محمد باقر قاليباف (أرشيف / غيتي)
محمد باقر قاليباف (أرشيف / غيتي)
الإثنين 29 يونيو 2020 / 11:33

تقرير: قاليباف رمز الفساد لإطالة عمر النظام الإيراني

فور تسمية محمد باقر قاليباف لتسلم سدة البرلمان في طهران، لم يستطع الشعب الإيراني استذكار سوى المسيرة الحافلة له بالفضائح المتعلقة بملفات الفساد.

وأشارت مجلة "فورن بوليسي" الأمريكية في تقرير لها إلى أن قاليباف (58 عاماً) والطيار المدرب من محافظة خرسان، لديه سجل حافل في استغلال منصبه لتحقيق منافع شخصية غير مشروعة.

وأوضح التقرير أن عمله عمدة لطهران، وقائداً للشرطة الإيرانية، ورئيساً للجنة مكافحة التهريب شهدت بعضاً من أبرز عمليات الفساد الكبرى والاختلاس في تاريخ البلاد.

وعلى سبيل المثال، عندما كان عمدة لطهران، منح أشخاصاً مقربين منه عقارات ومباني بقيمة أكثر من 500 مليون دولار شمالي البلاد بأسعار منخفضة، وعلى الرغم من طرح طلب تحقيق في البرلمان، إلا أن التحقيق تم اسقاطه بمعيّة 132 نائباً تحت ضغط سياسي شديد.

ورأى التقرير أن صعوده إلى سلم المجلس التشريعي للبلاد، إلى جانب سجله البارز في شبهات الفساد، يشكل تهديداً على شرعية الحكومة والنظام الإيراني، وعليه يتطلب نوعاً ما من التفسير. إلا أن الأمر قد يكون مفهوماً عن يدرك المرء أن فساد قاليباف المحسوب سياسياً والذي يخدم الدولة في نهاية الأمر لم يكن عائقاً أمام ترقيته السريعة، بل هو جزء من السبب الحقيقي ورائها.

وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم فساده المعروف إلا أنه أيضاً معروف بولائه الذي لا شكك فيه للحرس الثوري الإيراني، مثل كثير من أصحاب السلطة الإيرانيين البارزين اليوم.

واعتبرت أن قاليباف حصل على مؤهلاته السياسية المبكرة في الحرب العراقية الإيرانية بالثمانينيات عندما خدم بصفته قائداً لقوات الإمام رضا وقوات النصر.

وبعد الحرب، وبدعم من المرشد الإيراني علي خامنئي، عين نائباً لقائد قوات الباسيج قبل رئاسته لمقر خاتم الأنبياء عام 1994 وقائد القوات الجوية بالحرس الثوري الإيراني عام 1997.

وحصل قاليباف الآن على تأييد القيادة الإيرانية التي رأت أنه مؤهل للعب دور محوري في دعم توجهات النظام السياسي الذي يسيطر عليه المتشددون وأصحاب الولاء.

ويفيد التقرير أن الامتحان الأبرز لقاليباف سيكون خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة في البلاد عام 2021، عندما سيتوقع منه تسهيل انتخاب شخصيات من عقلية وتفكير مشابهين .

وفي كلمته الأولى أمام البرلمان الإيراني، وجّه قاليباف اتهامات لإدارة الرئيس المعتدل حسن روحاني، منافسه في الانتخابات الرئاسية الماضية عام 2017، بالفوضى وعدم الكفاءة الإدارية. ذهب حسين الله كرم، أحد أبرز المتشددين إلى ما هو أبعد من ذلك، وطالب خلال مقابلة يوم 7 حزيران (يونيو) الجاري بتشجيع الجهود الهادفة إلى منع أي شخص ينتمي إلى المعسكر الإصلاحي من الترشح في الانتخابات الرئاسية.

واعتبر التقرير أن صعود قاليباف يمثل جزءاً من الإستراتيجية الأكبر للإبقاء على النظام الحاكم في إيران لأطول فترة ممكنة، خاصة في ظل التهديدات الوجودية التي تواجه النظام الإيراني؛ نتيجة عدم وضوح منهجية الحكم من جهة، ومن ناحية أخرى التهديدات الخارجية التي وصلت إلى مرحلة شديدة الخطورة، لم تشهدها الجمهورية الإسلامية منذ عام 1979.