الجمعة 3 يوليو 2020 / 18:21

إجراء التجارب النهائية تمهيداً لإطلاق مسبار الأمل إلى للمريخ في 15 يوليو

تجرى حالياً التجارب النهائية على "مسبار الأمل" وفقاً للجدول الزمني المعتمد، تمهيداً لإطلاقه في الأربعاء المقبل، في الـ 5:51:27 صباحا بتوقيت اليابان (00:51:27 بعد منتصف الليل بتوقيت الإمارات) من مركز تانيغاشيما الفضائي.

ويقود فريق من الكوادر الإماراتية الشابة عمليات تجهيز مسبار الأمل للإطلاق بما في ذلك التجارب النهائية، واختبارات ما قبل الإطلاق في المحطة الفضائية بجزيرة تانيغاشيما، اليابانية.

فحوصات نهائية
تتضمن هذه الاختبارات فحوصات نهائية لوظائف المركبة الفضائية التي تشمل نظام الطاقة، ونظام الاتصال، ونظام الملاحة، ونظام التحكم، ونظام الدفع والقيادة، والنظام الحراري، وأنظمة البرمجيات.

ومنذ وصوله بنجاح إلى المحطة الفضائية بجزيرة تانيغاشيما اليابانية في أبريل (نيسان) الماضي، يخضع مسبار الأمل لعمليات تجهيز فائقة الدقة للإطلاق وتستغرق هذه العمليات 50 يوم عمل وتتضمن تعبئة خزان الوقود للمرة الأولى بحوالي 800 كيلوغرام من وقود الهايدروزين، وفحص خزان الوقود والتأكد من خلوه من التسريبات، واختبار أجهزة الاتصال والتحكم ونقل المسبار إلى منصة الإطلاق، وتركيبه على الصاروخ الذي سيحمله إلى الفضاء وشحن بطاريات المسبار للمرة الأخيرة.

ويتولى قيادة هذه التجهيزات والاختبارات فريق عمل "مسبار الأمل"، في محطة الإطلاق في اليابان، من كوادر إماراتية شابة، بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين والعلميين لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، ويضم أحمد اليماحي، ومحمود العوضي، ومحمد العامري وهم من مهندسي الأنظمة الميكانيكية، والمسؤولين عن رفع المسبار على صاروخ الإطلاق، وعيسى المهيري المسؤول عن شحن بطاريات المسبار ومراقبة ورصد المركبة الفضائية، ويوسف الشحي المسؤول عن إحكام إغلاق العازل متعدد الطبقات لخزان الوقود MLI، وقابس التزود بالطاقة، بالإضافة إلى عمر الشحي قائد فريق عمليات تجهيز المسبار للإطلاق وياختبار ومراقبة فعالية وأداء المسبار، ومعه في ذات المهمة خليفة المهيري المسؤول عن مراقبة ورصد وضمان سلامة المسبار.

جهود مستمرة
وتأكيداً لسير خطط إطلاق "مسبار الأمل" بكل دقة وفقاً للجدول الزمني المعتمد، أنجزت منذ أيام عمليات شحن الجزء الأساسي من مركبة الإطلاق H-IIA "إتش 2 إيه" من مصنع توبيشيما التابع لشركة ناغويا لأنظمة الفضاء في محافظة أيشي اليابانية إلى محطة الإطلاق بمركز تانيغاشيما الفضائي في محافظة كاغوشيما.

نافذة الإطلاق
وتحدد يوم 15 يوليو (تموز)، موعداً لإطلاق مسبار الأمل، وهو اليوم الأول ضمن "نافذة الإطلاق" لهذه المهمة الفضائية التاريخية، وتمتد هذه النافذة من 15 يوليو (تكوز) وحتى 03 أغسطس (آب) المقبل، علماً أن تحديد موعد "نافذة الإطلاق" يخضع لحسابات علمية دقيقة تتعلق بحركة مدارات الأرض والمريخ، بما يضمن وصول المسبار إلى مداره المخطط له حول المريخ في أقصر وقت ممكن وبأقل طاقة ممكنة.

وبعها سيبدأ الاستعداد لوضع المسبار على مركبة الإطلاق، إيذاناً بقرب انطلاقه في مهمته الفضائية التاريخية.

