الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الثلاثاء 7 يوليو 2020 / 12:26

إرهاب ونفط ومياه.. أسلحة أردوغان لتخريب سوريا

وجدت تركيا في الأزمة السورية منذ بدايتها في مارس (أذار) 2011 فرصة سانحة للتدخل في الشؤون السورية، واستغلال الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت فيها لصالحها، وعملت على التغلغل فيها وفتحت الحدود للنازحين السوريين، وللمعارضة السورية بشقيها العسكري والمدني، خاصة الإخوان والسلفييين، والمتطرفين.

وفي تقرير في موقع "أحوال" التركي، فإن تركيا رمت بثقلها إلى جانب الميليشيات المتشدّدة، ودعمت جماعات إسلامية متطرفة على لائحة الإرهاب الدولية، مثل جبهة النصرة، الفرع السابق لتنظيم القاعدة الإرهابي في سوريا، والتي كانت تأتمر بالأوامر التركية، وتستمدّ الدعم والمساندة المادية والإعلامية منها، وتحارب إلى جانبها، وبالنيابة عنها في إدلب ومناطق سورية أخرى.

إدلب بؤرة الإرهاب
وعملت تركيا على تمكين الجماعات الإرهابية وتمويلها وتسليحها وتسهيل دخولها من وإلى سوريا عبر الحدود التركية، وعملت على تحويل إدلب إلى بؤرة للإرهاب بإشراف المخابرات التركية التي كانت ولا تزال تعيث فساداً في المنطقة.

وسعت مخابرات أردوغان إلى تحويل محافظة إدلب لبؤرة إرهابية، بذريعة مواجهة الأكراد، ودعم نفوذها في سوريا، والتغلغل من خلالها إلى العمق السوري، وتهديد أمن المحافظات الأخرى القريبة منها، مثل حلب، واللاذقية، وحمص، وحماة.

وفتحت تركيا حدودها للإرهابيين من مختلف أصقاع الأرض، ومطاراتها ومعابرها لإدخالهم إلى سوريا، للقتال إلى جانب تنظيميداعش والنصرة، قبل أن تنتقل اليوم إلى استغلال الإرهابيين  للضغط بهم على بلدانهم، خاصةً الدول الأوروبية.

وعلى صعيد آخر لم تتورع تركيا، عن نهب الموارد الطبيعية السورية مثل النفط، وسرقة حصة سوريا من مياه نهر الفرات، بإقامة سدود ستتسبب في كارثة إنسانية للسوريين.

النفط السوري

ويزعم أردوغان أن بلاده لا تهتم بالنفط السوري، وأنها تحرص على الإنسان في سوريا، ما عكس استياءه وغيظه من فقدان مصدر من مصادر تمويل الإرهاب.

لكن في مارس (أذار) الماضي، كشفت تصريحات الرئيس التركي، أطماعه في النفط السوري، وفضحت مزاعم الحرص على السوريين، وعلى وحدة الأراضي السورية، وذلك حين أعلن أنّه طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين المشاركة في إدارة حقول النفط في محافظة دير الزور شرق سوريا بدل القوات التي يقودها الأكراد الذين يسيطرون على تلك الحقول.

ومن اللافت أنّ احتياطي النفط في سوريا يشكل نحو ملياري برميل، ويتركز الجزء الأكبر منه في محافظة دير الزور، التي يتحدث عنها أردوغان. وتتركز معظم الحقول النفطية السورية، قرب الحدود مع العراق ومع تركيا.

وتضم محافظة دير الزور أضخم الحقول النفطية بالبلاد، تليها الحسكة، ويعد حقل العمر أكبر حقول البلاد وأشهرها ويقع في ريف دير الزور، إضافة للآبار والحقول القريبة منه مثل حقل العزبة، والخاضعة جميعها، لـ "قوات سوريا الديمقراطية" التي صنفها أردوغان إرهابية، ودعا الرئيس الروسي لمحاربتها لانتزاع إدارة حقول النفط منها.

تهريب النفط لداعش
وارتبط أردوغان بشراكة اقتصادية متينة مع تنظيم داعش الإرهابي، وكان المشتري الأول للنفط من داعش، وأمده بالأسلحة وبالمساعدات الطبية واللوجستية. ووصف ابنه بلال بمهرب النفط الداعشيّ والراعي لإخراجه وتصديره من المناطق التي كان يسيطر عليها إلى تركيا.

المياه
وفي إطار التخريب الاجتماعي والضغط على الأكراد، قطعت الجماعات السورية المسلّحة المتعاونة مع أنقرة المياه عن أكثر من 500 ألف سوري في الحسكة، ومنطقة رأس العين.

وتعمل تركيا على معاقبة السوريين وتعطيشهم، لدفعهم للضغط على الإدارة الذاتية الكردية وإثارتهم ضدّها.   

وبالإضافة إلى ممارساتها العدوانية والانتقامية، وصلت الحكومة التركية إلى استغلال جائحة كورونا لنقل الأسلحة تحت غطاء المساعدات الإنسانية، إلى الإرهابيين في إدلب ومناطق أخرى تخضع للاحتلال التركي في سوريا، مثل عفرين ومناطق حدودية أخرى بينها تل أبيض، ورأس العين.

ولم تتوانَ حكومة أردوغان عن ارتكاب انتهاكات إنسانية ومجازر ضد المدنيين السوريين في إدلب وعفرين، واشتغلت بشكل ممنهج على تمكين الميلشيات التركية مثل كتيبة السلطان مراد المتورّطة في خطف الاطفال والنساء، لابتزاز الأهالي، وإرغامهم على الرضوخ للمطالب والإملاءات التركية.