الأحد 14 يونيو 2020 / 15:46

فنانون إماراتيون يناقشون تطور المنظومة الثقافية الإماراتية

استضافت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، أحدث جلسات "حوارات الثقافة للجميع" الافتراضية، وتحدث فيها نخبة من مواهب المجتمع الفني عن واقع المشهد الثقافي في الدولة.

وأقيمت الجلسة تحت عنوان "المجتمع الفني: نظرة مستقبلية"، ترأسها رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، محمد خليفة المبارك، بمشاركة مجموعة من الفنانين المتميزين الذين كان لهم دور جوهري في رسم ملامح المشهد الفني الإماراتي بمن فيهم عفراء الظاهري، ونجوم الغانم، وفرح القاسمي، وشيخة المزروع، ومحمد كاظم، وطارق الغصين، ورامين حائري زاده، وركني حائري زاده، وحسام رحمانيان، حسب بيان للدائرة.

وتم بث الجلسة مباشرةً عبر قناة دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي على الـ"يوتيوب"، واستهلها محمد المبارك بتحديد الغرض منها والحالة الراهنة للمنظومة الثقافية. 

وأوضح محمد المبارك أن دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي تسعى إلى "تأسيس منظومة فنية تلبي تطلعات الفنانين لمشاركة أعمالهم الفنية مع المجتمع. ونشعر تحديداً هنا في أبوظبي أن الفنّ ينبغي أن يكون جزءاً من هويتنا الثقافية - جزءاً من كياننا لأنه برأيي ما يميّزنا كبشر؛ فالفنّ يخلق تواصلاً عابراً للغات، وهنا تكمن جماليته". 

وبالإضافة إلى إنشاء متاحف رفيعة المستوى مثل "اللوفر أبوظبي" و"جوجنهايم أبوظبي" و"متحف زايد الوطني"، أوضح المبارك أن الاستراتيجية الثقافية لدائرة الثقافة والسياحة تشمل أيضاً توفير الاستوديوهات ومساحات العرض للفنانين من جميع أنحاء العالم، فضلاً عن فرص الإقامة والمنح وغيرها من وسائل الدعم الأخرى. 

وأوضحت المصورة الفوتوغرافية المقيمة حالياً في مدينة نيويورك، فرح القاسمي، أن بناء القاعدة الشعبية للثقافة بصورة تدريجية يعدّ أمراً ضرورياً لازدهار المشهد الفنّي الإماراتي ..وقالت إن دعم الفنانين في دولة الإمارات يأتي عموماً من الهيئات والمؤسسات المعنية، بيد أنه يكتسب في أماكن أخرى سمةً أكثر شعبية مع التفاف الفنانين حول بعضهم البعض. 

من جانبه، قال الفنان المفاهيمي الإماراتي محمد كاظم، إن الحكومة الإماراتية دأبت على دعم الفنانين منذ سبعينيات القرن الماضي، والفرق اليوم أن هناك المزيد من المؤسسات الثقافية والفرص التي يمكن للفنانين الاستفادة منها، وهذا أمر بالغ الأهمية للفنانين الشباب تحديداً. 

وقالت المخرجة والشاعرة الإماراتية نجوم الغانم، إن التحدي الأبرز الذي يواجه الفنانين عموماً هو ضعف تقدير الفنون على نطاق المجتمع.
وأضافت: "لا يزال الناس يعتقدون أنّ هناك مسافة تفصلهم عن الفن، ويعتبرونه شيئاً غريباً بالنسبة لهم، ولهذا نحتاج اليوم إلى مشروع وطني يوحّد الجميع، ويضفي الحبّ على الفن، ويربط ثقافتنا بالناس، ويجعل الفن جزءاً من حياتهم اليومية". 

وتمحورت إحدى نقاشات الجلسة حول مدى تأثير جائحة "كوفيد-19" على المجتمع الفني. وأشارت الفنانة والأستاذة المساعدة في جامعة زايد، عفراء الظاهري، أن فترة التعقيم الوطني أتاحت لها قضاء مزيد من الوقت في الاستديو الخاص بها، وقالت بهذا الخصوص: "يتعين على الفنانين اغتنام هذه الفترة المهمة للتوقف والتأمل قليلاً ..بات لدينا متّسع من الوقت للوقوف على الماضي ومراجعة ممارساتنا الفنية وقد بدأنا نقضي وقتاً أكبر في البحث والقراءة والتفكير، ولهذا سيكون لدينا فيض من المادة الفنية التي سنعمل عليها حالما تنتهي هذه الأوضاع". 

وأشار طارق الغصين، وهو فنان تشكيلي وأستاذ في جامعة نيويورك أبوظبي، الى أن عالم الفن اتجه أكثر نحو المعارض الافتراضية بسبب الجائحة،  وقال: "ولكننا نفتقد في هذه المعارض إلى الحوار المباشر نتيجة المسافة التي تمليها علينا شبكة الإنترنت". 

وركزت أحد مواضيع النقاش الأخرى على تدريس الفن للنشء في دولة الإمارات، وتحدثت شيخة المزروع، وهي فنانة ومحاضرة في جامعة الشارقة، عن دورها في تشجيع الطلاب على تطوير شغفهم الفني. 

وقال طارق الغصين إن مسؤولياته كمعلّم تملي عليه إدارة تطلعات طلابه، حيث أبدى العديد منهم رغبتهم في عرض الأعمال الفنية بمتحف "جوجنهايم" أو المتاحف الأخرى؛ ولكنّه يحاول إقناعهم أنّ عمل الفنان لا يقتصر على عرض أعماله في المتاحف بقدر ما هو رسالة وشغف في آن معاً. 

ومن المواضيع التي تمت مناقشتها كذلك خلال الجلسة دور المؤسسات في تطوير الفنون، وكيف يمكن للفنانين أنفسهم الاستفادة من البنية التحتية الثقافية في دولة الإمارات، وواجبهم الوطني كفنانين في دعم القضايا الاجتماعية. 

في القسم الأخير من الحوار، سأل محمد خليفة المبارك المشاركين كلا على حدة عن أمنياتهم لتطوير المشهد الفني الإماراتي، ومن بين الأفكار المطروحة تحويل المباني المهجورة إلى استديوهات فنية، وإعطاء الفن التركيز الكافي في المدارس مثل بقية المواد الأخرى، وضم الفنانين إلى عضوية المجالس الاستشارية للمؤسسات، وإنشاء مشروع عالمي تقوده أبوظبي لجمع البشرية تحت مظلة الفنون. 

يشار أنه من المقرر عقد المزيد من جلسات "حوارات الثقافة للجميع" خلال الأشهر المقبلة، وتتناول العديد من المواضيع المتعلقة بالثقافة والقطاع الإبداعي عموماً. وسيتم الإعلان قريباً عن مواعيد وتفاصيل هذه الجلسات.