الثلاثاء 7 يوليو 2020 / 21:50

القرقاوي: تكلفة مسبار الأمل ضمن الأقل عالمياً

في إطار الاستعدادات الحكومية المكثفة لإطلاق أول مهمة عربية إلى المريخ، اجتمع وزير شؤون مجلس الوزراء محمد بن عبدالله القرقاوي مع القيادات الإعلامية في الإمارات في لقاء موسع للحديث عن الأهمية الاستراتيجية والوطنية لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ و"مسبار الأمل" الذي يشكل منعطفاً تاريخياً في مسيرة الإمارات التنموية.

ويشكل انطلاق مسبار الأمل إلى المريخ أول مهمة فضائية على مستوى الوطن العربي كما أن الأهداف العلمية التي يسعى المسبار إلى تحقيقها تشكل سابقةً على مستوى تاريخ البعثات السابقة إلى الكوكب الأحمر بحيث سيوفر إرثاً من البيانات العلمية غير المسبوقة ستكون متاحة مجاناً للمجتمع العلمي في كل أنحاء العالم.

حضر اللقاء إلى جانب القيادات الإعلامية وعدد من الإعلاميين والصحفيين، وزير دولة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء الدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي، و رئيس الحكومة الرقمية في حكومة الإمارات رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء حمد عبيد المنصوري، ورئيس المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات سعيد العطر، ومدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ عمران شرف.

وأشاد محمد القرقاوي بدعم رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، للمشروع وحرص نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على متابعة مراحل المشروع من التصميم والتنفيذ وتأهيل كوادر عملية إماراتية لتحقيق هذا الحلم الإماراتي العربي.

محطات المشروع
واستعرض القرقاوي أثناء اللقاء محطات من مشروع "مسبار الأمل" والمراحل التي مر بها مؤكداً أن فكرة استكشاف الكوكب الأحمر وإرسال مهمة فضائية باسم الإمارات وُلدت أثناء الخلوة الوزارية في العام 2014 حيث وجه فيها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بدراسة الفكرة وتبنيها على الفور.

وقال: "تم التخطيط لوضع الاستراتيجية الخاصة بالمشروع وتطويره بحيث يتزامن مع اليوبيل الذهبي للإمارات ليكون الاحتفال بذكرى قيام الاتحاد على الطريقة الإماراتية المميزة التي تعودنا عليها من قيادتنا التي تتمتع برؤية استشرافية، طريقة مختلفة ومبتكرة وتذهل العالم، طريقة تليق باسم الإمارات وشعب الإمارات وتاريخ الإمارات كدولة قامت من لا شيء وأصبحت رمزاً لكل شيء إيجابي ومبدع ومتفوق".

وأكد أن "مسبار الأمل يتوج المسيرة التنموية للإمارات على مدى خمسين عاماً ويشكل ترجمة حقيقية لرؤية قيادتنا بأن لا شيء مستحيل هذا الشعار الذي يحمله المسبار معه إلى الفضاء الخارجي وسط اعتراف عالمي بمنجزنا".

وأضاف القرقاوي "استطعنا أن ننجز مسبار الأمل بدءا من الفكرة وحتى الإطلاق خلال ست سنوات فقط، علما بأن معظم المهمات المشابهة تستغرق ما لا يقل عن عشر سنوات" مبيناً بأن "كلفة المسبار بلغت 200 مليون دولار وهي تعتبر من بين الأقل في العالم قياسا بمهمات ومشروعات مماثلة وكل ذلك بفضل جهود كوادرنا الهندسية والبحثية والعلمية من أبناء وبنات الإمارات الذين وضعوا كل همتهم وإيمانهم في هذا المشروع".

إنجازات الفريق
واستعرض إنجازات الفريق العلمي الإماراتي ضمن المسبار، من بينها تطوير 200 تصميم تكنولوجي علمي جديد وتصنيع 66 قطعة من مكوناته في الإمارات إلى جانب نشر 51 بحثاً علمياً متخصصا وورقة عمل بالإضافة إلى استفادة 60 ألف مشارك من البرامج العلمية والتعليمية للتعريف بمهمة مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.

وذكر أن الحكومة بمختلف كوادرها القيادية والإدارية والعلمية والفنية كانت حريصة على متابعة العمل على الاختبارات النهائية للمسبار وإيصاله إلى محطة الإطلاق في اليابان في موعده رغم التحديات الجمة التي فرضتها الأوضاع الحالية الناجمة عن وباء فيروس كوورنا المستجد وما تسبب به في تعطيل حركة النقل والسفر في معظم أنحاء العالم.

وأوضح أن "نجاح المشروع يعكس أحد نجاحات الدولة في التعامل مع جائحة كورونا" مؤكدا أن "التزام الإمارات بالتوقيت هو منهج الامارات وفلسفتها في جميع خططها ومشاريعها".

وأشار القرقاوي إلى أن المسبار سوف ينطلق في منتصف الشهر الجاري من المحطة الفضائية بجزيرة تانيغاشيما في اليابان لكن التحكم الكلي بالمسبار سيكون من الإمارات، من خلال مركز محمد بن راشد للفضاء.

إثراء المعرفة
من جانبه، أكدم الدكتور أحمد بالهول الفلاسي أن "الهدف ليس الوصول إلى المريخ وإنما إثراء المعرفة وبناء الانسان فهذا مشروع علمي بحت"، مؤكداً بأن المشروع عربي وليس إماراتياً فقط.. والإمارات اليوم تقود التفوق العلمي العربي".

وقال حمد عبيد المنصوري: "مسبار الأمل إنجاز سيبقى للتاريخ وستفخر به الأجيال في الإمارات والوطن العربي".

وسوف ينطلق مسبار الأمل إلى مدار الكوكب الأحمر بعد منتصف ليل الخامس عشر من يوليو (تموز) الجاري بتوقيت الإمارات وسوف تستغرق رحلة المسبار إلى المريخ سبعة أشهر يقطع خلالها 493 مليون كيلومتر.

ويتوقع أن يصل مدار الكوكب الأحمر في فبراير من العام 2021 بالتزامن مع احتفالات دولة الإمارات بالذكرى الخمسين لقيام الاتحاد وسوف يظل المسبار في مدار المريخ سنة مريخية كاملة ما يعادل 687 يوماً، لجمع بيانات علمية مهمة حيث سيوفر المسبار أول صورة شاملة وكاملة عن الظروف المناخية على كوكب المريخ على مدار العام،وكيفية تغير الجو خلال فترات اليوم وبين فصول السنة، كما ستتم مراقبة الظواهر الجوية على سطح المريخ، وتغيرات درجات الحرارة، وتنوّع أنماط المناخ تبعاً لتضاريسه المتنوعة. كما سيتم الكشف عن الأسباب الكامنة وراء تآكل سطح المريخ.

وسيقوم مسبار الأمل بجمع هذه البيانات الضخمة عن كوكب المريخ وإيداعها في مركز للبيانات العلمية في الإمارات عبر عدد من محطات استقبال أرضية منتشرة حول العالم.

وسيقوم الفريق العلمي للمشروع في الإمارات بفهرسة هذه البيانات وتحليلها ليتم مشاركتها بشكل مفتوح ومجاني مع المجتمع العلمي في سبيل خدمة المعرفة الإنسانية.