رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (أرشيف)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (أرشيف)
الأربعاء 1 يوليو 2020 / 20:59

مستوطنون إسرائيليون وخطة الضم... "إما في يوليو وإما أبداً"

24 - بلال أبو كباش

يشكك عدد كبير من زعماء المستوطنات في الضفة الغربية في تنفيذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خطته لضم أجزاء من الضفة الغربية والتي كان يفترض أن تبدأ اليوم 1 يوليو (تموز) الجاري، مؤكدين أنه إذ لم يضمها في الشهر الجاري فإنه لن يضمها أبداً.

يقول رئيس مجلس المستوطنات في الضفة الغربية ديفيد الحياني لصحيفة "هآرتس" اليوم الأربعاء: "عقدنا مع قادة المستوطنات لقاءً يوم الإثنين الماضي، بحثنا فيه الضم، وأكد 80% من المشاركين أن العملية لن تتم".

ويؤكد رئيس مجلس "ماتي بنيامين" الاستيطاني الذي يدير شؤون 46 مستوطنة في القدس المحتلة، يسرائيل غانتس، أن خطة الضم تبدأ في 1 يوليو (تموز) وتنتهي في الـ15 من الشهر نفسه، وإذا لم يحصل شيء في الأثناء، فإن الأشهر المقبلة لن تكون مناسبة للضم، فالولايات المتحدة على أبواب انتخابات رئاسية ولن تقدم على خطوة دراماتيكية في ذلك الوقت لدعم مشروع نتانياهو.

فيما يؤكد رئيس مجلس "غوش عصيون" الاستيطاني شلومو نعمان، أن "البوادر الأولية تشير إلى أن الضم لن حصل"، مضيفاً أن "كل الأمور المتعلقة بالعملية ليست واضحة تماماً فالموقف الأمريكي مهم جداً لإسرائيل".

ويؤكد نعمان أن تل أبيب اقترحت على الولايات المتحدة عدة خيارات إلا أن الأخيرة لم تبد أي رد فعل، مكتفية بالصمت دون دعم أو رفض لأي مقترح إسرائيلي. 

ويقول قائد مستوطنة "إفرات" بين مدينتي بيت لحم والخليل، أوديد ريفيفي، يجب أن تخضع خطة الضم للتصويت في الكنيست، لنرى رد الفعل الحقيقي عليها، ويشير المسؤول إلى أن يوليو(تموز) الجاري هو أنسب وقت لتنفيذ الضم، لأن الاهتمام السياسي الأمريكي سيتحول لاحقاً نحو أمور أخرى. 

مناورة سياسية
ويؤكد قادة الاستيطان في تقرير الصحيفة، أن حكومة نتانياهو تفكر حالياً في البدء بضم الأراضي المقامة عليها المستوطنات، دون التوسع في ضم أراض مجاورة، أو البدء بضم غور الأردن.

لكن آخرين يشيرون إلى أن الحديث عن ضم غور الأردن، مجرد مناورة سياسية صممت لخدمة إسرائيل في المفاوضات مع الجانب الأردني، وتمكينها من ضم مناطق محدودة وهو ما يرفضه الأردن. 

قلق
ويزداد قلق المستوطنين في الضفة الغربية من الفشل في تنفيذ الخطوة بسبب انشغال الولايات المتحدة بقضايا داخلية عديدة، أهمها فيروس كورونا، والاحتجاجات المناهضة للعنصرية، إضافة لانحدار شعبية الرئيس دونالد ترامب.

ويشير عدد من قادة المستوطنات إلى أن الولايات المتحدة أصبحت معنية بالهدوء الآن، فهي لا تريد إشعال فتيل برميل بارود جديد يزيد الضغط الدولي عليها.

نتانياهو يتراجع
يوم الأحد الماضي، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يؤيد ضم مستوطنات "بيت إيل" و"شيلو"، وأكد قادة الاستيطان رداً على نتانياهو، أن تلك التصريحات لا تظهر التزاماً حقيقياً من نتانياهو بتنفيذ جميع بنود خطة الضم، بل محاولة لإرضاء اللوبي الإسرائيلي في أمريكا، والنزول عند شروطه.

ويطالب عدد من المسؤولين في الكنيست الإسرائيلي بضرورة مناقشة تداعيات الضم على الأمن الإسرائيلي، في حين يطالب أنصار نتانياهو بتنفيذ الضم بشكل كامل، وتحقيق وعده.

ونشرت صحيفة "إسرائيل هايوم" صوراً لمؤيدي الضم، يحملون لافتات كتب عليها "لقد قررت..احفظ وعدك"، في إشارة إلى نتانياهو. كما دعا 33 عضواً في الكنيست رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو للمضي قدماً، وتنفيذ "خطة ترامب" الآن. 

وأشار مسؤولون إسرائيليون آخرون، إلى أن الولايات المتحدة لا تريد ضم 30% الآن، وتعمل على إيجاد بديل آخر بالاتفاق مع نتانياهو لتسوية الأوضاع بطريقة أفضل، وتحقيق الاستقرار في المنطقة مع التفكير في إعطاء شيء جديد للفلسطينيين يحقق بعض رغباتهم.

ضغط دولي
كان نتانياهو يهدف إلى تنفيذ الضم بحلول اليوم الأربعاء، وفقاً لصفقة القرن، والتي بموجبها، ستضم إسرائيل نحو 30% من أراضي الضفة، مع منح الفلسطينيين حكماً ذاتياً محدوداً في الأراضي المتبقية.

لكن الخطة، التي تستبعد جميعها إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جوار إسرائيل، تعرضت لانتقادات دولية واسعة، وأعلنت الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، ودول عربية كبرى أن الضم الإسرائيل يخالف القانون الدولي، وسط معارضة من الحلفاء المقربين لإسرائيل، مثل بريطانيا.