العلمان الصيني والأمريكي (أرشيف)
العلمان الصيني والأمريكي (أرشيف)
الإثنين 29 يونيو 2020 / 19:16

كورونا يثير النزاعات التجارية العالمية من جديد

في بداية العام تراجع التوتر بين الولايات المتحدة والصين، بعد اتفاق التجارة للمرحلة الأولى في الوقت الذي اتفقت فيه واشنطن، وبروكسل، وطوكيو على قواعد تجارية عالمية جديدة لتقليص الدعم.

وكان هناك هدوء نسبي قبل تفشي فيروس كورونا الجديد، وأفادت مجموعة المراقبة السويسرية "غلوبال تريد أليرت" بأن البلدان في جميع أنحاء العالم فرضت 222 قيداً على المستلزمات الطبية، والأدوية وفي بعض الحالات على الغذاء. أما المنتجات الطبية، فتجاوزت القيود عليها، المستوى المعتاد بما يزيد على 20 مثلاً.

وتُرفع تلك القيود الآن، لكن الوباء عزز الحجج الحمائية بتسليط الضوء على الكيفية التي يمكن بها لسلاسل التوريد العالمية أن تحرم الناس من الحماية الطبية الأساسية، وتعطيل الإمدادات الغذائية، فضلاً عن تهديد الوظائف.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يريد قطع العلاقات مع الصين، في حين يخطط الاتحاد الأوروبي لوضع حواجز أمام الاستثمار المدعوم من الحكومة من الصين وأماكن أخرى، وتطالب الصين بإعلان واردات المواد الغذائية خالية من الفيروسات.

وقالت مفوضة الاتحاد الأوروبي السابقة لشؤون التجارة سيسيليا مالمستروم، إن هناك اتجاهاً "مقلقاً" نحو الحمائية في العالم، وعودة ظهور صراعات تجارية، أوقفتها الأزمة الصحية لفترة وجيزة.

وأضافت في ندوة يوم الأربعاء "على صعيد التجارة يجب أن نقلق".

وقالت منظمة التجارة العالمية يوم الثلاثاء، إن من المتوقع أن تسجل التجارة العالمية في السلع تراجعاً قياسياً هذا العام، وأن القيود الأوسع قد تحول دون التعافي في 2021.

وفي الأسبوعين الماضيين، انسحبت الولايات المتحدة من مفاوضات مع الدول الأوروبية على ضريبة على الشركات الرقمية‭‭، ‬‬وتعهدت "بإعادة ضبط واسعة" لمجموعة الرسوم الجمركية المتفق عليها مع شركائها في منظمة التجارة العالمية.

كما هددت الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية على مجموعة جديدة من المنتجات الأوروبية، بينها الزيتون الطازج، ومنتجات المخابز، ومشروبات كحولية، لمواصلة الضغط في نزاع قائم منذ 16 عاماً على دعم صناعة الطائرات.

الخطاب السائد مقابل الواقع
يسبق الخطاب السياسي الواقع إلى حد ما. إذ نما حجم تجارة الصين مع الولايات المتحدة في أبريل (نيسان) الماضي، بعد تقلصه بسبب تفشي كورونا، وقال مسؤولون أمريكيون إن الصين ملتزمة بشراء المزيد من السلع الأمريكية، بما يتماشى مع اتفاق المرحلة الأولى.

واجتمع زعماء صينيون مع قادة في الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين الماضي عبر الإنترنت، رغم أن بروكسل طلبت من الصين الوفاء بوعدها والسماح بدرجة أكبر للشركات الأوروبية بدخول السوق الصيني وانتقدت إجراءاتها فيما يتعلق بفيروس كورونا، وهونغ كونغ.

وعرضت الصين تعاوناً أعمق حول كورونا، وحثت الاتحاد الأوروبي على تخفيف ضوابط التصدير.

وقالت بكين يوم الأربعاء إنها ستفتح سبعة قطاعات أخرى أمام المستثمرين الأجانب.

وتواصل بكين وبروكسل الاتصالات مع واشنطن، وتحقق بعض التقدم في محادثات محدودة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حول معايير الغذاء، والتعاون التكنولوجي.

ويقول مسؤولون إن كبار مسؤولي التجارة بالاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، يعقدون محادثات كل ثلاثة أسابيع.

كما التقى كبير الدبلوماسيين الصينيين يانغ جي تشي، مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في هاواي يوم الأربعاء، ومع ذلك، كرر ترامب تهديده بقطع العلاقات مع بكين في اليوم التالي.

بايدن
قال روهينتون ميدورا رئيس مركز الفكر والابتكار في الحوكمة، في كندا، إن التجارة تمثل ركيزة للتعاون والثقة اللازمين لمساعدة الاقتصادات على التعافي، خاصةً في الدول الأصغر.

وتتأهب الصين وأوروبا لعلاقات متوترة في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لكن يحدوهما بعض الأمل في فوز منافس ترامب الديمقراطي جو بايدن.

وقال تشو فنغ عميد معهد الدراسات الدولية في جامعة فودان بشنغهاى: "بايدن رئيساً هو الفرصة الوحيدة لاستعادة العلاقات الصينية الأمريكية العقلانية".

لكنه لم يتوقع أن تتغير العلاقات بشكل كبير في الأجل القصير.

وقال راينهارد بويتيكوفر، وهو خبير تجاري للخضر في البرلمان الأوروبي، إنه لا يتصور إذا فاز بايدن، أن تكون هناك عودة إلى "السنوات الذهبية" لإدارتي الرئيسين الأمريكيين السابقين بل كلينتون وباراك أوباما.

وأضاف قائلاً: "لا أتوقع أن يكون بايدن ليناً معأوروبا، تغير المزاج إلى درجة كبيرة، ليس فقط في واشنطن بل أيضاً في باقي الولايات الأمريكية".

وأظهرت أرقام أمريكية عجزاً تجارياً مع الاتحاد الأوروبي في السلع والخدمات بـ 109 مليارات دولار في 2018.