الإثنين 6 يوليو 2020 / 22:24

الاحتلال التركي يواصل نهب الخيرات السورية

24 - أحمد إسكندر

على مدى السنوات الست الأخيرة، شنت تركيا عمليات عسكرية داخل أراضي الدولة السورية بمُعدل عملية واحدة كُل عامين فكانت الأولى درع الفرات في عام 2016 التي غزت فيها الدبابات التركية الأراضي السورية لأول مرة من عام 2011، فعملية غُصن الزيتون في 2018 التي هدفت إلى إنهاء وجود القوات الكُردية في مناطق الحدود بين البلدين التي انتهت باحتلال تركيا لعدد من المُدن في الشمال السوري.

عملية درع الربيع في مارس (آذار) 2020 التي هدفت لوقف تقدُم الجيش السوري في مُحافظة إدلب انتهت نهاية فاشلة وقبل الرئيس أردوغان مرغماً شروط روسية لوقف القتال في القمة التي عُقدت بينهما يوم الخميس 5 مارس (أذار) في موسكو.

مراحل الصراع
المُتابع لتطور هذه العلاقات في القرن العشرين يستطيع أن يُميز بين ثلاث مراحل امتدت المرحلة الأولى من عام 1923 وهو تاريخ إنشاء الجمهورية التركية إلى 1998 تاريخ توقيع اتفاقية أضنة بين البلدين وحالياً مرحلة ما يُحلل الاحتلال تحت مسمى مكافحة الإرهاب.

واتسمت هذه المرحلة عموماً بالصراع والتوتر حول قضايا الحدود، ولواء الإسكندرونة، والمياه، والأكراد، وفي الحقبة الأخيرة من القرن العشرين، كانت أكثر القضايا اشتعالاً هي موضوع الأكراد واتهام تركيا الحكومة السورية بدعم حزب العمال الكردستاني ومُساعدته في القيام بأعمال إرهابية في الداخل التركي وجاءت الاتفاقية بين سوريا وتركيا لتُنظم العلاقات بين البلدين والتعاون بينهما في مُكافحة الإرهاب.

وسرعان ما فتحت أنقرة أبوابها لفصائل المعارضة السورية لممارسة أنشطتها وتنظيم اجتماعاتها ووفرت لهم الدعم السياسي والإعلامي وتصاعد التأييد التركي ليمتد إلى التزويد بالسلاح والخدمات اللوجستية وتوفير الممر الآمن عبر الحدود للانتقال إلى داخل سوريا والخروج منها، وامتد الأمر إلى دعم التنظيمات المُتطرفة الإرهابية كجبهة النصر وداعش، وصولاً إلى انتهاك سيادة الدولة السورية بشكل صريح وغزو الجيش التركي أراضيها أكثر من مرة.

الأهداف التركية
يروج أردوغان والقادة الأتراك إلى أن تركيا تسعى لتأييد حق الشعب السوري في اختيار نظامه ودعم مطالبه والتعبير عنها بحُرية، لكن أفعالها تناقض أقوالها سوريا فأغلب الفصائل والتنظيمات العسكرية في هي خليط من الجماعات الدينية المتطرفة والحركات الإرهابية وفقاً للقرارات الدولية دفعت بها تركيا للسيطرة على المساحات الزراعية والمصادر المائية بالإضافة لضمان النفط الموجود في الشمال السوري.

ما تقوم به تركيا في المناطق التي احتلتها وتُديرها مُباشرة في منطقة الحدود ثُم على موقفها في محافظة إدلب آخر معاقل المُعارضة والفصائل المُسلحة المُتطرفة في سوريا هو احتلال للمصادر الطبيعة.

وما يحدث في منطقة الجزيرة السورية في شمال شرقي سوريا التي تقع بين نهري الفرات ودجلة وتشمل محافظة الحسكة بأكملها وأجزاء من محافظات دير الزور والرقة وهي مناطق يتركز فيها الأكراد السوريون خاصة في مُدن عين العرب كوباني وعفرين والقامشلي، وتجاور المناطق التي تعيش فيها أغلبية كردية في العراق وتركيا دليل واضح على الأطماع العثمانية في خيرات البلاد العربية من النفط والغاز وحتى المصادر المائية.

أحلام سوداء

لم تقتصر السيطرة التركية على حُكم هذه المناطق واستغلال مواردها بل شملت عملية "تتريك" تضمنت تغيير الكتب المدرسية وتدريس بعض المواد باللغة التركية، وإنشاء مدارس تقوم بالتدريس باللغة التركية فقط.

الجانب الأخطر في السياسات التركية، هو" الأحلام السوداء" بالاستيلاء على كامل شمال وشرق سوريا ومن ضمن ذلك مدينة حلب، وكذلك شمال غرب العراق ومن ضمنه الموصل، حيث يُشار إلى تلك المنطقة العربية لتركيا في "المركز الجغرافي التركي"، ويعرف المؤرّخون والباحثون أن الحكومة التركية ظلّت لسنوات طويلة ترفض الاعتراف بالموصل كجزء من العراق.

توقع ستيفن كوك، في مركز إيني إنريكو ماتي لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا لدى مجلس العلاقات الخارجية، فشل حرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سوريا، "لأنه لا يعرف ماذا يريد" مضيفاً أن أردوغان سيفشل لا محالة لأن عملياته العسكرية عاجلاً من آجلاً ستصبح احتلالاً يرفضه المجتمع الدولي لأنه استعان بتنظيمات مصنفة إرهابية من قبل منظمات دولية.