وتقنياً، مع بداية عملية الإطلاق، تبدأ المرحلة الأولى إذ يتولى دافع الوقود الصلب برفع الصاروخ بعد الانفصال عن منصة الإطلاق، قبل أن ينفصل تلقائياً بعد إتمام مهمته مع انخفاض تأثير الجاذبية الأرضية، وبداية خروج الصاروخ عن مدار الأرض، وبانفصاله ينخفض وزن الصاروخ الذي يحمل المسبار، لتبدأ فترة انعدام الجاذبية الأرضية، ثم ينفصل الجزء الثاني من صاروخ الإطلاق، لتبدأ المرحلة الثانية حتى وصول مسبار الأمل إلى مداره الصحيح حول كوكب المريخ، محمولاً على الجزء الثالث من صاروخ الإطلاق.

ويبلغ وزن مركبة الإطلاق H-IIA "إتش 2 إيه"، أي الصاروخ الذي سيحمل "مسبار الأمل" إلى الفضاء في رحلته لاستكشاف الكوكب الأحمر 289 طناً، بينما يبلغ طوله 53 متراً.

توقيت الإطلاق
ووفقاً للمخطط، ينطلق مسبار الأمل في مهمته إلى المريخ في الـ 5:51:27 صباحاً بتوقيت اليابان (00:51:27 بعد منتصف الليل بتوقيت الإمارات) يوم الأربعاء  المقبل، من مركز تانيغاشيما الفضائي باستخدام منصة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة  MHI H2A.

 واختيرت شركة "ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة" لأدائها المتميّز وسمعتها الحسنة في أوساط تكنولوجيا الفضاء حول العالم، وسجلها الحافل بواحدة من أعلى نسب نجاح إطلاق مركبات فضائية وأقمار صناعية عالمياً، ومنذ إطلاق برنامج ياباني لتطوير صواريخ الفضاء اعتمدت اليابان على "ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة" في مختلف جوانب التصنيع حتى إطلاق الأقمار الصناعية، وسبق لدولة الإمارات الاستعانة بها في إطلاق القمر الصناعي "خليفة سات".

ومن المتوقع أن يصل مسبار الأمل إلى مدار كوكب المريخ في فبراير (شباط) 2021، بالتزامن مع احتفالات دولة الإمارات بيوبيلها الذهبي، ومرور 50 عاماً على إعلان الاتحاد في 1971.

وقال وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء الدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي: "بداية الاختبارات والفحوصات والتجارب النهائية قبيل أيام من إطلاق مسبار الأمل في مهمته التاريخية وفقاً للجدول الزمني المقرر سلفاً، يؤكد أن خطط إنجاز مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ تسير بكل دقة، بفضل الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة للدولة، وجهود وتفاني فريق العمل الذي يثبت يوماً بعد يوم أنه على قدر المسؤولية المكلف بها لإتمام هذه المهمة الوطنية بالشكل الأمثل".

التحديات
وأضاف أن التحديات التي تغلب عليها فريق عمل "مسبار الأمل" الذي يضم نخبة من الخبراء والمهندسين الإماراتيين من أجل الوصول إلى هذه المرحلة من الإنجاز يؤكد أن شعار دولة الإمارات "لاشيء مستحيل" الذي سيحمله معه المسبار إلى المريخ أصبح ثقافة عامة وممارسة معتادة لدى شابات وشباب هذا الوطن الغالي، بل أصبح واقعاً معاشاً، فقد تغلب الفريق بالفعل على المستحيل واستكمل هذا المشروع التاريخي، فيما فضلت دول أخرى لها باع طويل في مجال الفضاء اللجوء إلى خيار تأجيل أو إلغاء مشاريع فضائية مثيلة بسبب الظروف الناجمة عن التفشي العالمي لوباء كورونا".

وأكد أن مسبار الأمل يجسد طموحات دولة الإمارات ورسالتها الإيجابية للمنطقة والعالم بأهمية مواصلة العمل بشغف ومواجهة الظروف والمتغيرات والتحديات بإصرار لإيجاد الحلول الهادفة لخير الناس والإنسانية، ما يعكس رؤى القيادة الرشيدة للدولة في هذا الشأن.

