام قطر لقناة "الجزيرة" لإشعال الاحتجاجات وتهديد الاستقرار في المنطقة العربية، دعا دول الجوار إلى قطع العلاقات مع قطر، ولكن السلطات القطرية، تُصر على أن الأزمة ستحل إذا نجحت في الضغط على صناع القرار في الولايات المتحدة عبر مجموعات المناصرة ووسائل الإعلام ومراكز الدراسات لتبني مواقفها، بدل الحوار مباشرة مع الدول المقاطعة لها.

ويذكر التقرير أن أحد تلك المراكز المستحدثة، "المعهد القطري الأمريكي" في تكساس، المسجل مجموعة ضغط نيابة عن إمارة قطر، حصل على 5.2 ملايين دولار من السفارة القطرية في الولايات المتحدة في 2019 وحدها.

ويتابع التقرير أن محاولة تتبع أثر تلك الأموال وإنفاقها يعد أمراً لافتاً جداً، إذ تكشف كيف تنفق قطر أموالها شمالاً ويميناً، لتغطية قواعدها بمجموعة واسعة من المؤثرين في الولايات المتحدة، خاصةً من الداعمين والمعارضين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وحسب تقرير سابق لصحيفة "وال ستريت جورنال"، أنفق شخصان مسجلان على فواتير السفارة القطرية في الولايات المتحدة، نيك موزين وجوي ألاهام، 250 شخصية أساسية مؤثرة في دائرة ترامب، وأغدقوا عليها المال، إلى جانب السفرات السياحية إلى قطر والعديد من المكافآت الأخرى، بحثاً عن التأثير على سياسة البيت الأبيض في منطقة الخليج.

ويكشف التقرير أن قطر دفعت بين أكتوبر (تشرين الأول) 2017 وأكتوبر (تشرين الأول) 2019، 180 ألف دولار، لشركة "كومن سانس ميديا هولدينغ" التي تنتج برنامجاً إذاعياً لأحد مناصري سياسات ترامب، جون فريدريكس، الذي سبق له أن أدار حملة ترامب الانتخابية بولاية فرجينيا في 2016، والذي يعمل حالياً في المجلس الاستشاري لحملة إعادة انتخاب ترامب في العام الجاري.

وحسب وثائق "المعهد القطري الأمريكي"، فإن الدوحة تطلب من فريدريكس في المقابل تأمين تعرفها إلى أشخاص رئيسيين، وتأمين ظهور منتظم لكبار المسؤولين القطريين وقادة الأعمال والخبراء، وبث حلقات مباشرة كل شهر من داخل المعهد للترويج لقطر، والدعاية لها عبر الاهتمام بتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022 مثلاً، أو استضافة محادثات منتظمة مع مسؤولين قطريين داخل الولايات المتحدة وخارجها، وغير ذلك من البرامج.

وسبق لموقع "دايلي بيست" الإلكتروني أن أشار في مارس (آذار) إلى أن فريدريكس بات يبث برنامجه من الدوحة، ويجري مقابلات مع كبار المسؤولين الحكوميين القطريين حول الأزمة القطرية، وقطع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر العلاقات مع الدوحة.  

وفي إطار آخر، يكشف تقرير "نيوزويك" سعي قطر إلى اختراق صفوف المعارضين لترامب أيضاً، بالتقرب مثلاً من حملة "أبداً ترامب" المناهضة لسياسات البيت الأبيض.

وحسب وثائق المعهد عينه، يقول الكاتب، دفعت الدوحة أكثر من 219 ألف دولار لمركز أبحاث يديره أحد الجمهوريين، طمعاً في ترتيب لقاءات مع أعضاء المعهد حتى أواخر 2019، والتكفل بإجازات مدفوعة للمشاركة في منتدى الدوحة، وفي هذا الإطار لفت أحد الأعضاء البارزين في حملة "أبداً ترامب"، المستشار السابق في الحزب الجمهوري ريك ويلسون، الأنظار بعد سفره إلى الدوحة والمشاركة في العديد من اللقاءات لتمجيد السياسات القطرية خاصةً عبر منصات التواصل الأمريكية.

ويصف التقرير دفع تكاليف سفر السياسيين والمؤثرين إلى قطر، بمثال واضح على الرشوة، لكسب التأييد والولاء، ويؤكد التقرير أن فريدريكس لا يزال يهاجم باستمرار من يسميهم أعداء قطر، لهذا السبب.

ويختم التقرير قائلاً: "يبدو أن الإمارة المتشددة والداعمة للتنظيمات الإرهابية مثل الإخوان المسلمين، بإمكانها الاعتماد عليه في أي وقت".