مقاتلون سوريون في صفوف ميليشيات موالية لتركيا (أرشيف)
مقاتلون سوريون في صفوف ميليشيات موالية لتركيا (أرشيف)
السبت 11 يوليو 2020 / 12:50

رواتب مرتزقة أردوغان..أموال ليبية تنهب لقتل الليبيين

24 - بلال أبو كباش

تمهد تركيا بقيادة أردوغان لاحتلال طويل في ليبيا، وتستقدم إلها يومياً عشرات المرتزقة الأجانب للقتال إلى جانب حكومة الوفاق الإخوانية ضد الجيش الليبي، كما يتقاسم السراج وأردوغان تكاليف وأعباء المرتزقة الذين باتوا يشكلون جزءاً أساسياً من مظاهر الاحتلال التركي.

تؤكد صحيفة "دي فيلت" الألمانية في تقرير لها نشر يوم الخميس الماضي، أن الحكومة التركية تدفع لكل من "مرتزقتها" الذين يقاتلون في ليبيا 2000 دولار شهرياً. ونقلت الصحيفة عن مستشار الجيش التركي لشؤون مكافحة الإرهاب الخبير الأمني أرجان سيتلي أوغلو، تأكيده أن تركيا تدفع 2000 دولار لكل مقاتل لصالحها في ليبيا.

تخاذل من الوفاق
وبحسب للصحيفة، فإن حكومة الوفاق في طرابلس تتحمل جزءاً كبيراً من تكاليف الوجود التركي في ليبيا، مشيرة إلى تقارير تفيد بأن البنك المركزي الليبي قام مؤخراً بتحويل نحو 169 مليون يورو إلى شركة "SSTEK" (تقنيات الصناعات الدفاعية) التركية، التي تمتلك نصفها شركة (BMC) التركية لصناعة السيارات والدبابات، والمملوكة بدورها لمقرب من الرئيس أردوغان.

وتؤكد الصحيفة الألمانية، في تقريرها أن إجمالي قيمة الرواتب الشهرية التي تدفعها الحكومة التركية وحكومة الوفاق الإخوانية تبلغ 30 مليون دولار. وقالت الصحيفة إنه "رغم معاناة تركيا من أزمة اقتصادية طاحنة وسط ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وتلقي قطاع السياحة ضربة قوية بسبب فيروس كورونا المستجد، فإنها تدفع مبالغ ضخمة للمرتزقة ما يضاعف أزمتها الاقتصادية".

من جهته، يقول الكاتب في صحيفة "دي فيلت" الألمانية، ناصر جبارة، إن "التقرير الصحفي الذي نشرته الصحفية الألمانية يستند إلى مقابلة مراسلة الصحيفة في إسطنبول مع أحد مستشاري الجيش التركي لمكافحة الإرهاب".

قواعد عسكرية
وأكد جبارة، أن الصحفية أبرزت خبر إرسال مرتزقة إلى ليبيا، وأن تركيا تدفع 2000 دولار لكل مقاتل من الجيش السوري الحر أو المرتزقة المنتمين إلى شركة تركية خاصة لشؤون الأمن.
وأضاف أن مستشار الجيش التركي الذي استندت له الصحيفة الألمانية يقول إن أنقرة ترغب في تأسيس قواعد عسكرية برية طويلة الأمد مثل القواعد التركية في الصومال.

وأوضح أن التقرير الصحفي كشف مخطط الأتراك بالبقاء في ليبيا فترات طويلة مثلما حدث في الصومال.

دور شركة "سادات"
تلعب شركة "سادات" التركية المختصة في مجال الاستشارات الدفاعية الدولية دوراً كبيراً في تسليح ونقل المرتزقة إلى ليبيا، وبحسب تقرير لموقع "أفريكا إنتلجنس" نشر في أواخر يونيو (حزيران) الماضي، فإن القيادي الإخواني الليبي فوزي بوكتف المدرج على قوائم الإرهاب، والمقرب من حكومة السراج، أبرم اتفاقاً أمنياً مع شركة "سادات"، حصلت بمقتضاها على عقود تدريب المرتزقة والميليشيات المسلحة في ليبيا. ولشركة "سادات" التركية سمعة سيئة في ليبيا، بسبب نشاطاتها المشبوهة وتحركاتها المريبة، حيث كشف العميد خالد المحجوب، مدير ''إدارة التوجيه المعنوي'' في ''القيادة العامة'' للجيش الوطني الليبي، أن المعلومات المتوفرة تفيد أن هذه الشركة موجودة في ليبيا وتقود النشاط المخابراتي التركي بالبلاد وهي تتبع لتنظيم الإخوان".

وأضاف أن هذه الشركة ''تستثمر بشكل كبير في الحرب الليبية، حيث تتولى عمليات جلب المرتزقة السوريين والمقاتلين الأجانب إلى ليبيا وتسليحهم بعد تدريبهم عسكرياً، ومرافقة الميليشيات المسلّحة التابعة لقوات الوفاق، كما تلعب دور الوسيط لإتمام صفقات بيع وشراء السلاح والمعدات العسكرية بين الشركات المختصة في تركيا وحكومة الوفاق مقابل الحصول على نسبة من الأرباح''، مشيراً إلى ''أنّها تتولى كذلك تنظيم وإبرام عقود جلب المرتزقة وتحصل على عمولة على كل مرتزق، مشيراً إلى أن كل هذه الأموال مدفوعة من خزينة الدولة الليبية''.

وتفيد التقارير، بأن أعداد المرتزقة السوريين والأجانب المتوافدين إلى ليبيا يتزايد يومياً، وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن أكثر من 10 آلاف مقاتل سوري تدربهم تركيا حالياً استعداداً لمعركة سرت. وأكد المرصد، أن تركيا جندت 16 ألف مقاتل سوري في ليبيا عاد منهم نحو 5600.