الأربعاء 1 يوليو 2020 / 19:54

حضور قوي للمرأة العربية في الحركة التشكيلية المحلية والدولية

قالت الفنانة التشكيلية العراقية نهاد الشاوي، إن المرأة العربية لها دور فاعل ومشرف في الحركة التشكيلية، وأنها تسجل حضوراً قوياً في مختلف المحافل الفنية، المحلية والدولية.

وأشارت الشاوي في مقابلة عبر الهاتف، إلى أن المرأة منافس قوى للرجل في شتى مناحى الإبداع والفنون، "وذلك بما تملكه من خيال وتجارب لا تخلو من التفرد والتميز في مجالات الحياة والأمومة والمشاعر والإحساس الذي يختلط بالمجتمع ويتفاعل مع قضاياه".

وقالت: "يكفى أن وجود المرأة في لوحة فنان قد يثير الدهشة لدى المتلقي لما تحمله ملامح وتقاسيم المرأة من مفاتن ومقومات جمال".

وأكدت الشاوي أن الفن لا يعترف بنوع الجنس، وأن تلك "لوحة ذكورية أبدعها رجل"، وتلك لوحة أنثوية أبدعتها امرأة، مشيرة إلى أن الأمر يعود لتأثير الفنان وما يحتفظ به من مخزون في مخيلته، و ما يمتلكه من قدرات فنية.

وأضافت "إذا رسم فنان أو فنانة لوحة لإمرأة، فسوف يكون للمتلقي رأى خاص في اللوحتين، وقد تكون المرأة في اللوحة التي رسمها رجل تملك خطوطاً قوية وألوانا فيها الكثير من المغامرة".

وقالت إن الموضوع من ناحية الرؤية الفنية كان أصعب في مفهوم الفن التشكيلي، مقارنة مع اللوحة التي رسمتها أنامل أنثى، إذ تجد الشفافية في اللون وجمالية الخطوط، ورقة وبساطة الفكرة، وهذا يعود لطبيعتها الأنثوية ، وفي الأخير "الفن واحد لا يتجزأ بين ذكر أو أنثى".

وعن رؤيتها للفن التشكيلي من منظور العالمية، قالت الشاوي: "العرب جزء من العالم، والفن خُلِقَ للشعوب، والحركة التشكيلية في العالم بدأت من المنطقة العربية، والعرب هم أصل الفنون في العالم، إذ خرج الفن من حضارة وادي الرافدين، ومن حضارة وادي النيل، أين انبثقت كل الفنون، واكتسبت خطوطها الأساسية وصورها الأولى في هاتين الحضارتين ببلاد العرب".

وتابعت بالقول إن الحركة التشكيلية العربية المعاصرة في تطور والمدارس الفنية في العالم العربي تتطور باستمرار، وفي المشهد التشكيلي العربي وجوه فنية تسير في خطٍ موازٍ مع الفنانين العالميين.

وأوضحت الشاوي أن الفنون التشكيلية ليست وليدة اللحظة، وأنها فنون ولدت على جدران الكهوف، وعلى أسطح الصخور، قبل آلاف السنين، وأن الإبداع والجمال والحس الفني متجدد،  فـ" الولادة تتبعها ولادة".

ومن المؤكد، حسب الشاوي، أن اختلاف الأفكار والمواضيع المطروحة من جانب كل فنان يأتي "نتيجة التنوع في المدارس الواقعية، والطبيعية والانطباعية والتعبيريةوالتجريدية وغيرها من المدارس الأخرى، التي ينتمي إليها كل فنان، وهذا يعطي انطباعا ثابتاً بأن الفن التشكيلي غير قابل للركود أو الجمود، وبالتالي فإن هذا سيكون له تأثير على الفن في المستقبل،إذ سيكون الفن أكثر تطوراً وإبداعاً".

وشبهت الشاوي الفن التشكيلي بـ "الشجرة المعطاء الشامخة التي لا تشيخ أبداً".

وعن ماضي وحاضر الحركة التشكيلية في العراق، قالت الفنانة نهاد الشاوي، إن العراق شهد ظهور فنانين عظاماً في القرن العشرين، وأن أول جمعية فنية تأسست في بلادها في 1941، وشارك فيها بعض الفنانين الرواد، مثل فائق حسن، وجواد سليم، وأكرم شكري، إلى جانب بعض المحترفين والهواة.

ورأت أن الحركة التشكيلية في العراق شقت لنفسها طريقاً لفت الانتباه إليها، "وكان الإبداع التشكيلي واضح ومثير للاهتمام، واستمر الفنانون من أمثال نورى الراوي، وقاسم السبتى، وسعد الطائي، وخالد الرحال وغيرهم، في وضع بصماتهم الفنية التي لا يمكن أن تتكرر".

وأكدت أن الفنان التشكيلي في العالم العربي، يعانى من ضعف الاهتمام بالمعارض الفنية من الجمهور، وذلك نتيجة انصراف وسائل الإعلام عن تسليط الضوء على الفن التشكيلي ورموزه، وعلى المعارض والفعاليات الفنية.

وشددت على صعوبة ترويج الفنان لمعرضه الفني بمفرده، الأمر الذي يؤكد الحاجة إلى لعب المؤسسات المعنية بالفنون هذا الدور وجذب الانتباه للمعارض التشكيلية في البلدان العربية.

ورأت أن المعاناة ممتدة من الرجل إلى المرأة في الأوساط التشكيلية، وأن المشاكل والهموم التي يعانيها التشكيليون واحدة ولا تختلف من المحيط إلى الخليج.

وعن مواضيع لوحاتها، قالت الشاوي إنه في بداية مشوارها الفني كانت جميع لوحاتها تتحدث عن المرأة، وتنوعت بين لوحات رمزية وواقعية وتعبيرية، ولأن للبحر والقوارب نصيب في ذاكرتها، بدأ البحر يجذبها ويسيطر على ريشتها، وكان للمرأة والبحر دور في مخزون ذاكرتها، وهذا ما تجسد في لوحاتها الفنية.

وأشارت إلى أن الرجل حاضر في أعمالها الفنية عبر تجسيده بالبحر، وعبر صور تعبيرية ورمزية وتجريدية.

وتخرجت الفنانة التشكيلية العراقية، نهاد الشاوي، من قسم الرسم في كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد، وهي عضو جمعية التشكيليين العراقيين، وعضو نقابة الفنانين العراقيين، وأيضاً نقابة الصحفيين العراقيين، وجمعية المصورين العراقيين، وشاركت في العديد من المعارض والملتقيات التشكيلية العراقية التي كان آخرها معرض "عاد" الذي أقيم العام الماضي.