الإثنين 29 يونيو 2020 / 19:03

"مختارات من قصص الاسكوتلندي ستيفنسن" في طبعة جديدة

صدر حديثاً عن دار "بيت الياسمين للنشر والتوزيع"، طبعة جديدة من كتاب "مختارات من قصص ستيفنسن" للروائي والشاعر الاسكوتلندي روبرت لويس ستيفنسن، الذي وُلد في العاصمة إدنبرة في نوفمبر (تشرين الثاني) 1850، وركز معظم كتاباته على أدب الرحلات، وجاءت إبداعاته متنوعة بين الرواية والقصة القصيرة والمقال.

وقصص المختارات هذه بحسب الدار، ترجمها محمود مسعود، وقام بمراجعتها الناقد الراحل الدكتور عبد القادر القط، رئيس تحرير مجلة "إبداع" المصرية الأسبق، وتضمنت عدداً من أبرز قصص ستيفنسن، وهي "الفيلا بين الرمال"، "مأوى ليلة"، و"ماركهايم"، و"عفريت الزجاجة"، و"باب السيد دي مليتروا"، فضلاً عن "نادي الانتحار"، والتي تدور حول قصة شخص جعل من بيته نادياً يجمع اليائسين من الحياة، الراغبين في الموت، يحكيها ستيفنسن من خلال ثلاثة محاور، كل منها يأخذ القارئ في اتجاه ينتهي بقتل رئيس النادي على يد الأمير "فلوريزل" عقاباً له على تسببه في مقتل أكثر من شخص بريء من أعضاء ناديه الغريب. 

أما قصة "الفيلا بين الرمال"، فقد تميزت بكونها واحدة من أطول قصص المجموعة، ودارت حول مغامرة عاطفية صاحبها الكثير من الأسرار والتشويق، وتحكي قصة "مأوى ليلة" بعضاً من مغامرات الشاعر الفرنسي القاتل والمتشرد فرنسوا فيون.

وتعالج قصة "ماركهايم" قضية الخير والشر، فهي تتحدث عن قاتل يلتقي بعد أن يرتكب جريمته بطيف شخص يشبهه، يتمثل أمامه، ويدور بينهما حوار يقوده في النهاية إلى الاعتراف بما ارتكب. 

وفي القصة يبدو الطيف، كأنه صوت "ماركهايم" الخيِّر الذي يرفض شر صاحبه، أما قصة "عفريت الزجاجة" 1891، فقد استعار ستيفنسن فكرتها الرئيسية من ألف ليلة وليلة، وهي تشبه إلى حد كبير قصة علاء الدين والمصباح السحري. وتتميز قصة "باب السيد دي ماليتروا" بكونها عاطفية مؤثرة لا يملك القارئ إلا أن يتعاطف مع أبطالها ويتتبع مصائرهم، ليرى كيف تكون النهاية، بعد أن تدفع بهم الأقدار إلى مآزق لم تكن في حسبانهم.

ولُد روبرت لويس ستيفنسن في اسكوتلندا في 1850، وفي جامعة أدنبرة درس الهندسة، وهي مهنة أبيه، لكنه لم يكن مهتماً بالموضوع. وفي 1871، غيّر دراسته إلى القانون، رغم أنه كان يريد أن يصبح كاتباً. 

وقد عانى من مرض السل الذي أثر على حياته، وعاش بعد انتهاء دراسته الجامعية في حالة سفر ومغامرات دائمة، وزار فرنسا وبلجيكا والولايات المتحدة، ثم وقع في حب امرأة أميركية، وهي فاني أوزبورن، وتزوجها بعد طلاقها من زوجها الأول، ثم عادا معاً إلى اسكوتلندا، ثم توجها إلى سويسرا، ومنها أبحرا إلى جزر المحيط الهادي، وقد كانا يخططان لرحلة قصيرة، لكن ستيفنسن لم يعد أبداً إلى أوروبا، فقد اشترى منزلاً في "ساموا" وعاش هناك مع عائلته حتى وفاته في 1894.

أما عن علاقته بالأدب، فقد قرر ستيفنسن التفرغ للكتابة في 1876، وكان أغلب إبداعاته المبكرة قصصاً قصيرة، وقد بدأت شهرته بعد صدور روايته "جزيرة الكنز"، وهي أول عمل قصصي طويل له، صدرت في عام 1883، ثم كتب رواية "مُختطف" و"دكتور جيكل ومستر هايد" عام 1886.