زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله (أرشيف)
زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله (أرشيف)
الإثنين 22 يونيو 2020 / 12:45

حزب الله يعود للاغتيالات انتقاماً من اللبنانيين بعد العقوبات

منذ خمسة عشر عاماً فجرت عناصر من ميليشيات حزب الله عبوة ناسفة في بيروت قتلت جورج حاوي، القريب من قوى 14 آذار، والسياسي المعروف بتاريخه العروبي وأحد المناضلين ضد الاحتلال الإسرائيلي وضد منظومة الفساد في لبنان.

ولكن قبل وبعد اغتيال حاوي، نفّذ جهاز الاغتيالات في حزب الله سلسلة تفجيرات طالت صحافيين وسياسيين أبرزهم رئيس الحكومة رفيق الحريري ومسؤولين أمنيين، ما أجبر حكومة رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة في 2006 على طلب إنشاء محكمة دولية خاصة لكشف الفاعلين ومعاقبتهم.

وأثبت القرار الظني في المحكمة الدولية والمحاكمات، أن خمسة على الأقل من القياديين في حزب الله يديرون فرقة الاغتيالات اللبنانية، تورطت في محاولة اغتيال الوزير السابق مروان حمادة في نهاية 2004، وصولاً إلى اغتيال الحريري بطنين من المتفجرات.

وكما يبدو، فإن المحاكمات أظهرت صحة القرار الظني للمدعي العام في المحكمة، وقبله التحقيقات الدولية، وقبلها التحقيقات التي قادها أحد الضباط في فرع المعلومات بقوى الأمن الداخلي اللبناني، وسام عيد، الذي اغتاله حزب الله بدوره بعبوة ناسفة في بيروت، بعد كشفه شبكة المشاركين في التفجيرات بأسمائهم الحقيقية بفضل برنامج بسيط تتبع به الأرقام الهاتفية للعناصر الميدانية.

وكان اغتيال الحريري أبرز الهجمات، بسبب دور رئيس سابق للحكومة وموقعه السياسي العربي والدولي، ولكنها أتت بعد اتهام حزب الله وحلفائه، للحريري بالعمل مع الأمم المتحدة لإصدار قرار في الأمم المتحدة لتسليم سلاح الميليشيات وانسحاب القوات الأجنبية، والذي عرف لاحقاً باسم القرار الأممي رقم 1559.

يومها رد حزب الله بسلسلة اغتيالات استمرتتسعة أعوام، كان آخرها اغتيال الوزير السابق محمد شطح، ليفرض حكومة "شراكة" مع قوى 14 آذار، له فيها مع التيار الوطني الحر الأكثرية، وتكون غطاء لتحركاته ضد الدول العربية من اليمن، إلى العراق، وسوريا.

واليوم يهدد حزب الله على لسان زعيمه حسن نصر الله بالاغتيالات مجدداً، ففي تصريحه الأخير، قال إن المسؤولين عن العقوبات التي تلاحق حزبه سيدفعون ثمنها بقتلهم، ليقفز السؤال من يريد أن يقتل حزب الله، اليوم؟، فهو يدرك أنه لن يستطيع ملاحقة المسؤولين الأمريكيين في البيت الأبيض، ولا أي مسؤول في دولة أخرى تساهم في العقوبات، ولا يستطيع مهاجمة إسرائيل وإشعال الحرب ضدها. 

وعلى هذا الأساس تبدو اغتيالات الحزب واضحة الأهداف هذه المرة أيضاً، إذ ستعود إلى الداخل اللبناني، ما يعيد إلى الذاكرة الاغتيالات السابقة، ولكن هذه المرة سيقف اللبنانيون وحدهم في مواجهة تهديدات نصرالله، الذي يستطيع اغتيال من يشاء منهم وزرع الرعب في قلوبهم، ويمنع الاحتجاجات ضد الغلاء والهدر والفساد، على يد مجموعات من عناصره، يهددون ويضربون، فهذا هو دور حزب الله في لبنان.

ودور الحزب، مساعدة طهران على الاحتفاظ بالملف اللبناني للتفاوض به مع المجتمع الدولي لوقف العقوبات عنها، والإبقاء على تدخلاتها في دول المنطقة.

ويجد اللبنانيون اليوم أنفسهم على خط المواجهة الأول، يتحملون أذية الميليشيات ووضع أيديها على حياتهم وأرزاقهم، ويعلمون أن الثمن الذي يدفعونه غالٍ جداً، ولكنهم يأملون نهاية القاتل قريباً.