شبيحة حزب الله يقمعون المتظاهرين في لبنان (أرشيف)
شبيحة حزب الله يقمعون المتظاهرين في لبنان (أرشيف)
الإثنين 6 يوليو 2020 / 22:59

حزب الله في لبنان.. القمع بأشكاله المتعددة

خلال الأشهر الأخيرة، أو منذ بدء ثورة "17 تشرين الأول" قبل تسعة أشهر في لبنان ضد الفساد والهدر، ظهر أن لحزب الله وجهاً جديداً لم يكن معروفاً في السابق بهذا الشكل العلني، هو وجه القمع بأشكاله المتعددة التي استلهمت تجربة الحرس الثوري والباسيج في إيران.

في السابق كان اللبنانيون يعرفون عدداً من أشكال حزب الله التي يحضر فيها على الأرض، منها وجهه العسكري، من سلاح وصواريخ ومقاتلين وأنفاق وحروب، وكذلك وجهه الأمني وسجونه وقبضته الحديدية على مناطق سيطرته وتهديده لمعارضيه بحياتهم ورزقهم، ومنع الآراء المختلفة معه، وبعدها وجه الاغتيالات الذي اشتهر به منذ ثمانينات القرن الماضي مع كل المختلفين معه إيديولوجياً، وصولاً إلى اغتيال رفيق الحريري وغيره من سياسيي قوى الرابع عشر من آذار منذ 15 عاماً.

الاقتصاد والقمع
وكذلك يعرف اللبنانيون الميليشيات بوجهها الاقتصادي، عبر رواتب يدفعها للآلاف من عناصره، وكذلك مؤسساته الاقتصادية التي تدر الأرباح، ومعها عمليات التهريب عبر المرافئ اللبنانية والحدود مع سوريا، وتهريب المخدرات وتجارة السلاح لقتل الناس، وتحويل عناصره إلى مرتزقة يحاربون في اليمن والعراق وسوريا، عدا عن عمليات تبييض الأموال.

وجه حزب الله القمعي الذي ظهر مؤخراً لا يمكن اعتباره جديداً، ولكن يمكن وصفه بالمتجدد، فالميليشيات تحركت عام 2006 وصولاً إلى عام 2008 واحتلت شوارع بيروت واعتدت على اللبنانيين ودخلت بيوتهم، مرة باسم "حق التظاهر" ومرات بالسلاح تحت اسم الدفاع عن "السلاح" والشبكة الهاتفية التي بناها خارج القانون والشرعية.

هي "دولة حزب الله" كما سماها أحد علماء الاجتماع اللبنانيين، تعيش على قواسم مشتركة مع مافيات وعصابات إجرامية، تربح من الخراب والدم والتخويف، وتقبض الثمن سيطرة سياسية ومالية وتغلغل بمؤسسات الدولة عبر مرتشين ووزراء ونواب في البرلمان، وكذلك تعيش عبر دفع المجتمعات إلى الانهيار الأخلاقي تحت ضغط الخوف والترهيب.

قاسم مشترك
هناك قاسم مشترك ثالث بين عصابات المافيا والإجرام وميليشيات المقاومة والتحرير: امتلاكها شبكة معقدة من المؤسسات الاجتماعية والخيرية والتربوية والاستشفائية.

وهي تمتلك أذرع سياسية وقضائية وإعلامية، فيُقاس مستوى قوة الزعيم والمنظمات والميليشيا بعدد النواب والوزراء والإعلامييين والقضاة التابعين. والأذرع هذه تشكل خط الدفاع الأول عنها.

وجوه حزب الله المتعددة غارقة بالحقد. وجودها مكلف للبنانيين، الذين يفتك بهم الجوع والقهر والخسائر الداخلية والخارجية، عناصر الميليشيات مرتزقة ثمنهم 500 دولار أميركي أو أقل، يرسلون للموت في الدول العربية، ويعودون في صناديق خشبية بعد موتهم حيث يمنع أهاليهم من رؤيتهم. هناك في لبنان البلد الذي رسم البسمة يوما في محيطه توجد الآن عصابات تأكله وتأكل رزق أبنائه، وتعيد دورة سابقة حولتهم إلى هاربين في الدنيا بحثا عن أمان ولقمة عيش.