الأحد 12 يوليو 2020 / 17:03

"التربية الإماراتية" تطلق برنامج "استعداد" لتطوير مهارات الطلبة في خمس مسارات محورية

أطلقت وزارة التربية والتعليم، ضمن منظومتها المهارية والأكاديمية الافتراضية لصيف هذا العام 2020، برنامج سفراؤنا الوطني "استعداد"، الذي يهدف إلى تعزيز قدرات الطلبة وإثرائها وتزويدهم بمعارف ومهارات القرن الواحد والعشرين، كما يتيح البرنامج للطلبة التعرف على مؤسسات التعليم العالي بغية اكتساب المهارات التي يحتاجونها حين انتقالهم لمرحلة الدراسة الجامعية والمهنية وفق أرقى المعايير المتبعة، وتتراوح فترات تطبيق مسارات البرنامج من أسبوع إلى أربعة أسابيع خلال شهر يوليو (تموز) وأغسطس (آب).

ويتكون برنامج سفراؤنا الوطني "استعداد" وفقاً لبيان صحافي حصل 24 على نسخة منه، من خمسة مسارات وهي مسار البحث العلمي، والمسار الإثرائي، ومسار ريادة الأعمال، ومسار الدبلوماسية، وبرنامج الاستدامة التدريبي الافتراضي الصيفي لعام 2020، إذ عملت الوزارة لتطبيق هذا البرنامج وإتاحته للطلبة على التنسيق والتعاون مع 17 جامعة ومؤسسة بغية إيجاد الإطار التدريبي الخاص بكل مسار، وتوفير المحتوى المهاري الذي يتطلبه كل مسار على حدة حيث حظي البرنامج منذ إطلاقه بإقبال كبير من الطلبة، نظراً لأهميته ودوره في تمكينهم من اكتساب المهارات اللازمة لمرحلة الدراسة الجامعية.

نموذج نوعي ومستدام
ويستهدف البرنامج الطلبة المواطنين وغير الموطنين من الصفوف 9 إلى 12 إلى جانب طلبة الجامعات الذين لديهم شغف ودافعية للتعلم الذاتي من كافة المدارس الحكومية والخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما ويهدف برنامج سفراؤنا الوطني "استعداد" إلى تطوير نموذج نوعي ومستدام لبرنامج وزارة التربية والتعليم "سفراؤنا"، إذ ستبدأ دورة برامج سفراؤنا ببرامج سفراؤنا الوطني ضمن برنامج "استعداد" والذي سينفذ داخل الدولة، ومن ثم سيتاح للطلبة فرصة المشاركة في برامج سفراؤنا الدولية وتمثيل الدولة في الخارج ويسعى البرنامج إلى تزويد الطلبة بمهارات ريادة الأعمال وتعزيز الفكر النقدي لديهم وتحديد أفضل الطلاب من حيث الأداء والإنجازات المتحققة في برامج سفراؤنا الوطنية لإشراكهم في البرامج والمسابقات الرئيسية في الدولة، سواء التي تنظمها وزارة التربية والتعليم مثل مسابقة الإمارات للعالم الشاب ضمن المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار أو التي تنظمها جهات أخرى.


وأوضح وزير التربية والتعليم حسين بن إبراهيم الحمادي، خلال كلمته بالمؤتمر الصحفي الخاص بإطلاق البرنامج، بحضور وزيرة دولة لشؤون التعليم العام جميلة المهيري، والوكيل المساعد لقطاع الرعاية والأنشطة الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي، والوكيل المساعد لقطاع التنمية الاجتماعية بوزارة تنمية المجتمع حصة تهلك، والوكيل المساعد لقطاع البترول والغاز والثروة المعدنية بوزارة الطاقة والبنية التحتية أحمد محمد الكعبي، وعدد من مدراء الجامعات الوطنية ومدراء مؤسسات أن برنامج سفراؤنا الوطني "استعداد" جاء هذا العام ليؤكد على أهمية تمكين الطلبة من تكوين مهارات حيوية ستشكل فيما بعد أسس متينة تمكنهم من الانخراط بالحياة الجامعية بكل ثقة واقتدار متسلحين بأرقى المعارف والمهارات ليواصلوا مسيرتهم وفق أسس منهجية وعلمية مدروسة تم وضعها بحيث تكرس بالطلبة عدة مهارات حيوية لابد من اتقانها وممارستها بالشكل الأمثل.

