حزب الله يستمر في عمليات التهريب (تويتر)
حزب الله يستمر في عمليات التهريب (تويتر)
الخميس 2 يوليو 2020 / 09:27

ميليشيات حزب الله تُغرِق لبنان بالسلاح التركي استعداداً لـ"حرب شوارع"

التهريب على الحدود السورية اللبنانية مستمر وبرعاية كاملة من ميليشيات حزب الله، حيث تتواصل تجارة مادة الوقود "المازوت" والعملة الصعبة باتجاه سوريا، ويقوم عناصر من "سرايا المقاومة" التابعة له بحماية خط التهريب، ومنع المحتجين من اعتراض الشاحنات التي تمر عبر طرق خاصة بحماية "الحزب" إلى الداخل السوري.

ولكن جديد التهريب "العكسي"، أي من سوريا إلى لبنان، هو إدخال السلاح بكميات تجارية، لبيعها في الأسواق اللبنانية، حيث يحقق بها مسؤولين من الميليشيات أرباحًا إضافية، تدر عليهم ملايين الدولارات، التي تستعمل بالتهريب مجدداً، لتمكين "الحزب" من تغطية نفقاته المستجدة.

وقبل أيام أوقف الجيش السوري بعد معلومات من القوات الروسية شاحنة يقودها شخصين من ميليشيات حزب الله في بلدة شنشار التابعة لمحافظة حمص، تفتيش الشاحنة أظهر وجود مئات المسدسات الجديدة، و10 قاذفات صواريخ، مع عشرات الصواريخ التي تستعمل في حروب الشوارع.

المعلومات والتحقيقات الأولية أكدت أن الشحنة "عابرة للحدود"، أي قادمة من تركيا، حيث يتشارك مسؤولين من حزب الله مع ضباط في المخابرات التركية بعمليات تهريب مختلفة الأنواع من وإلى لبنان عبر سوريا، وتبين أن المواد المشتركة بالتهريبات متنوعة من المواد الغذائية إلى الألبسة والسلاح وقطع غيار السيارات والمخدرات.

وأشارت التحقيقات أيضاً إلى أن مسؤول عملية تهريب السلاح قيادي من حزب الله يدعى علي الحاج حسن من بلدة حوش السيد علي في قضاء الهرمل على الحدود اللبنانية السورية.

وأفاد سائق الشاحنة للمحققين، أن تهريب السلاح مستمر وآخرها شاحنة أخرى لحزب الله أيضا، نقلت مئات البنادق الآلية بالإضافة إلى 3 اشخاص من منطقة إدلب إلى مدينة طرابلس اللبنانية، ليتمكنوا من الذهاب في البحر باتجاه دول أوروبا.

ولكن مصادر في بيروت نبهت إلى أن تهريب السلاح من سوريا لبيعه عبر تجار في لبنان ونقل اشخاص مقاتلين قد يكون هدفه إعادة إشعال الاشتباكات العسكرية في مدينة طرابلس بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة.

وأشارت المصادر إلى أن حزب الله يستفيد من إشعال الحروب أو المعارك، وذلك لأسباب عديدة، منها الهروب من الأزمة الاقتصادية التي فشل بإدارتها عبر حكومته، وكذلك محاولة فرض شروطه على المجتمع الدولي الذي يضغط لتسليم سلاح الميليشيات، من خلال إظهار أن لبنان بلد مسلح بالكامل.

وعملية تهريب السلاح إلى مناطق في لبنان، تعيد التذكير بدور حزب الله في تمويل الحرب السورية بالسلاح منذ الايام الأولى للعام 2011، مع انطلاق الثورة، حيث أظهرت تحقيقات الجيش السوري وقتها أن باقر يزبك نجل القيادي في "حزب الله" محمد يزبك وهو ممثل الخامنئي في لبنان، باع لأشخاص بالمعارضة في سوريا 800 بندقية كلاشنكوف مع ذخيرتها، كانت اشترتها طهران من الصين وسلمتها لحزب الله.

واشارت المصادر يومها إلى اعتقال الميليشيات ليزبك وإرساله إلى طهران لمعاقبته، ولكن كما ظهر لاحقا، فإن باقر يزبك لم يعاقب، وأن عملية بيعه السلاح تمت بالموافقة الكاملة من قيادة حزب الله لتأجيج الحرب في سوريا وتدخله لاحقا فيها. وقتل يزبك لاحقاً بحادث سيارة بعد انكشاف دوره كمنفذ لعمليات بيع كبيرة جدا، حيث طالبت دمشق بتسليمه للتحقيق معه.

وكانت السلطات السورية اعتقلت أيضاً عام 2016 بطلب من القوات الروسية، قياديا بحزب الله، بتهمة تهريب السلاح لتنظيم داعش في منطقة القلمون.