تصاعد الدخان بعد انفجار غامض في طهران  (أرشيف)
تصاعد الدخان بعد انفجار غامض في طهران (أرشيف)
الجمعة 10 يوليو 2020 / 10:45

أصابع خفية تلاحق مصالح إيران وتدمرها

حرب مواقع واغتيالات تدور بين إيران وميليشياتها من جهة، وبين "أصابع خفية" تلاحق مواقع إيرانية دقيقة فتدمرها، إنها المرحلة الجديدة من الحرب التي اتخذت شكلها الحقيقي منذ نهاية 2019، مع مقتل القيادي في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني خلال زيارة سرية إلى العراق.

فمنذ ساعات قيلية وقعت انفجارات قرب العاصمة الإيرانية طهران، مستهدفة منطقة مغلقة تحتوي مخازن صواريخ للحرس الثوري، وأكد الإعلام الإيراني أن الانفجار هز جزءًا من كرج في منطقة العظمية بإيران، ما تسبب في تحطم النوافذ وأصاب الناس بالذعر.

وأفادت وكالة فارس للأنباء أن التقارير الأولية أكدت انفجار مضخة غاز في نواحي طهران، ما تسبب في شعور المواطنين بهزة تشبه الزلزال.

وكان صوت الانفجار هائلاً لدرجة أن بعض سكان الشمال والشمال الشرقي للعاصمة أصيبوا بالرعب.

وقال معلقون على منصات التواصل الاجتماعي، إن "زجاج بعض المباني تهشم بالكامل". وكشف آخرون في غرب طهران وكراج، أن الانفجار كان شديداً وأنهم سمعوه جيداً.

ويفتح هذا الانفجار سيرة طويلة للضربات الغامضة التي استهدفت مواقع إيرانية منذ يونيو(حزيران) الماضي، بعضها في منشآت صناعية، وأخرى في مواقع إنتاج صواريخ، وكان أبرزها الانفجار في منشأة نطنز النووية، كما أدى أحدها إلى مقتل 19 شخصاً في موقع قيل إنه للأبحاث الطبية.

ولكن طهران حتى اليوم، لم تؤكد أن الضربات مخطط لها، وأن وراءها "أصابع خارجية"، ولم تنف أنها أعمال "تخريبية" من الداخل، أو ضربات بطائرات دون طيار، كما حصل مع مقتل سليماني.

أنفاق حزب الله
ولكن وفق مصدر دبلوماسي في العراق، فإن ما يحصل، يندرج ضمن الحرب الناعمة التي بدأت منذ ديسمبر(كانون الأول) 2018 على الحدود الإسرائيلية، بعد كشف أنفاق حزب الله الممتدة عبر الشريط الحدودي من قرى جنوب لبنان إلى مستوطنات إسرائيلية، الأنفاق السرية التي اعتمدها حزب الله ورقة قوية، يمكن استعمالها في أي حرب مقبلة، لتنفيذ مخطط الدخول إلى المستوطنات، ولكن أُلغيت مفاعيلها بعد كشفها وتدميرها.

في الوقت نفسه لم توقف طهران عملياتها هي الأخرى في العراق، تلاحق القوات الأمريكية في قواعد للجيش العراقي، وتطلق عليها الصواريخ، أو توجه "صواريخ الكاتيوشا" أيضاً صوب السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء، وانتهى أحدها إلى قتل مدني أمريكي متعاقد مع الجيش الأمريكي.

وفي العراق أيضاً اغتالت ميليشيات إيران في الحشد الشعبي المحتجين في شوارع المدن العراقية، ليصل الأمر بعدها إلى ملاحقة واغتيال الناشطين المتهمين بتحريك التظاهرات التي أسقطت حكومة عادل عبد المهدي، التي اعتبرتها الميليشيات خطوة أمريكية ضد سيطرة إيران في بغداد.

وفي اليمن دفعت طهران الحوثيين لإطلاق صواريخ بالستية وطائرات دون طيار مفخخة، نحو السعودية، وبشكل مستمر رغم محاولات أممية لوقف إطلاق النار، وبعدها وصل الأمر إلى هجمات على منشآت أرامكو السعودية في بقيق، وهجرة خُرَيص في ديسمبر(كانون الأول) الماضي، رغم أن مصادر عدة أشارت إلى أن القنابل الطائرة أتت من الشرق والشمال، أي من البحر قبالة إيران، ومن ناحية الحدود العراقية الخاضعة لسيطرة ميليشيات إيران.

حرب ناعمة
حرب أمريكية ناعمة كما تصفها المصادر الدبلوماسية، مقابل صواريخ طائشة واغتيالات تستهدف الناشطين وصولاً إلى اغتيال العراقي هشام الهاشمي الذي وصفته بالضربة القاسية لمحور الخروج من عباءة الملالي.

ونبهت المصادر أيضاً إلى خسارة محور ميليشيات إيران لقدراتها الصاروخية مع تجربة أول جهاز لتدمير صواريخ الكاتيوشا في المنطقة الخضراء، إذ أسقط هذا الجهاز صاروخاً قبل أيام ومنع إصابة السفارة الأمريكية، وهو ما يعني تحول "الكاتيوشا" إلى سلاح غير فعال في الحروب التي تطلقها طهران في المنطقة خاصةً في جنوب لبنان، أين يهدد حزب الله بإطلاق عشرات آلاف الصواريخ.

وتؤكد المصادر أن للصواريخ الباليستية، صواريخ خاصة مضادة، وأجهزة دفاعية تسقطها، ولكن المشكلة كانت فقط في "الكاتيوشا" التي تحولت اليوم إلى خردة مع بداية نشر سلاح قادر على إسقاطها.