مفاهيم ومخرجات تربوية
وبين أن البرامج الإثرائية والتخصصية والمهارية التي تطلقها الوزارة بشكل سنوي خاصة أوقات الإجازات تأتي استكمالاً لمفاهيم ومخرجات تربوية، وتسعى الوزارة على مدار العام إلى تكريسها في أذهان الطلبة من خلال المناهج الدراسية والأنشطة اللامنهجية التي من شأنها صقل مهارة الطالب وتوجيه قدراته وإمكانيته المعرفية بما يتسق مع طموحه ومع متطلبات أسواق العمل، كذلك تعمل الوزارة وفق منهجية تسعى من خلالها من تمكين الطالب أكاديمياً ومهارياً في مختلف المحطات الدراسية سواء تعليم عام او عالي والموازنة بين طموح طلبتنا وحاجة سوق العمل للتخصصات.

وأشاد بالشراكات المتميزة التي تجمع بين وزارة التربية والتعليم والجامعات الوطنية التي تحرص على التعاون بشكل وثيق مع الوزارة للخروج بمبادرات ريادية تنعكس بشكل إيجابي على المخرجات التربوية، وتدفع قدماً بجودة المنظومة التعليمية في الدولة بشقيها في التعليم العام والعالي بما يحقق تطلعات وآمال القيادة الرشيدة في قطاع التعليم.

بدورها، أكدت جميلة بنت سالم المهيري على حرص وزارة التربية والتعليم على تطوير برامج صيفية نوعية ترتقي بمعارف الطلبة وتكسبهم المزيد من المهارات الحيوية التي من شأنها صقل شخصيتهم وتوجيه طاقاتهم للاستفادة منها في المراحل التعليمية اللاحقة.

جهود استثنائية
وأوضحت أن الوزارة بذلت هذا العام جهوداً استثنائية على مختلف الصعد وسعت إلى موائمة برامجها الصيفية المهارية بما يضمن الحفاظ على سلامة الطلبة وأمانهم، استجابة لظروف المرحلة الراهنة وبما يمكنهم كذلك من مواصلة البناء على ما اكتسبوه من معارف خلال عامهم الدراسي الماضي، عبر الانخراط في البرامج الصيفية المتنوعة التي تتيحها الوزارة بشكل افتراضي هذا العام.

وبينت أن نجاح وزارة التربية والتعليم في تصميم وإطلاق البرامج الصيفية واستدامتها يعود إلى التعاون الوثيق مع شركاء الوزارة من جامعات ومؤسسات وطنية كان لها الدور الكبير في دعم أبنائنا الطلبة وتقديم محتويات مهارية وتدريبية وأكاديمية متنوعة تسهم في الارتقاء بمعارفهم وتكرس فيهم الشغف والطموح والمثابرة، منوهة إلى أن الوزارة تسعى من خلال البرامج الصيفية إلى الوصول إلى كافة الطلبة وتنمية مهارات معينة لديهم في شتى المجالات

محاور البرنامج
بدورها استعرضت الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي محاور ومسارات برنامج سفراؤنا الوطني "استعداد" واستهلت كلمتها بالتعرف بالبرنامج ودوره في بناء معارف ومهارات الطلبة، مشيرة سعادتها إلى أن هذا البرنامج يعد برنامج تحضيري ومتطلب أساسي للمشاركة ببرنامج سفراؤنا الدولي الذي تنفذه وزارة التربية سنوياً منذ عام 2016، ويشتمل على مسارات مختلفة لطلبة التعليم العام منها سفراء الابتكار، وسفراء المستقبل، وسفراء الدبلوماسية، وسفراء الرياضة، وسفراء روائع وسفراء العطاء، وسيحظى الطلبة الذين سيتميزون في البرنامج بفرصة المشاركة في برنامج سفراؤنا الدولي وكافة المسابقات التي تعقد على المستوى الوطني والدولي.

