السبت 4 يوليو 2020 / 17:56

الموضة في باريس أمام تحدي استقطاب الجمهور افتراضياً

ستكون الموضة افتراضية هذا الصيف في باريس ما يدفع المصممين المحرومين من حماسة عروض الأزياء، إلى استقطاب الجمهور بأساليب أخرى.

فأسبوع الأزياء الراقية وهو حدث انتقائي بامتياز وباريسي حصراً يروّج للملابس المنجزة يدوياً والمهن الحرفية مع قطع تشكل تحفاً فنية، ينطلق الاثنين ويستمر 3 أيام يليه اسبوع الموضة الرجالية حتى الثالث عشر من يوليو (تموز).

جمهور أوسع
وستكشف كل دار أزياء مدرجة في الروزنامة الرسمية لاتحاد الأزياء الراقية والموضة، مجموعتها من خلال أفلام تبث في الوقت المحدد لها على منصات مكرسة لهذا الغرض.

وهذه الطريقة قد تكون غير مسبوقة في مجال الموضة إلا انها تسمح بالوصول إلى جمهور أوسع، فيما وتيرة أسبوع الموضة ستكون مكثفة أكثر من أي وقت مضى مع 14 عرضاً أحياناً في اليوم.

عالم ما بعد كورونا
وهذا أسلوب جديد على مصممي الأزياء الذين تأثروا بوضوح بالتغييرات الناجمة عن وباء كورونا، وينتظر منهم توجيه رسائل عبر مجموعاتهم حول عالم ما بعد كورونا.

وقال الإيطالي ماوريتزيو غالانتي في مشغله المطل على أسطح باريس وبرج إيفل "شكل الحجر بالنسبة لي محطة للتفكير العميق ولتنظيف أوساط الموضة التي تشهد أموراً كثيرة أحيانا". وهو سيبث فيلم عرضه الاثنين على غرار داري "ديور" و"سكياباريلي".

التركيز على المشاهد
ويرى أن الموضة عبر الانترنت "توفر فرصة لتمرير رسائل إلى جمهور سيكون مركزاً على المشاهد بدلاً من النظر إلى من يجلس في الصف الأمامي" المخصص للمشاهير، وهو جزء أساسي عادة لكل عرض أزياء كبير على ما يوضح المصمم.

وفي تشبيه بين عروض الأزياء والمسرح، يرى المصمم أن مشاهدة أفلام الموضة هذه كمن ينتقل من المسرح إلى السينما، وهما نوعان فنيان "لهما لغتهما المختلفة تماماً".

وهو سعيد جداً بهذه التجربة ويقارنها بالتحضيرات لمائدة عيد الميلاد، حيث تكون الحماسة أكبر عند مرحلة التصور والتبضع، منها لحظة تقديم الطعام.

إعلان تشويقي
وتوضح مصممة الأزياء الفيتنامية شونا تو نغوين لوكالة فرانس برس أن "الفيديو الفني" لماركتها لن يعرض كل المجموعة بل "سيكون إعلاناً تشويقياً" لحمل المشاهدين إلى عالم آخر.

وتؤكد المصممة "الابتكار ممكن حتى مع انتفاء كل شيء، ومن دون كهرباء حتى. يمكنني ان أعيش من دون عروض الأزياء لفترة مع أني أظن أنني سافتقدها في نهاية المطاف".

مفاجأة من دار ديور
ووعدت دار "ديور" بـ "مفاجأة" الاثنين خلال عرض مجموعتها للأزياء الراقية. وتنظم الدار الفرنسية بعد ذلك في 22 يوليو (تموز) عرضاً لمجموعتها البحرية في جنوب إيطاليا في الساحة المركزية في مدينة ليتشه لكن من دون جمهور.

وقال رئيس مجلس إدارة "ديور" بيترو بيكاري نهاية يونيو (حزيران) خلال مؤتمر صحافي "من الأهمية بمكان أن يكون لدينا عرض لأن الفخامة ينبغي أن تثير العواطف والتأثر ولا شيء يجلب كل ذلك إلا عرض أزياء مباشر نشعر فيه بشرارة اللحظة الإبداعية".

ليست حلاً سحرياً
ويرى ديل لابورد المدير العام لمعرض "بروميير فيزيون" لمستلزمات الموضة أن الموضة الرقمية "ليست حلاً سحرياً" لكنها "السبيل الوحيد راهناً لابراز الابتكارات وانعاش القطاع".

ويضيف في تصريح لوكالة فرانس برس "يجب أن نطلق العجلة مجدداً" مشيراً إلى أن العملية طويلة، إذ يفصل عام كامل يفصل بين عرض الأقمشة والأكسسوارات في المعرض وبيع القطع المصنوعة منها، وستة أشهر بين عرض الأزياء ووصول الملابس إلى المتاجر.

ويعتبر أن الفاصل الذي فرضته الجائحة "قد يكون مهماً من الناحية الفكرية للمصممين" الذي قد يجدون أشكالاً جديدة لابراز عملهم، خصوصاً أن مبيعات الموضة عبر الانترنت مستمرة بالارتفاع.