(أرشيف)
(أرشيف)
الأحد 5 يوليو 2020 / 23:38

إيران المنهارة.. تفتعل المشاكل هرباً من أزماتها

لم يعد لدى طهران أمام أزمتها الاقتصادية والانهيار الذي أصاب بنيتها "الأمنية الاقتصادية"، من حرائق ودمار في مواقع نووية وكيمياوية وكهربائية، إلا الهروب إلى الأمام، والهروب هنا يعني افتعال المشاكل والهزات في دول المنطقة.

في اليمن تحريك للحوثيين وطائراتهم المسيرة باتجاه السعودية، والتخويف في لبنان من إشعال الحرب على الحدود بين ميليشيات حزب الله وبين الجيش الإسرائيلي، والأسوأ هو في العراق، حيث أعادت الميليشيات التابعة لها انتشارها في مناطق مختلفة متحدية الاتفاقات السابقة التي شكلت الحكومة الجديدة، وصولاً إلى إطلاق الصواريخ بشكل مستمر على السفارة الأمريكية.

قرارات إيرانية
افتعال الأزمات إذا ليس صدفة عابرة تنتهي مفاعيلها، بل هو قرار من الحرس الثوري الإيراني، فبعد الضربات المتتالية لمواقع في إيران مثل نطنز وغيره، لم يعد لدى طهران إلا التهديد والذهاب بالمشكلات إلى حافة الهاوية، وفي العراق ورغم محاولات رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إبعاد بلاده عن التوتر وحل الأمور بالتي هي أحسن مع الميليشيات مثل إطلاق سراح عناصرها، وصولاً إلى موافقته على إرسال موفد من وزرائه إلى العاصمة اللبنانية بيروت للتباحث مع حكومة حزب الله بإمكانيات التفاهم على تبادل تجاري، يشبه إلى حد ما إعطاء اللبنانيين النفط العراقي مقابل التفاح والبرتقال اللبنانيين وما يمكن من غذاء وصناعات.

يحاول الكاظمي جاهداً حتى في التعيينات أن يرضي جماعة الحشد الشعبي والكتل السياسية المتحالفة مع النظام الإيراني، هذا الجهد لإبعاد الكأس المرة عن العراق، يأتي بعد تأكده أن الطريق بين واشنطن وطهران مغلقة حتى الآن، فالمتشددون الإيرانيون ينتظرون الانتخابات الأمريكية ويعولون على رحيل الرئيس دونالد ترامب ووصول الديمقراطي جو بايدن عسى يخفف من العقوبات أو يتراجع في الملفات المتعلقة بالاتفاق النووي. فيما يتابع المسؤولين عن الملف في البيت الابيض رسم الخطوات لعقوبات جديدة.

أوقات حاسمة
الساعات الأخيرة في بغداد شهدت حدثين غير عاديين، الأول محاولة قام بها العشرات من عناصر وأنصار الميليشيات العراقية الموالية لإيران اقتحام المنطقة الخضراء من ناحية السفارة السعودية. ما أدى إلى اشتباكات بين أنصار الميليشيات وقوات الأمن، التي استخدمت خراطيم المياه لتفريق التجمعات، وإبعاد المعتدين إلى الخلف.

مصادر بغداد أكدت أن المهاجمين هم عناصر الفصائل المسلحة المدعومة من إيران، محاولين استغلال اسم المرجع الشيعي علي السيستاني من أجل تفجير الخلاف مع السعودية وتخريب الوضع الداخلي، ووضع الكاظمي بمواجهة مع محيطه العربي.

الحدث الثاني وهو الأهم، خلال ساعات الفجر وقع هجوم بصواريخ الكاتيوشا استهدف السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء ببغداد، ولكن هذه الصواريخ لم تصب أهدافها، وإنما أسقطت بعدما أبطلتها منظومة الدفاع الجوية الأمريكية، التي نصبت قبل أيام، وأثبتت نجاحها خلال المرحلة التجريبية الأولى لها.

خطوة خطيرة
هذا الحدث، أي إبطال صواريخ كاتيوشا يعتبر خطوة متقدمة جداً، فهي صواريخ روسية صغيرة لا يمكن إسقاطها بصواريخ الباتريوت أو غيرها من منظومات الدفاع الجوي، وهي سهلة النقل والإطلاق من أي مكان، وإسقاطها يعني خطوة جديدة في إنهاء منظمة الحرب الإيرانية التي تعتمد على هذا النوع من الصواريخ من لبنان إلى اليمن وكذلك الهجمات على القواعد التي تستضيف قوات أمريكية في العراق.

هذا الأمر وصفته مصادر بغداد بالخطوات الأولى لوقف الصواريخ الصغيرة التي تطلق وتقتل المدنيين، وهي ستأخذ وقتاً لتنتشر وتصبح سلاحاً فعالاً ضد "الصواريخ الطائشة"، وستفرض على إيران التفكير ملياً قبل فتح حروبها عبر حزب الله في جنوب لبنان أو غيرها من دول عربية.