وأوضحت أن برنامج سفراؤنا الوطني يشتمل على خمسة مسارات متنوعة تثري تجربة الطلبة المهارية والمعرفية، إذ يختص المسار الأول في البحث العلمي ويهدف إلى لتزويد الطلبة بمفاهيم ومهارات منهجية البحث العلمي والخبرة العملية في مجال إجراء الأبحاث العلمية من خلال إشراكهم في تنفيذ مشروع بحثي. كما يزودهم بالمهارات اللازمة لتقديم طلبات الالتحاق بالجامعات فيما يهدف المسار الثاني "المسار الإثرائي" إلى تعزيز معارف ومهارات الطلبة في مجالات معرفية تخصصية متنوعة وتدريبهم على مواضيع علمية مختلفة مثل الذكاء الاصطناعي والبرمجة والروبوتات وغيرها.

ونوهت إلى أن المسار الثالث وهو ريادة الأعمال صممته الوزارة لتعزيز قدرات الطلبة في مجال ريادة الأعمال ومساعدتهم في إنشاء مشاريع ريادية ناشئة وتمكينهم من سمات ومهارات رواد الأعمال الناجحين، ويحفزهم كذلك على التفكير خارج الصندوق، والخروج بحلول مبتكرة في المسائل الاقتصادية،فيما يستهدف المسار الرابع "مسار الدبلوماسية" تطوير معارف ومهارات وقدرات الطلبة في مجال الدبلوماسية والقيادة من خلال برامج تعلم إلكترونية افتراضية حيث يشتمل برنامج هذا المسار على محاكاه افتراضية لنموذج الأمم المتحدة، ويركز على التدريب العملي للطلبة حول أسس عمل وضوابط وقوانين المشاركة في جلسات الأمم المتحدة، مبينة  أن برنامج الاستدامة التدريبي الافتراضي وهو المسار الخامس سيتم تنفيذه بالشراكة مع مؤسسات رائدة في مجال الاستدامة ويستهدف البرنامج الذي سيستمر لمدة أسبوعين طلبة التعليم العالي المتميزين في مرحلة البكالوريوس والدراسات العليا الملتحقين بأحد البرامج المرتبطة بالاستدامة في إحدى مؤسسات التعليم العالي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وسيعمل الطلبة الذين سيتم اختيارهم للمشاركة بالبرنامج مع رواد في مجال الاستدامة لبناء قاعدة معرفية تخدم استراتيجية الدولة للتنمية المستدامة.

وقالت الضحاك: "سيتولى تنفيذ برامج سفراؤنا الوطني مجموعة من الجامعات والجهات المرموقة في الدولة المتخصصة بأحد مسارات البرنامج (البحث العلمي، ريادة الأعمال، البرامج الإثرائية، الدبلوماسية)، والتي ستطور وتنفذ مقترح لبرنامج شمولي يخص أحد المسارات المتاحة المذكورة مشيدة سعادتها بالدور الكبير للجامعات في احتضان طموحات الطلبة وعملهم على تطويرها بما ينعكس بشكل إيجابي على مسيرتهم الأكاديمية في مختلف المراحل الدراسية".
  
وأشارت إلى أن برنامج سفراؤنا الوطني سيشهد مشاركة من قبل المعلمين ليتولوا مهمة الإشراف على الطلبة وكذلك التعرف على الممارسات الابتكارية لإثراء البيئة التعليمية من خلال احتكاكهم مع الجهات والجهات التي ستقدم الدعم لشتى مسارات البرنامج.