طرابلسي يُقلب حاوية نفايات بحثاً عن طعام (نداء الوطن)
طرابلسي يُقلب حاوية نفايات بحثاً عن طعام (نداء الوطن)
الخميس 9 يوليو 2020 / 10:35

بالتزامن مع الانهيار الاقتصادي... انتشار السرقات والجريمة في عاصمة الشمال اللبناني

انتشرت السرقة والنشل في مناطق عدة من لبنان وسط تردي الوضع الاقتصادي بشكل عام، وانهيار مؤسسات الدولة.

وفي هذا السياق قال مايز عبيد في صحيفة "نداء الوطن" اللبنانية اليوم الخميس: "يكاد لا يمر يوم، إلا وتسمع فيه حصول عشرات السرقات، خصوصاً في فترات الليل، في مناطق عدّة من مدينة طرابلس، في أبي سمراء، والقبّة، ومحرم، والبحصاص وباب الرمل وغيرها. وتستهدف السرقات بشكل كبير، السيارات، والدراجات النارية، وبطاريات السيارات ومسجلاتها. كذلك تطال السرقات المنازل، والشقق، والمؤسسات التجارية. أما الجديد المُستجد في هذه الظروف، فيتمثل في ظاهرة النشل الذي تتعرّض له سيدات في الشوارع، حيث تُنشل حقائبهن وأجهزة الهاتف المحمول، فيما تزداد مخاوف الناس من هذه الظواهر الغريبة على المجتمع الطرابلسي".

ويضيف "لا يقف الأمر عند حدود مدينة طرابلس وحدها، فالسرقات تتفشى بشكل كبير ومنذ أسابيع في مناطق عدة من الشمال، لا سيما في محافظة عكّار، وقضاءي المنية والضنية، وقضاء الكورة. ما يحصل يدفع بالمخاوف إلى الواجهة. ففي عكار تنتشر سرقة المنازل والسيارات على نحو واسع، والأهالي في مناطق الشمال ينتابهم الخوف من هذه الظواهر والتفلّت الأمني الحاصل. فلم يعد أحد يأمن على سيارته أو على بيته أو على أي شيء يملكه. وإذا قامت في عدد من أحياء طرابلس، لجان شعبية من الشباب أبناء الأحياء، بالسهر على أمنها وحمايتها، فإن اتّساع رقعة عكار الجغرافية، وتداخل قراها وبلداتها، لا يسمح بقيام مثل هذه اللجان، في وقت تغيب فيه البلديات بشرطتها وحراسها، عن متابعة مثل هذه الأوضاع، خصوصاً وأن لا شرطة في كثير من البلديات، ولا حراس ليليين لدى معظمها".

ويُضيف الكاتب "وقعت طرابلس في شرك الفقر بالكامل، ومن مظاهر هذا الفقر، ازدياد أعداد المتسوّلين في الشوارع، وهناك من صارت حاويات النفايات ملجأ يومياً لهم، في محاولة لإيجاد ما يمكن أن يُؤكل. وكلّما زادت حالات الفقر وارتفعت نسبته، كلما شكّل ذلك مجالاً أوسع لتفشّي هذه الظواهر الاجتماعية والسلوكية السيئة. والمطلوب اليوم، وقبل أي وقتٍ مضى، أن تُعاود الدولة حضورها في هذه المناطق وترفع الفقر والإهمال عنها، لأنّ حل هذه المشاكل ليس أمنياً بحتاً، بقدر ما هو حلّ لوجستي عملي في الأداء والنيّة والمضمون".

وتنقل الصحيفة عن الكاتب الطرابلسي، جوزيف وهبه "جاءت التداعيات السياسية والإقتصادية الأخيرة لتدفع بأوضاع الناس الى حافة الضيق والإنهيار، وهو ما نرى ظواهره في صراخ الناس بأشكال مختلفة، وتكاثر أعمال الشغب والسرقات والنشل ليست سوى جزء من هذا الصراخ... وما يجعل الباب مفتوحاً أمام مزيد من التداعيات، هو وجود سلطة من الهواة، يُديرها سلاح حزب الله من جهة، وعبث جبران باسيل من جهة أخرى، المُعاناة طويلة بانتظار تطورات الخارج في دمشق وبغداد وطهران...".