وتابع "سيواصل فريق العمل جهوده الدؤوبة لاستكمال تنفيذ المهمة بنجاح رغم صعوبتها والتحديات التي ربما نواجهها وسنحتفل جميعاً بوصول المسبار إلى المريخ في فبراير (شباط) 2021 بالتزامن مع احتفالات الدولة بمرور 50 عاما على تأسيسها".

تلبية المتطلبات
وقال سهيل الظفري، نائب مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" مسؤول تطوير المركبة الفضائية: "تعتبر عمليات الفحص النهائية التي تجرى حالياً خطوات مهمة لضمان عمل جميع الأنظمة وتلبية المتطلبات قبل تشغيلها."

وأضاف أن المعلومات التي يحصل عليها فريق العمل من الفحوصات والاختبارات النهائية مهمة جداً لضمان جهوزية المسبار والمركبة الفضائية قبيل الإطلاق الفعلي في الموعد المحدد ضمن نافذة الإطلاق.

ويضم فريق العمل المشرف على عمليات تجهيز مسبار الأمل للإطلاق نخبة من الكفاءات الوطنية الشابة وهم عمران شرف الهاشمي مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" وسهيل الظفري المهيري نائب مدير المشروع لشؤون تطوير المسبار وعمر الشحي قائد فريق عمليات تجهيز المسبار للإطلاق ومحسن العوضي مهندس أنظمة المسبار ومسؤول إدارة المخاطر، ويوسف الشحي مهندس الأنظمة الحرارية وخليفة المهيري مهندس أنظمة الاتصال وعيسى المهيري مهندس أنظمة الطاقة وأحمد اليماحي مهندس الأنظمة الميكانيكية ومحمود العوضي مهندس الأنظمة الميكانيكية ومحمد العامري مهندس أنظمة الدعم الأرضي.

تقسيم فريق عمل
وتجدر الإشارة إلى أنه وبسبب انتشار فيروس كورونا، وتنفيذا للتدابير الصحية الاحترازية التي اتخذتها أغلب دول العالم لمكافحته، قسي فريق عمل نقل مسبار الأمل إلى 3 فرق للتغلب على التحديات المرتبطة بعمليات النقل وللالتزام بالخطة الزمنية المحددة سلفاً.

ووصل الفريق الأول إلى اليابان 6 أبريل (نيسان) الماضي، وخضع بعدها للحجر الصحي ثم خرج منه ليكون في استقبال المسبار، بينما وصل الفريق الثاني مع المسبار يوم 21 أبريل (نيسان) الماضي، وأعضاء هذا الفريق حاليا موجدون ضمن الكوادر الوطنية في القاعدة الفضائية بعد انقضاء فترة الحجر الصحي لمدة أسبوعين، أما الفريق الثالث الاحتياطي فموجود في دولة الإمارات، وعلى أهبة الاستعداد لتقديم الدعم والمساندة العاجلة إذا اقتضت الضرورة.

وامتدت رحلة نقل مسبار الأمل من دبي إلى موقع الإطلاق للفضاء في جزيرة تانيغاشيما في اليابان، أكثر من 83 ساعة، ومرت بثلاث مراحل رئيسية بالغة الدقة، استوجبت تفعيل إجراءات علمية محددة، وتوفير الشروط اللوجستية المتكاملة لضمان إنجاز نقل المسبار على النحو الأمثل.

ويعد "مسبار الأمل" مشروعاً وطنياً يترجم رؤية قيادة دولة الإمارات لبناء برنامج فضائي إماراتي يعكس التزام الدولة بتعزيز أطر التعاون والشراكة الدولية لإيجاد حلول للتحديات العالمية من أجل خير الإنسانية.

ويحمل "مسبار الأمل" وهو أول مشروع عربي لاستكشاف الكواكب الأخرى رسالة أمل لكل شعوب المنطقة، لإحياء التاريخ الزاخر بالإنجازات العربية والإسلامية في العلوم، ويجسد طموح دولة الإمارات وسعي قيادتها المستمر إلى تحدي المستحيل وتخطيه وترسيخ هذا التوجه قيمة راسخة في هوية الدولة وثقافة أبنائها كما يعد مساهمة إماراتية في تشكيل وصناعة مستقبل واعد للإنسانية.