احتجاجات في إيران (أرشيف)
احتجاجات في إيران (أرشيف)
الخميس 9 يوليو 2020 / 00:22

عزوف الإيرانيين عن الانتخابات..تهديد حقيقي لنظام الملالي

اعتبر رئيس بلدية طهران بيروز حناجي أن نسبة الامتناع عن التصويت القياسية في الانتخابات التشريعية التي جرت في فبراير (شباط) الماضي تدل على استياء الإيرانيين إزاء الوضع العام في البلاد "ويمكن أن تشكل تهديداً للجميع".

وقال حناجي، رئيس بلدية العاصمة البالغ عدد سكانها نحو 8 ملايين نسمة والتي تعد أكبر مركز سياسي وتجاري في البلاد، إن "الإقبال على صناديق الاقتراع هو مؤشر إلى مدى رضى الشعب".

وتابع "عندما يكون هناك استياء من الحكومة أو من الدولة، فإن ذلك يطال الجميع ولا سيما البلدية".

تدهور اقتصادي
وترزح إيران من جهة تحت وطأة تداعيات تدهور اقتصادي حاد ناجم عن العقوبات الاقتصادية الأمريكية المفروضة على خلفية برنامج طهران النووي، وتعاني من جهة أخرى من تفشي فيروس كورونا المستجد الذي كبدها أعلى حصيلة للوفيات والإصابات في المنطقة.

وخسر الإصلاحيون المتحالفون مع الرئيس المعتدل حسن روحاني غالبيتهم البرلمانية في انتخابات فبراير (شباط) التي سجّل فيها المحافظون فوزاً ساحقاً، علماً أن البلاد ستشهد العام المقبل انتخابات رئاسية.

وتراجعت نسبة المشاركة في هذه الانتخابات إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق واقتصرت على 43٪ بعدما منع مجلس صيانة الدستور آلاف المرشحين الإصلاحيين من خوض الانتخابات.

وقال رئيس البلدية إن هذا القدر من الاستياء في صفوف الناخبين "يمكن أن يشكل تهديداً للجميع، ليس فقط الإصلاحيين أو المحافظين".

وحناجي مخضرم في الشأن العام، وعمل سابقاً في التنمية الحضرية وهو مقرب من المعسكر الإصلاحي.

استياء معسكر روحاني
ويعكس صعود المحافظين استياء من معسكر روحاني الذي سعى للتقارب مع الغرب على أمل تحقيق فوائد اقتصادية لهذا التوجه، لكن آماله تبخّرت بانسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في العام 2018 من الاتفاق النووي التاريخي المبرم بين طهران والدول الكبرى، وإعادة فرضه عقوبات قاسية على الجمهورية الإسلامية.

ويتوقع صندوق النقد الدولي انكماش الاقتصاد الإيراني بنسبة 6% هذا العام.

وضع غير طبيعي 
وقال حناجي "نبذل قصارى جهدنا، لكن وضعنا ليس طبيعياً"، وتابع "نحن نخضع لعقوبات وفي وضع اقتصادي صعب".

وخلال المقابلة في مكتبه في البلدية، علت صرخات سائقي شاحنات النفايات من الشارع منددين بعدم تلقيهم أجورهم أو رواتبهم التقاعدية منذ أشهر.

وقلل رئيس البلدية من أهمية التظاهرة الصغيرة معتبراً أن هذه الاحتجاجات يمكن أن تحصل "في البلديات في كل الدول"، مضيفاً أن المحتجين موظفون من قبل متعهدين وليس من قبل المدينة.
وتلقى الاقتصاد الإيراني الضعيف المعزول بشكل متزايد عن التجارة الدولية والمحروم من العائدات النفطية التي تشكل المورد الأساسي للجمهورية الإسلامية، نكسة جديدة مع تفشي فيروس كورونا المستجد منذ فبراير (شباط).

وتسببت جائحة كوفيد-19 بأكثر من 12 ألف وفاة وأكثر من 248 ألف إصابة في الجمهورية الإسلامية، كما ارتفعت الوفيات اليومية مطلع هذا الأسبوع إلى أعلى مستوى وبلغت 200 حالة وفاة، وفق الأرقام الرسمية.

وأدى الإغلاق المؤقت للأنشطة الاقتصادية في الأشهر الأخيرة وكذلك إغلاق الحدود إلى تراجع حاد في الصادرات غير النفطية، التي تشكل شريان حياة رئيسياً لإيران.

تفاقم التضخم 
وأدى ذلك إلى تسريع تدهور قيمة الريال الإيراني مقابل الدولار، ما يهدد بمفاقمة نسبة التضخم المرتفعة أصلاً.

وقال حناجي إن بلدية طهران خسرت 2000 مليار ريال (9 ملايين دولار) بسبب التراجع الحاد للطلب على النقل العام في الأشهر الأخيرة.

وإذ فضّل الكثير من سكان طهران قيادة سياراتهم لتفادي اكتظاظ قطارات الأنفاق وحافلات النقل المشترك، ازداد التلوث المزمن للهواء في طهران.

ولم تشهد العاصمة الإيرانية إلا 15 يوماً من الهواء "النظيف"منذ رأس السنة الفارسية في 20 مارس (آذار)، وفق البلدية.

تلوث
ومن المهام الملقاة على عاتق حناجي التصدي للفيروس وتلوث الهواء، علماً أنه من الصعب الموازنة بين المهمتين نظراً إلى أن قيادة السيارة أكثر أماناً للأفراد لكنه يفاقم الضباب الدخاني الذي يخيم عادة على العاصمة.

وأبدى رئيس البلدية قلقه من عودة الاكتظاظ لقطارات الأنفاق في ساعات الذروة بعدما أعيد فرض قيود على تجول السيارات في مايو (أيار) لتخفيف التلوث.

وقال إن بازار طهران الكبير الذي يعج حالياً بالمتسوقين "يمكن أن يتحول إلى بؤرة للوباء".